رؤيا الله ﷻ في المنام
يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام عن رؤياه :
"ورأيتني في المنام عين الله وتيقنت أنني هو ولم يبق لي إرادة ولا خٰطرة ....".
(الخزائن الروحانية، مرآة كمالات الإسلام، المجلد ٥، ص ٥٦٣)
يحتج الخصوم بأن حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يدعي الإلوهية والعياذ بالله، وهذه مجرد تهمة باطلة داحضة، فإن رؤيا المؤمن ربّه في المنام جائزة عند أهل العلم والتفسير ومنه ما قاله ابن تيمية رحمه الله :
".. فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس .. وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده واستقامة حاله وانحرافه."
(بيان تلبيس الجهمية 1/325-328)
وفي ذلك أدلة كثيرة كالحديث القدسي الذي تلقاه المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من ربّه ﷻ وفيه يقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام :
"إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَاتَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ". (البخاري، كتاب الرقاق)
فمن أحبه الله كان سمعه وبصره ويده ورجله، وهذا لا يعني أن الله صار كذلك على الحقيقة بل هو تعبير مجازي، وما رآه حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان رؤيا والرؤيا لها تأويل ولا تؤخذ على ظاهرها.
أما إذا كان الاعتراض على كون الرائي نفسه رأى نفسه الله تعالى فالإمام النابلسي رحمه الله يجيبنا في تعطير الأنام كما يلي :
"ومن رأى كأنه صار سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم.".
( تعطير الأنام في تعبير المنام، النابلسي، ج١ ، ص ١٠)
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
0 comments :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.