أحمديون من الغرب
أحمديون من الغرب
زمن ظهور المهدي
زمن ظهور المهدي
السيدة أوغستا أتكينسون
السيدة أوغستا أتكينسون
السيدة 'أوغستا أتكينسون' -الأخت عائشة لاحقا- من أوائل السيدات اللاتي اعتنقن الإسلام في مدينة كاليفورنيا عام ١٩٣٠ وكانت أحمدية مخلصة رَضِيَ اللهُ عَنها.
الجماعة الإسلامية الأحمدية فخر باكستان
الجماعة الإسلامية الأحمدية فخر باكستان
موقع Pakistan Defence الباكستاني ينشر على صفحته شكر وامتنان للبروفيسور عبد السَلام بعد أن أصبحت باكستان رسميا أول عضو آسيوي في منظمة البحوث النووية الأوربية CERN وهي أكبر تجربة علمية في تاريخ البلاد، وأن الفضل في ذلك يعود إلى جهود العالِم الحائز على جائزة نوبل عبد السَلام ونظرياته الفيزيائية الشهيرة التي ارتقت بباكستان اليوم فقط في هذه الناحية والتي يفخر بها جميع الباكستانيين رغم تردي الآوضاع والمستوى الاقتصادي من النواحي الأخرى. ويذكّر المنشور أيضا بأن جزيء هيغز بوزون ما كان ليكتشف اليوم لولا جهود العالم عبد السَلام العلمية التي أدت إلى اكتشافه ونيل مكتشفيه كذلك جائزة نوبل. ثم يختتم المنشور بالقول : سيدي عبد السَلام إننا نفتقدك.
ملاحظة/ البروفيسور عبد السَلام هو مسلم أحمدي مخلص نال جائزة نوبل في الفيزياء كأول مسلم من باكستان ينال هذه الجائزة العالمية الكبيرة في مجال الفيزياء والعلوم.
#الجماعةالإسلاميةالأحمدية
سلسلة كسر الصليب من الحوار المباشر
سلسلة كسر الصليب من الحوار المباشر
خليفة المسيح الرابع رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ينسف الإلحاد في دقيقتين
خليفة المسيح الرابع رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ينسف الإلحاد في دقيقتين
قوانين التكفير تحاصر المشايخ .. الشيخ جُنيد نموذجا
قوانين التكفير تحاصر المشايخ .. الشيخ جُنيد نموذجا
اختفى الداعية الباكستاني والمطرب السابق مولانا جُنيد شمشد من الشرطة وسلطة القضاء بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه بتهمة التجديف.
وكان سبب هذه التهمة التي تعاقب بالموت هو تسجيل لمولانا الشيخ جُنيد روى فيه حديثاً حول السيدة عائشة أُمّ المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهُا وهي تحاول التمارض لتحقيق غرض ما وتعليق الشيخ على ذلك بأنه دليل على أن النساء لا يمكن أن ينصلحن ولو كن أمهات المؤمنين. وقد آثار هذا التصريح موجة عارمة لم تهدأ دفعت جماعات التبليغ والتحريك المتشددة للمطالبة بقتل الشيخ بتهمة التجديف.
وقد اعتذر الإمام جُنيد في تسجيل على الملأ بكل تواضع وذل أن "يسامحوه كما يسامحون شحّاذاً ذليلاً" وأن "المرء تصدر منه تعبيرات لا إرادية" وقدم احترامه لأم المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنها وأنه آسف على ما قال بحق حضرتها. ولكن المشايخ لم يقبلوا ذلك لأن التجديف قانونا حقه الموت.
ما جئتكم في غير وقت عابثا
ما جئتكم في غير وقت عابثا
في هذه الوثيقة المهمة يوصي البارون الأول توماس مكاولي الإمبراطورية البريطانية في خطبه له في البرلمان البريطاني بأن تعمل بقوة من تاريخ هذا الخطاب على طمس تعليم اللغة العربية في مدارس الهند كافة والإبقاء على اللغة السنسكريتية فقط كلغة شرقية واعتبار اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية الراقية للمجتمع الهندي وإزالة كل مدرسة دينية لتعليم العربية وإحلال اللغة الإنجليزية والثقافة النصرانية محلها. اللافت في الآمر أن هذا الخطاب كان في تاريخ ٢ فبراير عام ١٨٣٥ أي في السنة التي ولد فيها حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.
فهل من الصدفة أيضا أن يُعدّ الله تعالى مسيحه الموعود ليولد مع بداية محاولات تنصير الهند وطمس لغة القرآن الكريم في تلك الديار؟
لقد ألّف حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كتاباً قيّماً أثبت فيه من التاريخ والقرآن المجيد وأدلة اخرى بأن اللغة العربية هي أُمُّ الألسنة واللغات كافة.
يقول حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:
"ثم ظهرت علي آيات أخرى .. أن القرآن هو أُمُّ الكتب الأولى، والعربية أُمُّ الألسنة من الله الأعلى."
(منن الرحمن ص ٦٦)
طلب الحصول على جواز باكستاني
طلب الحصول على جواز باكستاني
متوفيك
متوفيك
ما ضرورة بيعة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام
ما ضرورة بيعة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام
من هو أعظم علماء العرفان الإلهي بشهادة الأغيار ؟
من هو أعظم علماء العرفان الإلهي بشهادة الأغيار ؟
من هو أعظم علماء العرفان الإلهي بشهادة الأغيار ؟
نشر الفيلسوف والشاعر الإسلامي المعروف في شبه القارة الهندية ومؤسس دولة باكستان العلّامة الدكتور السير محمد إقبال مقالة له عام 1900 في مجلة The Indian Antiquary -وهي مجلة علمية شهيرة في الهند مختصة بالأبحاث الشرقية- وكانت مقالته بعنوان (مذهب الوحدة المطلقة) امتداداً لما قدمه الشيخ العلّامة عبد الكريم الجيلي قبل ذلك بقرون. وتتناول المقالة الفكر الميتافيزيقي لهذا العالم الكبير (ت 1408 م) الذي شرحه في كتابه الشهير (الإنسان الكامل). وفي تعليق له على فلسفة الجيلي يكتب إقبال:
"سرعان ما تتضح نبوءة المؤلف حول المرحلة العليا للجدلية الهيغلية بشكل لافت ومباشر، وكيف يشدّد على أهمية العرفان الإلهي، وهو العلم الذي طالما لاقى استحسانا لدى غالبية مفكري الإسلام الكبار، وقد تجلّى هذا العلم في الآونة الأخيرة بشخص مرزا غلام أحمد القادياني الذي يُعَد أعظم علماء العرفان الإلهي المحمديين في تاريخ الهند الحديث".
(The Indian Antiquary، المجلد الثلاثون، سبتمبر 1900، ص 239)
وهذه صورة المقال
الأذان من قاديان
الأذان من قاديان
نستمع في هذا التسجيل إلى الأذان يرفع من مدينة قاديان في إقليم البنجاب بالهند. لاحظ مدى الهدوء والصفاء الروحي للمؤذن وهو ينادي الناس للصلاة بشكل مغاير تماما لما نسمعه اليوم من صراخ وعويل في مكبرات الصوت.
نبذة عن مدينة قاديان
مدينة قاديان أسسها حضرة 'مرزا هادي بيگ' عام 1530 م وهو داعية إسلامي وأول قاضي في المنطقة ويعود أصله لأسرة ملكية ساهمت بتشكيل الإمبراطورية المغولية ولقّبت بالمرزا. قام السيد مرزا هادي بيگ بتسمية مركز المدينة ب ' قاضي الإسلام ' وذلك طبقاً لمنصبه كأحد المشايخ المسلمين. ثم تحول الإسم اختصارا إلى 'قاضي' أو 'كادي' بلغة الهند، ثم بمرور الزمن صار الناس يطلقون عليها 'قاديان' أو 'كاديان' بلغة أهل المنطقة.
http://en.wikipedia.org/wiki/Qadian
المصدر:
(History of Ahmadiyyat Vol 1 (Urdu). India: Nazarat Nashro Ishaat Qadian. 2007. pp. 40 143516. ISBN 181791210)
لنقرأ الحديث التالي:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ مِنْ قَرْيَةٍ بِالْيَمِينِ يُقَالُ لَهَا : كَرِعَةٌ ، وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ فِيهَا مُنَادٍ يُنَادِي : أَلا إِنَّ هَذَا الْمَهْدِيُّ فَاتَّبِعُوهُ. "
(معجم ابن المقرئ، يخرج المهدي من قرية باليمين)
بعض ألفاظ الحديث جائت بـ اليمن بدل اليمين فإذا أخضعنا الألفاظ كلها إلى الأحاديث الصحيحة الدالة على بعثة الإمام المهدي من بلاد فارس في الشرق (أي شرق الجزيرة العربية) وشرق الجزيرة هي الهند لا اليمن، وبهذا يصح لفظ الحديث [اليمين] بدل [اليمن] لكون اليمين يتفق مع جهة الشرق فيما اليمن تقع إلى الجنوب.
لقد ورد لفظ (كدعا) في بعض الكتب الفارسية بدل كرعة والمعروف أن العجم يلفظون القاف كافاً كما يفعل بعض العرب أيضا وحرف العين لا يلفظ عادة عند غير العرب أو يلفظ ألفا. لذلك فلا يقابل كدعا إلا قادا ومدينة قاديان أصلا اسمها قادا أو قادي (قاضي) ثم تحولت إلى قاضيان أو قاديان كما تبين وهي إلى الشرق من الجزيرة العربية بينما اليمن تقع إلى الجنوب من الجزيرة العربية.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مسلم لله
حديث أُمّ المؤمنين ؓ : قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده
حديث أُمّ المؤمنين ؓ : قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده
هذا الحديث رواه إبن أبي شيبة في مصنفه عن جرير بن حازم:
"حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قُولُوا : " خَاتَمُ النَّبِيِّينَ , وَلا تَقُولُوا : لا نَبِيَّ بَعْدَهُ"."
(26653 المصنف في الأحاديث والآثار، أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي، 5/336، الطبعة الأولى، 1409، مكتبة الرشد - الرياض، تحقيق : كمال يوسف الحوت)
...........
رواه يحيى بن سلام عن الربيع في تفسيره:
"الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : لا تَقُولُوا : لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ، وَقُولُوا : خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا وَإِمَامًا مُقْسِطًا ، فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا".
(519، تفسير يحيى بن سلام، سُورَةُ الأَحْزَابِ، تَفْسِيرُ سُورَةِ الأَحْزَابِ)
جاء في التهذيب في حال الربيع عند أهل الحديث :
قال أبو زرعة: شيخ صالح صدوق.
وقال أبو حاتم: رجل صالح.
وقال مسلم بْن إبراهيم عن شعبة: الربيع بْن صبيح من سادات المسلمين.
وقال أبو أحمد بْن عدي: له أحاديث صالحه مستقيمه ولم أر له حديثا منكرا جدا وأرجو أنه لا بأس به ولا برواياته.
وقال عبد الله بْن أحمد بْن حنبل عن أبيه: لا بأس به رجل صالح.
وقال البخاري عن أبي الوليد الطيالسي: كان الربيع بْن صبيح لا يدلس.
استشهد به البخاري في الكفارات، وروى له الترمذي وابْن ماجه.
(انظر : تهذيب الكمال)
ضعفه بعض رجال الحديث بسبب سوء حفظه مع إجماعهم على كونه ثقة صدوق. فسوء الحفظ لا يقدح بصحة نقل الثقة الصدوق للحديث ولا يطعن في صحة حديثه مع شهادة رجال الجرح والتعديل على صدقه وتوثيقه.
أما صاحب التفسير يحيى بن سلام فهو يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة، التيمي بالولاء، من تيم ربيعة، البصري ثم الإفريقي القيرواني 124 - 200 هـ = 742 - 815 م.
"قال ابن الجزري: «سكن إفريقية دهرا، وسمع الناس بها كتابه في تفسير القرآن، وليس لأحد من المتقدمين مثله» ولابنه «محمد بن يحيى» زيادات عليه، أفردت بإسناد عنه. وله «اختيارات في الفقه» ذكرها صاحب معالم الإيمان، و «الجامع» ذكره ابن الجزري، وقال: كان ثقة ثبتا ذا علم بالكتاب والسنة ومعرفة باللغة، والعربية. وقال أبو العرب: له مصنفات كثيرة في فنون العلم. وقال العسقلاني: ضعفه الدارقطني - في الحديث - وذكره ابن حبان في الثقات وقال: وربما أخطأ." انتهى
(انظر : الأعلام للزركلي)
فيثبت من ذلك أن الرجلين عالمان ثقة صدوقان.
.......
الشاهد الآخر من أبي شيبة عن مجالد وهو ضعيف بسبب سوء الحفظ أيضا.
........
أما الشرح فقد جاء فيه قول ابن قتيبة رحمه الله :
"وَأَمَّا قَوْلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "قُولُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، وَلَا تَقُولُوا لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ"؛ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى نُزُولِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ قَوْلِهَا، نَاقِضًا لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا نَبِيَّ بَعْدِي" لِأَنَّهُ أَرَادَ: لَا نَبِيَّ بَعْدِي، يَنْسَخُ مَا جِئْتُ بِهِ، كَمَا كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ تَبْعَثُ بِالنُّسَخِ، وَأَرَادَتْ هِيَ: "لَا تَقُولُوا إِنَّ الْمَسِيح لَا ينزل بعده".
(تأويل مختلف الحديث، ابن قتيبة، ص: 272)
وقد اختلط على مشايخ آخر الزمان حديث عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها أولاً من طريق ابن سيرين حيث قيل بأنه لم يسمع من عائشة ؓ وهذا تكذيب واضح لراوٍ ثقة عدل كابن سيرين رحمه الله وقد نص الإجماع على أن عدالة الصحابة تحتم قبول مراسيلهم وابن سيرين تابعي عدل ثقة ولم ينفي سماعه بل هذا ما قاله ابن ابي حاتم عن أبيه واستشهد البخاري بذلك في حين لم يدعي ابن سيرين ذلك مطلقا. ثانياً، اختلط عليهم حديث عائشة ؓ بحديث لا نبي بعدي ولذلك ظنوا أن الحديثين متناقضان فقدموا المرفوع منه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على الموقوف منه لعائشة ؓ والحق أن الحديثين متفقان لا تعارض بينهما إذا ما فهم أن المقصود بلا نبي بعدي أي لا نبي يخالف شرعي وسنتي كما ذهب بعض إن لم نقل جلّ أهل العلم. والنتيجة أن محاولات تضعيف الحديث تلك لا تثبت لأنها لا تطعن بعدالة الرواة وصدقهم بل تقوم على مجرد سوء الفهم بينما الحديث صحيح متوافق مع ما رفع منه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وله شواهد.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مسلم لله
عدم الصَلاة خلف غير الأحمدي
عدم الصَلاة خلف غير الأحمدي
يثير خصوم الجماعة مسألة يطربون لها كثيرا ظنا منهم أنها مخالفة صريحة للدين وإضافة للشرع بما لم ينص عَلَيْهِ ألا وهي منع المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الأحمديين من الصَلاة خلف غير الأحمدي. بداية نقول بأن حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ما منع الناس الصَلاة قبل أن يمنعوه هم من الصَلاة وكفروه وجماعته وحظروهم من الصَلاة والحج بل والدفن في مقابر المسلمين، فكانت تعاليم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أن هؤلاء فسقة لا تصح الصَلاة خلفهم بالأصل. وعموماً فعلى الذي يقول بأن منع الصَلاة خلف إمام ما هو تشريع جديد مكفّر لقائله عَلَيْهِ أن يكفّر الحنابلة وغيرهم من المسلمين على بكرة أبيهم إذ إن المعروف عن الحنابلة قولهم بـ"عدم صحة إمامة فاسقٍ مطلقاً , سواء كان فسقه بالاعتقاد أو بالأفعال المحرّمة , وسواء أعلن فسقه أو أخفاه" . (راجع الموسوعة الفقهية الكويتية).
يقول ابن قدامة حول عدم إمامة الفاسق من كتابه الكافي في فقه ابن حنبل :
"لا يصح (أي لا تصح الصَلاة خلف إمام فاسق) لأن جابرا قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ لا تؤمن امرأة رجلا ولا فاجر مؤمنا إلا أن يقهره بسلطان أو يخاف سوطه أو سيفه ] رواه ابن ماجة
ولأنه لا يؤمن على شرائط الصلاة ويحتمل أن تصح الجمعة والعيد دون غيرهما لأن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بهما خلف كل بر وفاجر لأنها لا تختص بإمام واحد فالمنع منها خلف الفاسق يفضي إلى تفويتها فسومح فيها دون سائر الصلوات.". أ.هـ
[ الكافي في فقه الإمام المبجل أحمد بن حنبل، لمؤلفه عبد الله بن قدامة المقدسي أبو محمد، 1/293 ]
جاء في كتاب المبدع في شرح المقنع:
"لا تصح إمامة الفاسق مطلقاً. قاله أكثر الأصحاب. وقدمه السامري ، وصاحب الفروع، وذكر ابن هبيرة أنها الأشهر. قال ابن الزاغوني : وهي اختيار المشايخ، لقوله تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقاً لا يستوون} [السجدة:18] ولما روى ابن ماجه ، عن جابر مرفوعاً: «لا يؤمن امرأة رجلاً، ولا أعرابي مهاجراً، ولا فاجر مؤمناً إلا أن يقهره سلطان يخاف سوطه وسيفه». وعن ابن عمر، أن النبي قال: «اجعلوا أئمتكم خياركم، فإنهم وفدكم بينكم وبين ربكم» قال البيهقي : إسناده ضعيف، ولأنه لا يقبل إخباره لمعنى في دينه، أشبه الكافر، ولا يؤمن على على شرائط الصلاة، ولا فرق بين أن يكون فسقه من جهة الاعتقاد، أو من جهة الأفعال، فمتى كان يعلن ببدعته، ويتكلم بها، ويناظر عليها لم يصح.
قال أحمد : لا يصلى خلف أحد من أهل الأهواء، إذا كان داعية، أي: يظهرها ويدعو إليها. وعليه حمل المؤلف كلام «الخرقي»: «ومن صلى خلف من لم يعلن ببدعته أو سكر، أعاد، فيكون موافقاً لما اختاره الشيخان من أن البطلان مختص بظاهر الفسق دون خفيه. قال في «الوجيز»: لا يصح خلف الفاسق المشهور فسقه، لكن ظاهر كلامه -وهو المذهب- مطلقاً.". أ.هـ
[المبدع في شرح المقنع، إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح أبو إسحاق برهان الدين (المتوفى: 884هـ) الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 2/288]
فهل كل هؤلاء العلماء الأجلاء كفرة مبتدعة أتوا بغير ما شرع الله تعالى في القرآن الكريم ؟
وسئل ابن أبي زيدٍ عمّن يعمل المعاصي هل يكون إماماً ؟ فأجاب : أمّا المصر والمجاهر فلا . والمستور المعترف ببعض الشّيء فالصّلاة خلف الكامل أولى , وخلفه لا بأس بها . وسئل عمّن يعرف منه الكذب العظيم , أو قتّات كذلك , هل تجوز إمامته ؟ فأجاب : لا يصلّى خلف المشهور بالكذب والقتّات والمعلن بالكبائر ولا يعيد من صلّى خلفه , وأمّا من تكون منه الهفوة والزّلّة فلا يتبع عورات المسلمين..
"تجب الصلاة وراء غيره (الإمام الفاسق) , ونأثم لعدم تغيير المنكر بعقدنا للصلاة وراءه , لأنَّّ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب , فالصلاة خلفه سبب في إبقاءه في الإمامة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : › إنَّ تقديم الواحد من هؤلاء في الإمامة لا يجوز مع القدرة على غيره , فإن كان مُظهراً للفجور والبدع يجبُ الإنكار عليه , ونهيُه عن ذلك , وأقلُّ مراتب الإنكار هجره لينتهي عن فجوره وبدعته ›.
جاء في كتاب الفقه (3/75) (باب في من لا تصح إمامته في الصلاة) :
"إن الإمامة في الصلاة مسئولية كبرى , وكما أنها تحتاج إلى مؤهلات يجب توافرها في الإمام أو يستحب تحليه بها ; كذلك يجب أن يكون الإمام سليما من صفات تمنعه من تسلم هذا المنصب أو تنقص أهليته له : فلا يجوز أن يولى الفاسق إمامة الصلاة , والفاسق هو من خرج عن حد الاستقامة بارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب التي هي دون الشرك . والفسق نوعان : فسق عملي , وفسق اعتقادي : فالفسق العملي : كارتكاب فاحشة الزنى , والسرقة , وشرب الخمر . .. ونحو ذلك . والفسق الاعتقادي : كالرفض , والاعتزال , والتجهم . فلا يجوز تولية إمامة الصلاة الفاسق , لأن الفاسق لا يقبل خبره , قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا فلا يؤمن على شرائط الصلاة وأحكامها , ولأنه يكون قدوة سيئة لغيره ; ففي توليته مفاسد .". أ.هـ
يشترط الحنابلة أن يكون الإمام عدلاً، فلا تصح إمامة الفاسق ولو بمثله، فلو صلى شخص خلف الفاسق، ثم علم بفسقه، وجبت عليه إعادة الصلاة، إلا في صلاة الجمعة والعيدين، فإنهما تصحان خلف الفاسق إن لم تتيسر الصلاة خلف عدل.
واشتراط المالكية: أن يكون الإمام سليماً من الفسق المتعلق بالصلاة، كأن يتهاون في شرائطها أو فرائضها، كمن يصلي بلا وضوء أو يترك قراءة الفاتحة. أما إن كان الفسق لا يتعلق بالصلاة كالزاني، أو شارب الخمر، فتصح إمامته مع الكراهة على الراجح.
فالمسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام نبي وهو أعلم بالشرع والاستنباط من غيره وينبغي التسليم لأوامره. إن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام إذا جاز لنا اعتبار تقليده لغيره -وهو ما لا يصح إذ لا يقلد النبي المجتهد بل العكس حيث يتلقى النبي فقهه من الله تعالى مباشرة ولا يقلد مجتهداً بل يقيس بما علمه الله ﷻ- أقول على افتراض صحة التقليد فإن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ما خرج عن الفقه الذي ثبت عند الحنابلة وجمهور من الفقهاء وأهل العلم كما تقدم. والمحصلة هي أن منع الصَلاة خلف غير الأحمدي باعتباره كافرا بالمسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام من جهة وفاسقا اعتقادا من جهة أخرى لهو أمر موافق مع المذاهب الإسلامية المعروفة وفوق ذلك فإن الأمر الصادر من نبي هو هنا عيسى عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام هو أولى وأكثر إلزاماً من اجتهاد المجتهد وقياس الفقيه.
يقول الإمام السيوطي رحمه الله حول هذا الموضوع :
"وَقَوْلُ السَّائِلِ : وَإِذَا قُلْتُمْ : إِنَّهُ يَحْكُمُ بِشَرْعِ نَبِيِّنَا فَكَيْفَ طَرِيقُ حُكْمِهِ بِهِ أَبِمَذْهَبٍ مِنَ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ الْمُقَرَّرَةِ أَوْ بِاجْتِهَادٍ مِنْهُ ؟ هَذَا السُّؤَالُ عَجَبٌ مِنْ سَائِلِهِ وَأَشَدُّ عَجَبًا مِنْهُ قَوْلُهُ فِيهِ : بِمَذْهَبٍ مِنَ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ ، فَهَلْ خَطَرَ بِبَالِ السَّائِلِ أَنَّ الْمَذَاهِبَ فِي هَذِهِ الْمِلَّةِ الشَّرِيفَةِ مُنْحَصِرَةٌ فِي أَرْبَعَةٍ وَالْمُجْتَهِدُونَ مِنَ الْأُمَّةِ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً ، وَكُلٌّ لَهُ مَذْهَبٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِ التَّابِعِينَ وَهَلُمَّ جَرًّا ، وَقَدْ كَانَ فِي السِّنِينَ الْخَوَالِي نَحْوُ عَشَرَةِ مَذَاهِبَ مُقَلِّدَةٌ أَرْبَابُهَا مُدَوَّنَةٌ كُتُبُهَا وَهِيَ : الْأَرْبَعَةُ الْمَشْهُورَةُ ، وَمَذْهَبُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَمَذْهَبُ الْأَوْزَاعِيِّ ، وَمَذْهَبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، وَمَذْهَبُ إسحاق بن راهويه ، وَمَذْهَبُ ابْنِ جَرِيرٍ ، وَمَذْهَبُ داوود ، وَكَانَ لِكُلٍّ مِنْ هَؤُلَاءِ أَتْبَاعٌ يُفْتُونَ بِقَوْلِهِمْ وَيَقْضُونَ ، وَإِنَّمَا انْقَرَضُوا بَعْدَ الْخَمْسِمِائَةِ لِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ وَقُصُورِ الْهِمَمِ ، فَالْمَذَاهِبُ كَثِيرَةٌ ، فَلِأَيِّ شَيْءٍ خَصَّصَ السَّائِلُ الْمَذَاهِبَ الْأَرْبَعَةَ ؟ ثُمَّ كَيْفَ يُظَنُّ بِنَبِيٍّ أَنَّهُ يُقَلِّدُ مَذْهَبًا مِنَ الْمَذَاهِبِ ، وَالْعُلَمَاءُ يَقُولُونَ : إِنَّ الْمُجْتَهِدَ لَا يُقَلِّدُ مُجْتَهِدًا ، فَإِذَا كَانَ الْمُجْتَهِدُ مِنْ آحَادِ الْأُمَّةِ لَا يُقَلِّدُ فَكَيْفَ يُظَنُّ بِالنَّبِيِّ أَنَّهُ يُقَلِّدُ ؟ فَإِنْ قُلْتَ : فَتَعَيَّنَ حِينَئِذٍ الْقَوْلُ بِأَنَّهُ يَحْكُمُ بِالِاجْتِهَادِ ، قُلْتُ : لَا لَمْ يَتَعَيَّنْ ذَلِكَ ، فَإِنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْكُمُ بِمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي الْقُرْآنِ وَلَا يُسَمَّى ذَلِكَ اجْتِهَادًا ، كَمَا لَا يُسَمَّى تَقْلِيدًا ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الْعُلَمَاءَ حَكَوْا خِلَافًا فِي جَوَازِ الِاجْتِهَادِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَوْ كَانَ حُكْمُهُ بِمَا يَفْهَمُهُ مِنَ الْقُرْآنِ يُسَمَّى اجْتِهَادًا لَمْ تَتَّجِهْ حِكَايَةُ الْخِلَافِ . " انتهى
(الحاوي للفتاوي، الفتاوى الحديثية، كتاب البعث، مبحث النبوات، كتاب الإعلام بحكم عيسى عليه السلام)
وأخيرا لنقتبس بعضا مما قاله حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول هذا الموضوع:
"إن الصلاة وراء شخص ورع تؤدي إلى غفران ذنوب الإنسان. إن الصلاة مفتاح كافة البركات، وفي الصلاة يستجاب الدعاء، والإمام إنما هو بمنـزلة وكيل، ولو كان هو نفسه أسودَ القلب فكيف يجلب البركة للآخرين".
(الملفوظات ج 2 ص 318)
ويقول أيضا عليه السلام:
"يسأل بعض الناس قائلين: هل نصلي وراء الذين لا يقولون سوءًا (في حقك)، ولا يُبدون أيضًا موقفهم بشكل واضح خوفًا من طعن القوم؟ أقول: كلا، إذ لا يزال في سبيل قبولهم الحقَّ حجرُ عثرة، ولا يزالون غصنًا من تلك الشجرة ذات الثمر السام والفتاك. ولو أنهم لم يعتبروا أهل الدنيا معبودًا وقِبلةً لهم لشقّوا كلَّ هذه الحجبَ وخرجوا منها، ولم يكترثوا أبدًا لطعن الطاعنين، وما خافوا شماتة الشامتين، بل فَرّوا إلى الله وحده. فقبل القيام بأي عمل يجب أن تروا أيُرضي الله هذا العمل أم يُرضي الخلقَ؟ فإن الإنسان لا يزال معرَّضًا للعثار ما لم يصل إلى درجة يصبح رضا المولى فيها هو المقدَّم لديه ولا يقدر أي شيطان أو مُضِلٍّ على إغوائه".
(الملفوظات، ج 2 ، ص 361)
.......
فيلزم المعترض إما أن يكفّر العلماء القائلين بعدم الصَلاة خلف من اختلت عقيدته أو أن يخالف العلماء من جهة أخرى حول عدم حاجة النبي للمجتهد. كما أن عَلَيْهِ أن يجاهر بعدم تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية واعتبارهم مسلمين وأن إمامهم مسلم صالح صادق في دعواه وبهذا تقع المسؤولية عَلَيْهِ لا على غيره.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مسلم لله
5000 ينضمون إلى الجماعة للإسلامية الأحمدية
نصر من الله وفتح قريب
جماعة مسلمة في المكسيك قوامها خمسة آلاف مسلم كان تلفزيون @VICE قد التقى بهم في شهر مارس انضموا جميعا إلى #الجماعةالإسلاميةالأحمدية .
الله أكبر ولله الحمد
سيدنا ابراهيم عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لم يكن مشركا
سيدنا ابراهيم عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام
يروج عند بعض المسلمين اعتقاد حول سيدنا ابراهيم عَلَيهِ السَلام بأن رحلة بحثه عن الله تعالى كان فيها محطات شركية أشرك خلالها أبونا ابراهيم عَلَيهِ السَلام مع الله تعالى آلهة أخرى والعياذ بالله حتى اختاره الله أخيرا وشرفه بالنبوة. إن هذا الاعتقاد فاسد في حق ابراهيم عَلَيهِ السَلام والأنبياء جميعا بل الله تعالى قبل كل شيء. لا أدلّ على فساد ذلكم الاعتقاد من معايير الاصطفاء في حد ذاتها.
تقول "الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة" ومقرها مكة المكرمة عن سيدنا إبراهيم عَلَيهِ السَلام ما يلي:
".. وكانت عبادة القمر والشمس وأوضاعها المختلفة هي التي تقررت في وعي الناس على ضوء ما نفهمه من التدرج في قضية الألوهية المدعاة من الصغير إلى الكبير إلى الأكبر. مما جعل إبراهيم يشعر بالخضوع للشمس في النهاية فيعتبرها ربَّا يستحق العبادة لأنها أكبر من الكوكب والقمر, فهي أحق بالعبادة. وكانت الفكرة تنمو في ذهنه أمام عظمة هذه أو تلك.." (تأسيس التفكير العلمي بآيات النظر والاستدلال، د.ناول عبد الهادي، الدار البيضاء - المغرب)
وكانت الهيئة تقصد الآيات التالية:
[وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ]
[الجزء : (٧) الأنعام (١٣٧) الآيات: ٧٥-٧٩]
فهل كان ابراهيم عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بحسب الآيات السابقة مشركا وَلَوْ لبرهة؟
يقول الحق تبارك وتعالى جوابا على سؤالنا:
[إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ]
[الجزء: ١٤ النحل (١٦) الآية: ١٢١-١٢٢]
وهو عين ما قاله ابراهيم عَلَيهِ السَلام في نهاية آيات سورة الأنعام بعد احتجاجه على قومه بعبادتهم الشمس والقمر (وما أنا من المشركين) مما ينسف التفسير التقليدي الذي يتهم ابراهيم بالشرك قبل النبوة.
ففي رحلته للبحث والغوص في الجمال الإلهي كان ابراهيم عَلَيهِ السَلام قد اعتزل ما يعبد الناس نهائيا ولم يشرك بعبادة ربه شمسا ولا قمرا بل كان بشهادة الله جلّ جلاله من الشاكرين لأنعمه أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا أي إماماً ومعلّماً، يقول عبد اللّه بن مسعود ؓ : "الأمة معلّم الخير، والقانت المطيع للّه ورسوله. وقال ابن عمر ؓ : الأمة الذي يعلّم الناس دينهم. وقال مجاهد {أُمَّةً} أي أمة وحده، والقانت: المطيع. وعنه كان مؤمناً وحده والناس كلهم إذ ذاك كفار، وقال قتادة: كان إمام هدى، والقانت: المطيع للّه.."انتهى.
فقد اجتباه الله تعالى بالنبوة أي اصطفاه من بين عباد الله جميعا ليتشرف بحمل رسالة التوحيد. يقول تعالى:
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ
[الجزء: ١ البقرة (٢) الآية: ١٣١]
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[الجزء: ٨ الأنعام (٦) الآية: ١٦٢]
وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[الجزء: ١ البقرة (٢) الآية: ١٣٦]
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[الجزء: ٣ آل عمران (٣) الآية: ٦٨]
قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[الجزء: ٤ آل عمران (٣) الآية: ٩٦]
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[الجزء: ١٤ النحل (١٦) الآية: ١٢٤]
...........
فتكرار كون ابراهيم عَلَيهِ السَلام ليس من المشركين في الآيات أعلاه لا يخل من دلالة بل هو تأكيد وتشديد على أن ابراهيم عَلَيهِ السَلام لم يكن يوما من المشركين كما لم يكن أي نبي كذلك قبل بعثته. فلم يكن ابراهيم عَلَيهِ السَلام يوما مشركا ولم يتبع هواه بل كان من الصالحين. يقول تعالى:
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
[الجزء: ٢٠ القصص (٢٨) الآية: ٥١]
ولقد ضرب لنا الله تعالى في كتابه المجيد مثل سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كمعيار ثابت لاصطفاء الرسل :
قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
[الجزء: ١١ يونس (١٠) الآية: ١٧]
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
".. وأنكم تعلمون صدقي وأمانتي منذ نشأت بينكم إلى حين بعثني اللّه عزَّ وجلَّ، لا تنتقدون عليَّ شيئاً تغمصوني به، ولهذا قال: {فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون} أي أفليس لكم عقول تعرفون بها الحق من الباطل؟ ولهذا لما سأل هرقل ملك الروم (أبا سفيان) قال له: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال أبو سفيان: فقلت: لا، وكان أبو سفيان إذ ذاك رأس الكفرة وزعيم المشركين، ومع هذا اعترف بالحق (والفضل ما شهدت به الأعداء) فقال له هرقل: فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب ليكذب على اللّه. وقال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة: بعث اللّه فينا رسولاً نعرف صدقه ونسبه وأمانته، وقد كانت مدة مقامه عليه السلام بين أظهرنا قبل النبوة أربعين سنة." أهـ
فهذا معيار واضح لاصطفاء الله تعالى رسله على العالمين. إن الشك والبحث والتقصي بقلب صادق أمر محمود ولكن الشرك ليس كذلك فالله تعالى يغفر لما دون الشرك، فكيف يصطفي بالنبوة من كان من المشركين ؟
لقد أخبر الله تعالى بأن نبيه ابراهيم عَلَيهِ السَلام لم يكن من المشركين وقال ذلك أيضا على لسانه عَلَيهِ السَلام، ويشهد الحق تبارك وتعالى بأن ابراهيم عَلَيهِ السَلام كان من قبل على الرشاد لا الشرك والإلحاد:
وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ
[الجزء: ١٧ الأنبياء (٢١) الآية: ٥٢]
إن الله تبارك وتعالى يؤكد بأن ابراهيم قبل أن يرى آيات ربه ويُصطفى بالنبوة كان معتزلا الشرك بالتمام ثم أراد محاججة قومه بأن ما يعبدون ليس هو الإله الحق. يقول تعالى :
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[الجزء: ٧ الأنعام (٦) | الآية: ٧٥-٨٠]
(إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)
(وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
مع بقية الآيات التي تؤكد بشكل متكرر أن ابراهيم عَلَيهِ السَلام لم يكن يوما من المشركين.
كما يقول تعالى :
وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِين
[الجزء: ٢٣ الصافات (٣٧) الآية: ٨٤-٩٤]
فاتهام ابراهيم عَلَيهِ السَلام بالشرك لم يكن هو الاتهام الوحيد حيث اتهم ابراهيم من قبل في التوراة وبعض المرويات الإسلامية للأسف بالكذب كما في تفسير الطبري من المتقدمين وسيد قطب من المتأخرين وغيرهم مما لا أساس له في القرآن المجيد من أخلاق النبيين عليهم السَلام. إن من مهمات القرآن الكريم أنه ناسخ لما قبله من كلام البشر منزِّه لمختاري الله تعالى لحمل رسالته حيث أن الأمانة تشفق منها الجبال ويحملها الصالحون وحدهم. لذلك يقول تعالى مدافعا عن سيدنا ابراهيم عَلَيهِ السَلام :
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
[الجزء: ١٦ مريم (١٩) الآية: ٤٢]
فالصدّيق لا يكذب أبدا. ولم ترد العبارة في الآية اعتباطا بلا دلالة بل الحق أن كل كلمة ووصف في كتاب الله العَزِيز إنما هي في محلها ولها دلالتها المهمة. لو كان كلام الله يكفي القائلين بدعوى كذب ابراهيم عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لكفاهم قوله في الآية نفسها (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) لا قلب مشرك مشوب بالكذب والعياذ بالله. لو كان كلام الله تعالى كافيا لهم لكانوا اكتفوا بذلك قبل حتى أن يقرأوا بأن الله سمّاه صِدِّيقًا نَّبِيًّا.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مسلم لله