مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ
لا شكّ أنّ هناك الكثير من الروايات التي تنادي بموالاة عليّ رضي الله عنه، وتمتدحه جدًّا، وبعضها قيل أمام جمع كبير من الناس. وقد استغل فريق من المسلمين هذه المرويات بعد مقتل الحسين خاصةً ليضعوا عقائد جديدة لم يسمع بها الأوائل ولم تخطر ببالهم. وجوهرُ هذه العقائد هو أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لا بدّ أن يكون قد أوصى لإمام من بعده. وهذا الإمام لا بدّ أن يكون أوصى لإمام، وهكذا. أي أن المشترَك في هذه المدرسة الجديدة هو بطلان خلافة الخلفاء الثلاثة الأوائل، وضرورة وجود إمام ينصّبه الإمام السابق. أما بعد ذلك فسينقسمون ألف انقسام في تحديد هذا الإمام، ثم سيضعون الروايات لتأييد موقفهم، أو سيحمّلون روايات ما لا تحتمل ويلوونها جدا. أقسام هذه الروايات: يمكن تقسيم الروايات التي وردت بشأن علوّ مكانة عليّ رضي الله عنه إلى أربعة أقسام أساسية: القسم الأول: أقوال دافع فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عن عليّ عندما تعرّض لشكوى أو افتراءٍ حسدًا. القسم الثاني: أقوال للرسول صلى الله عليه وسلم امتدح فيها عليًّا، وهو أهل لهذا المدح، من دون أن يكون ذلك في سياق الدفاع. القسم الثالث: أحاديث تتضمن نبوءاتٍ للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه سيحدث خروج على عليّ رضي الله عنه، وتتضمن تحذيرا من ذلك. القسم الرابع: روايات تتعلق بالزمن الأخير، وببعثة الإمام المهدي عليه السلام، الذي هو المسيح الموعود، ولكنهم طبّقوها على الإمام الغائب، وفسروها خطأً. وفيما يلي أمثلة على روايات من كل قسم: 1: مثال عل القسم الأول: حديث " أنت وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي": قصة هذا الحديث تتضح من خلال رواية عِمْرَان بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَمَضَى فِي السَّرِيَّةِ فَأَصَابَ جَارِيَةً فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ وَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِذَا لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْنَاهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا رَجَعُوا مِنْ السَّفَرِ بَدَءُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى رِحَالِهِمْ فَلَمَّا قَدِمَتْ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَنَعَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ الثَّانِي فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ الرَّابِعُ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالُوا. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي؟ (الترمذي) إذن، واضح جدا من هذه الرواية أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجمع الناس ليبلغهم بخلافة عليّ رضي الله عنه، بل كان يردّ على بعض الحساد مبينا لهم أنّ عليًّا فوق الشبهات، ومتنبئًا أنه سيكون خليفة للنبي يوما ما. وهذا ما تحقق. وفي ثنايا هذه النبوءة أن كثيرا من المسلمين سيخرجون على عليّ وسيرفضون ولايته، والنبوءة تحذر من ذلك. 2: مثال عل القسم الثاني: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي؟ (صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة).. فهنا يمتدح الرسول صلى الله عليه وسلم عليًّا، ويؤكد له أن استخلافه على المدينة ليس فيه أي نقيصة، بل يدل على مكانته السامية. ومثله حديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ... قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ امْشِ وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ... (مسلم، كتاب فضائل الصحابة). 3: مثال عل القسم الثالث: رواية غدير خم عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا بِغَدِيرِ خُمٍّ فَنُودِيَ فِينَا الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، وَكُسِحَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَتَيْنِ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ قَالُوا بَلَى. قَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟ قَالُوا بَلَى. قَالَ فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. قَالَ فَلَقِيَهُ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ هَنِيئًا يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ. (مسند أحمد، كتاب أول مسند الكوفيين) كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينظر إلى مستقبل الأيام المؤلمة حين يخرج على الخليفة الرابع كثير من المسلمين، حيث سيتسبب ذلك في كوارث للإسلام، سواء كان خروج معاوية، أو خروج الخوارج الذين كانوا يقاتلون مع حضرته، أم قبل ذلك خروج عائشة لقتال قَتَلة عثمان، مع أن قتال هؤلاء القتلة هو من واجب الخليفة لا من صلاحياتها. فالكوارث العديدة تقتضي هذا التأكيد والتحذير المتكرر. فالحديث يقول إياكم أن تخرجوا على عليّ، مهما كانت قسوة الظروف، وحتى لو كان الظرف قد قُتل فيه خليفة سابق، بل اعلموا أنّه: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ".. فهذه حقيقة لن تتغير قط، ولا تجتهدوا وتظنوا أنها مؤقتة. وهذا الشرف العظيم يقتضي التهنئة، فما كان من عمر إلا أن هنأ عليًّا على هذا المدح وهذه الثقة المطلقة وهذا التأكيد على أنّ عليا فوق الشبهات وأن عليكم طاعته في أي منصب كان، فسواء كان الخليفة الأول، أم الخليفة الرابع، أم كان أميرا في جيش، أم كان مسؤولا عن المدينة في غياب الرسول صلى الله عليه وسلم، أم في أي منصب فيجب أن يُطاع كما يُطاع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا مجال لأي تبرير أو حجة لعصيانه. وقد استخدم عليّ رضي الله عنه هذه الرواية في سياق الدفاع عن نفسه وتبرئتها من ذلك أمام كثير من المسلمين، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ شَهِدْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الرَّحَبَةِ يَنْشُدُ النَّاسَ أَنْشُدُ اللَّهَ مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ لَمَّا قَامَ فَشَهِدَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَحَدِهِمْ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجِي أُمَّهَاتُهُمْ فَقُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. (أحمد) وقول عليّ في هذه الرواية يؤكد أنه لا يقول بإمامته الموهومة عند الإمامية، بل يدافع عن نفسه ويؤكد أنّ الواجب على كل مسلم طاعته لا خلق الأعذار الواهية. ولولا هذه الروايات فلعلّ المسلمين تخلّوا عنه رضي الله عنه كليا في ذلك الزمن. ولقال المسلمون اللاحقون: عليٌّ سبب المصائب، ودليل ذلك أن أم المؤمنين خرجت عليه، وأنه أخطأ في فصل معاوية، ولو أنه أبقى معاوية على الشام لما حدثت الحروب، وأنه كان متسرعا قليل الصبر مغرورا، وأنّ العيْبَ فيه، وإلا ما كان قد خسر هذه المعارك كلها!!! ولعل هذا كان يمكن أن يتسبب في قول عامة الناس ببطلان الخلافة كلها. إذن، كان يمكن أن يُنسب لعليّ رضي الله عنه هذا الشرّ كله، ولكن هذا التأكيد من الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا: إياكم من هذه الظنون الفاسدة. الحقّ مع عليّ في كل هذا، وخصومه كانوا على خطأ. 4: مثال على القسم الرابع ، ما كتبه النوبختي في كتابه الشهير فرق الشيعة، حيث قال: "وقد رويت أخبار كثيرة: (أن القائم تخفى على الناس ولادته) و (يخمل ذكره ولا يعرف)". وهذا القائم ليس هو الإمام الغائب، ولا ينبغي أن يُحمل على الإمام الغائب، فالذي حدث أنه بعد أن توفي الحسن العسكري، وهو الإمام الحادي عشر، من دون أن ينجب أيّ ابن، اضطُروا للافتراض أنّ هناك ابنًا له، ثم قالوا بغيبته، ثم قال بغيبةٍ كبرى له، ثم طبّقوا هذه الروايات عليه، مع أنها تتعلق بالإمام المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، وهو المسيح الموعود عليه السلام حضرة ميرزا غلام أحمد، حيث كان خامل الذكر غير معروف، حتى أنّ ولادته كانت خافية على الناس، حتى أنّ بعض أصدقاء والده لم يكونوا يعرفون أن لديه ولدا اسمه غلام أحمد، لشدة حيائه وخمول ذكره وانكبابه على العبادة وتركه للدنيا. وهناك فرق شيعية حملت هذه الروايات على إمام يقوم من الموت، لكن هذه الفرق انقرضت الآن، أما الإمامية فقد حملوها على الإمام الغائب بعد مرور زمن على غيابه المفترض. عدا عن اختراعهم مرويات كثيرة عن الغيبة. ولعل هذا هو سبب بقاء الإمامية الاثني عشرية وعدم انقراضها كما انقرضت أخواتها، ذلك أنّ الغائب لا يوصِل إلى طريق مسدود، فالغيبة عندهم مفتوحة إلى الأبد.. أما لو كانت محددة فستنتهي كما انتهت الفرق التي وصلت إلى طريق مسدود، فمات الإمام من دون أن يُنجب مثلا، أو صدر عنه ما يتناقض مع إمامته. دلالة ورود هذه الروايات عند أهل الحديث: إنّ ورود هذه الروايات كلها في كتب أهل الحديث تدل على صدقهم ودقتهم وعلى براءتهم من أي سوء نية بشأن عليّ رضي الله عنه. كما أن نقْل الصحابة لها يؤكد أيضا براءتهم، والحال نفسه ينطبق على جيل التابعين، فقد ظلت هذه الروايات تنتقل بين هذه الأجيال حتى وصلت جيل التدوين، وهو الجيل الثالث وما يليه، فدوّنوها كما هي، ووصلتنا بالتواتر. والذي نقل هذه الروايات لا يُعقل أن يمتنع عن نقلِ روايات إمامة عليّ أو وصايته لو كان لها أي أصل، مما يؤكد على عدم وجودها. إنّ كثرة المرويات في حقّ عليّ هي من أجل الدفاع عنه في مواجهة موجة عارمة من انتقاده ستنشأ مستقبلا بشبهة أنه تسبب في معارك خاسرة وفي اقتتال بين المسلمين؛ فالقرآن الكريم يدافع عن الأنبياء فيما اتُّهموا به، فحين يصف إبراهيم عليه السلام بأنه كان صِدّيقا نبيا فإنما لأنّ التوراة اتهمته بالكذب، ولا ينبغي أن نفهم من وصف القرآن له بالصدق أنه أصدق من الأنبياء الآخرين، أو أنه هو الصادق الوحيد! وهكذا الحال هنا، حيث لم يكن هنالك أي مبرر للقول: عمر وليّ كل مؤمن ومؤمنة؛ ذلك أنه لم يخرج أحدٌ على عمر، بل بايعه الناس عن بكرة أبيهم وأطاعوه طاعة مطلقة. أما عثمان فلم يخرج عليه أحد من مسلمي مكة والمدينة، بل جاء مفسدون من بلاد بعيدة، وهؤلاء لم يكن لينفع فيهم حديث. بل وردت روايات تأمر عثمان بالصبر وعدم التنازل عن الخلافة قط، وليس له أن يتنازل عن هذا المبدأ لمجرد مطالب مبنيّة على إشاعات ومبالغات وسوء فهم ومحاولات إفسادية.
هاني طاهر
0 comments :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.