لواء الأحمدية
صُمم لواء الجماعة الإسلامية الأحمدية عام 1939 في زمن الخليفة الثاني رضي الله عنه، وضمّ بدرا ونجمة سداسية وهلالا ومنارة، وقد كُتب فوق البدر: "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة"، وكل ذلك بلون أبيض فوق راية سوداء.
عن ثوبان ؓ مولى رسول الله ﷺ عن النبي ﷺ أنه قال:
"إذا رأيتمْ الراياتِ السودَ قدْ جاءتْ منْ قبلِ خراسانَ ، فأتوهَا فإنَّ فيها خليفةَ اللهِ المهدي".
(صحيح، رواه السيوطي في الجامع الصغير، 648)
وخراسان هي بلاد الفرس ومنها تعود أصول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ومن جهتها انطلقت الرايات السود تحت قيادة خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لتنشر السَلام والمحبة في العالم أجمع باسم نبي الإسلام رحمة العالمين سيدنا محمد الأمين عَلَيهِ صَلاة وَسَلَامٌ رب العالمين.
أما الاعتراض الذي يثيره البعض حول النجمة السداية فهو لا أساس له لأنها نجمة إسلامية، وقد ظلّ المسلمون يستخدمونها عبر العصور، وقد وُجدت على المباني الإسلامية منذ القرن الأول الهجري في زمن الدولة الأموية. وهنالك نجمة سداسية في قصر هشام بن عبد الملك (105-125هـ) في أريحا في فلسطين والذي شُيِّد في أوائل القرن الثاني الهجري، وما زالت النجمة الحجرية الكبيرة ماثلة حتى اليوم. يقول د. جمال عبد الرحيم- أستاذ مساعد آثار إسلامية بجامعة القاهرة - بأنه من المعروف أن شكل النجمة السداسية زخرفة إسلامية من اختراع الفنان المسلم مثل غيرها من الزخارف والأشكال الهندسية الأخرى... أما على العمائر فقد وجدت هذه الزخرفة ولأول مرة في مصر على الواجهات الداخلية العلوية أو لجامع أحمد بن طولون والذي يرجع إلى 265 هـ ثم انتشر وجود هذه الزخرفة.. وقد وجدت النجمة السداسية على محراب خشبي بمتحف الفن الإسلامي في العصر الفاطمي- القرن السادس الهجري - وفي منبر جامع الصالح 699 هـ - وفي منبر جامع الطنبغا المرداني بشارع التبانة 740 هـ، وأقرب الأمثلة موجود في منبر مدرسة الأمير قمباس الاسحاقي- في القاهرة شارع الدرب الأحمر - 883 هـ، ومنبر السلطان الغوري بشارع الغورية 910 هـ، وجامع السلطان المؤيد.. بالإضافة إلى العديد من الأمثلة الأخرى.
كما أكدت رسالة دكتوراه في علوم الآثار - أعدها عبد الرحيم ريحان مدير البحوث والدراسات بوزارة الآثار المصرية- أن زخرفة النجمة السداسية، التي تُعرف بنجمة داوود، إسلامية، ولا علاقة لها بالصهيونية.
وأشارت هذه الرسالة إلى أنه بالرغم من ظهور النجمة السداسية في حضارات مختلفة قبل الإسلام في الآثار المصرية القديمة والديانة الهندوسية، لكن دلالاتها في الحضارة الإسلامية ارتبطت بمعاني روحية عالية ودلالات خاصة.
وأوضحت الدراسة أن نجمة داوود هي أحد الزخارف الإسلامية التي وجدت على عمائر إسلامية، منها قلعة الجندي في رأس سدر في سيناء التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي، حيث وجدت هذه النجمة على مدخل القلعة. كما وجدت النجمة أيضاً على طبق من الخزف ذي بريق معدني ينتمي إلى العصر الفاطمي. مشيراً إلى أنه تم الكشف عنها بواسطة بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1997م في منطقة رأس راية في طور سيناء. وأوضح ريحان أنه لا أثر للنجمة السداسية في أسفار العهد القديم. مشيراً إلى أنها لم تصبح رمزاً لليهود بشكل ملموس إلا في القرن الـ19؛ ما دعا الحكومة الفرنسية إلى إصدار قرار عام 1942م يلزم اليهود بعدم الظهور في الأماكن العامة دون نجمة داوود.
وجاء في موسوعة اليهودية والصهيونية:
ظهرت نجمة داود إلى الوجود كرمز دنيوي لأول مرة في العام 1648م، وحكايتها بدأت في براغ التي كانت في تلك الحقبة جزءا من الإمبراطورية النمساوية، وحين تعرضها لهجوم من قبل جيش السويد كان من بين المدافعين عنها مجموعة من اليهود فاقترح إمبراطور النمسا آنذاك فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة راية تحملها للتمييز بينها وبين القوات الغازية التي تحصنت في المدينة، وبدأت تشن حرب عصابات، وعلى أثر هذا الاقتراح قام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف " داود " وهو حرف الدال باللاتينية والذي هو على شكل مثلث حيث كتبه مرة بصورة صحيحة ومرة بصورة مقلوبة، ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض، وبهذا حصل على الشكل الذي يعرف اليوم بنجمة داود، وأخيرا قام ذلك القسيس برسم النجمة على الراية وعرضها على الإمبراطور الذي وافق أن تكون شعارا لمجموعة اليهود المدافعين عن مدينة براغ، وأعجبت الفكرة الجالية اليهودية هناك فتبنتها شعارا، واستعملها أعضاء الجماعة اليهودية في فيينا عام 1655م.
وهكذا يتبين مما تقدم بأن النجمة السداسية لم تظهر عند اليهود قبل عام 1648م، في حين وُجدت هذه النجمة في الآثار الإسلامية قبل ذلك بمئات السنين.
وقبل أكثر من ثلث قرن أُثيرت المسألة، فكتب مولانا دوست محمد شاهد -رحمه الله تعالى- مؤرخ الأحمدية ما يلي:
بعد دراسةٍ سريعة لبداية التاريخ الإسلامي، يتضح لنا أن رمز النجمة السداسية كان مستخدمًا منذ القرن الأول للهجرة إلى القرن الرابع عشر في كل البلاد الإسلامية عربية كانت أم أعجميّة.
وهذه بعض الأدلة على ذلك:
1 – العملة الإسلاميّة المستخدمة في عهد معاوية رَضِيَ الله عَنْهُ والي الشام:
كان معاوية قد روّج في عهد ولايته عملةً على شكلِ دائرةٍ يحيطُ بها من الخارج نجوم سداسيّة. وقد اكتشف هذا الأمر في القرن العشرين السيّد "أسعد داغر" الكاتب الصحفي المصري المعروف، وقد نشر صور هذه العملة في كتابه الرائع "حضارة العرب" في الصفحة 56.
2 – قلعة آغرة وقصرها القديم في الهند:
يُعتبر عهد الأسرة المغولية في الهند ذروةً في تطبيق العادات والتقاليد والثقافات الإسلامية، وتميّز ذلك العهد بالمباني الفاخرة والشامخة. ومن تلك المعالم الشامخة والملفتة للانتباه قلعة "آغرة" وقصرها القديم الّذي يسمّى "لال محل" والذي بُني في عهد "جهانغير".
وقد قال المولوي المرحوم "ذكاء الله خان الدهلوي" - شمس العلماء- في كتابه "تاريخ هندوستان" الجزء السادس: إنّ رمز النجمة السداسية ما زال منقوشًا ومحفورًا عل "برج سمن" في تلك القلعة، وعددها خمسة نجوم. وعلاوةً على ذلك فإنّ الباب الرئيس لتلك القلعة يحتوي على ثلاثة رموز محفورة ومنقوشة للنجوم السداسيّة. وقد ذكر المستشرق الفرنسي الشهير الدكتور "كستوولي" في كتابه "تمدّن الهند" في الطبعة الأوردية صفحة 400 - المطبوع في مطبعة شمسي آغرة في سنة 1913م- أنّ النقوش الموجودة على ذلك الباب تعود إلى زمن بعيد بشكل واضح.
3 – الوسام الملكي لخادم حرم المدينة المنّورة:
كان منصب ولاية المدينة المنّورة في العهد العثماني يمثّل شرفًا عظيمًا، وكان له احترام وهيبة ومحبة، وكان شائعًا أن تكون زيارة والي المدينة شرفًا وفخرًا عظيمين لأي وفد يقدم إلى المدينة المنّورة من مصر أو من أي بلد إسلاميّ آخر.
كان يشغل هذا المنصب الرفيع في سنة 1313 للهجرة الفريق "عثمان باشا فريد".. وفي تلك الأثناء قدِم وفد مصريّ للحج يرأسه أمير الحجاج "إبراهيم رفعت باشا" حيث التقى بوالي المدينة. وقد ذكرَ هذا اللقاء المؤلّف "إبراهيم رفعت باشا" في كتابه "مرآة الحرمين" الجزء الأوّل صفحة 383 المطبوع سنة 1925م. وقد أهدى المؤلف كتابه المليء بالمعلومات التاريخية والإيمانية عن عدّة عصور إلى ملك مصر "فؤاد الأوّل"، ومدح المؤلّف في كتابه المذكور رئيس وزراء مصر وقتها "سعد زغلول باشا" بشكل كبير. وقد وضع "إبراهيم رفعت باشا" في كتابه المذكور في الصفحة 382 صورة والي الحرم النبوي، والّذي يبدو فيها وسيمًا ملتحيًا بلحية جميلة ملفتة للأنظار، ويرتدي زيًّا ملكيًّا وعلى رأسه طربوش تركي، وتظهر في الصورة عدة أوسمة على صدره، وأحد هذه الأوسمة على شكل نجمة سداسيّة تظهر واضحة على صدره من الناحية اليمنى باتجاه رقبته.
باختصار، ظلّت النجمة السداسية مستخدمة في جميع الدول الإسلاميّة سواء كانت دولاً مغوليّة أو أمويّة أو عثمانيّة. (بتصرف عن مجلّة لاهور الأسبوعيّة عدد 1/3/ 1976، صفحة 5)
لقد مضى أكثر من ثلث قرن على نشر بحث المؤرخ دوست، وخلال ذلك تمّ اكتشاف المزيد من الأدلة على أن النجمة السداسية إسلامية قبل أن يتخذها اليهود رمزا لهم.
وليس لنا أن نترك ما اتخذه أجدادنا رمزا وزينة لمجرد أن استعمله قوم آخرون بعد ألف سنة.
منقول