لو كان موسى وعيسى حيين
لقد أشار المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام إلى هذا الحديث فقال:
"انظروا إلى ابن القيّم المحدّث المشهود له بالتدقيقات، فإنه قال في "مدارج السالكين" إن موسى وعيسى لو كانا حيَّين ما وسعهم إلا اقتداء خاتم النبيين"." (إتمام الحجة، ص 56)
وبالفعل فقد قال ابن القيم:
"وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثٌ إِلَى جَمِيعِ الثِّقْلَيْنِ. فَرِسَالَتُهُ عَامَّةٌ لِلْجِنِّ وَالْإِنْسِ، فِي كُلِّ زَمَانٍ. وَلَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ حَيَّيْنِ لَكَانَا مِنْ أَتْبَاعِهِ." (مدارج السالكين)
فصدقَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام كُلّ الصِدق !
كما ذكر غير واحد من أهل العلم كالحافظ ابن كثير رحمه الله حيث ذكر هذا الحديث في مقدمة تفسيره فقال:
"وذُكر عن الحافظ أبي يعلى فيما رواه عن جابر قال رسول الله ﷺ: «لا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضَلُّوا، وَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ، وَإِمَّا أَنْ تَكْذِبُوا بِحَقٍّ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيْسَى حَيًّينِ مَّا وَسِعَهُمَا إِلا اتَّبَاعَِي»." (تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، المجلد 1، المقدمة، ص 27، طبعة مؤسسة قرطبة، مصر الجيزة)
وقال ابن كثير في التفسير:
"وقد قال: «لَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيْسَى حَيًّينِ لَمَّا وَسِعَهُمَا إِلا اتَّبَاعَِي»." (تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج 4، تفسير سورة الكهف، 5/187. دار طيبة للنشر والتوزيع. و 2/56. وانظر 141)
وقال ابن كثير أيضا في تفسيره:
"وفي بعض الأحاديث له: "لَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيْسَى حَيًّينِ لَمَّا وَسِعَهُمَا إِلا اتَّبَاعَِي". فالرسول محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه ، دائما إلى يوم الدين." (تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تفسير آلِ عِمْرَانَ، آية 82)
وذكره أبو حيّان الأندلسي فقال:
أما خضر موسى بن عمران فليس بحي، لأنه لو كان حياً للزمه المجيء إلى النبي ﷺ والإيمان به واتباعه، وقد روي عنه ﷺ أنه قال: «لَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيْسَى حَيًّينِ لَمْ يَسَعَهُمَا إِلا اتَّبَاعَِي». انتهى. هكذا ورد الحديث." (تفسير البحر المحيط، ج 6، الإسراء - الفرقان)
وقد ذكر ابن تيمية هذا الحديث أيضا فقال:
"وقد روي عنه أيضا: «لَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيْسَى حَيًّينِ لَمَّا وَسِعَهُمَا إِلا اتَّبَاعَِي»." (تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء، ابن تيمية، المجلد 1، ص 285، مكتبة الرشد، الرياض، تحقيق عبد العزيز الخليفة)
وذكره ابن أبي العز في "شرح العقيدة الطحاوية".
فالحديث محفوظ عند طائفة من العلماء والمفسرين كما ثبت.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مُسْلِم لله
صفحات الكتاب:
0 comments :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.