التهنئة لغير المسلمين
التهنئة هو دعاء وتمني الخير للآخرين، وهذا الأمر طيب من هذا الوجه. فقول عيد ميلاد سعيد في أعياد الميلاد مثلاً هو مجرد دعاء أن يكون الحدث سعيداً طيباً فقط، ولا يقصد المسلم مثلاً "عيد ميلاد الرب الذي نراه صحيحاً في هذا التاريخ" البتة، فلا يوجد مُسْلِم يعتقد برب غير الله تعالى، وكذلك نؤمن في الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن عيسى عَلَيهِ السَلام لم يولد بين الثلوج. فمن البداهة ان لا يقصد المسلم ذلك بقوله "عيد سعيد" أو أتمنى لك ذلك. كما أن المسيح عَلَيهِ السَلام عندنا نحن المسلمين نبيٌّ واجب التبجيل، وحين نقول "ميلاد سعيد" فنحن نقصد ولادة النبي الذي نؤمن به أي سيدنا عيسى عَلَيهِ السَلام وليس يسوع الرب بطبيعة الحال. يقول تعالى:
﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾
ويقول تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَان﴾
ويقول ﷻ:
﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ﴾
وقد ثبت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يستقبل بالترحاب الوفود النصرانية وغيرها في المسجد النبوي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ويسمح لهم بالصلاة فى مسجده، وقد كان ﷺ يقول: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ .. لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» (صحيح البخاري)، كما كان ﷺ يزور جيرانه النصارى واليهود ويعودهم عندما يمرض أحدهم، وكان يقوم لجنائزهم حينما تمر عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
كما كان من سنة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يهنِّئ أصحابه بحلول رمضان، فعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ يَقُول: «جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ».". (رواه أحمد)
إذن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام الإسلامية هي أمر مشروع ومندوبٌ إليه عملاً بقوله تعالى:
﴿قُل بِفَضلِ ٱللَّهِ وَبِرَحمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَليَفرَحُواْ هُوَ خَير مِّمَّا يَجمَعُونَ﴾
فهذا كله من باب البر والقسط والقول الحُسن لغير المسلمين.
أما إذا قال أحدهم "قام الرب من الموت" أو "قيامة مجيدة" أو هنأهم بهذه الأعياد فهو حرام لأنه إعانة في الكفر كما ثبت عن الإمامين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم عليهم رحمة الله تعالى. إنما الأعمال بالنيات ويجب الانتباه إلى نوع المناسبة والعبارات التي تقال ومدى علاقتها بالكفر والإيمان.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مُسْلِم لله
0 comments :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.