ليو تولستوي يتعرف الى الإسلام عن طريق الإمام المهدي u
ليو تولستوي يتعرف الى الإسلام عن طريق الإمام المهدي |
قرأ الكاتب الروسي الشهير الكونت ( ليو تولستوي ) الترجمة الانكليزية لكتاب " فلسفة تعاليم الإسلام"، الذي كتبه حضرة المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني u، مؤسس الجماعة الاسلاميه الأحمدية وعلق قائلا : " لقد استحسنت كثيرا واعجبت بالفكرة التي يطرحها الكاتب عن " كيفية التخلص من الخطيئة " و " الحياة الآخرة " إنها أفكار عميقة جدا وصحيحة جدا ".
موسوعة بريتانيكا تصف تولستوي: " واحد من أعظم الروائيين في العالم حائزعلى درجة الماجستير في الأدب الروائي ".
ليف نيكولايفيتش تولستوي (وبالروسية : Лев Николаевич Толстой، تهجأ [lʲev nʲɪkɐˈlaɪvʲɪtɕ tɐlˈstoj] (وسماعيا)، ويعرف في Anglosphere بإسم ليو تولستوي، ولد في 9 سبتمبر 1828 وتوفي في 20 نوفمبر 1910). كان كاتبا روسيا في المقام الأول، كتب الروايات و القصص القصيرة وفي وقت لاحق من حياته، كتب أيضا المسرحيات ومجموعة من المقالات المتنوعة. ومن المعروف أيضا عن تولستوي أن شخصيته جدا معقدة ومتناقضة وله عدة وجهات نظر أخلاقية متطرفة كما يعتبر من ذوي المذهب التقشفي (الزهد)، الذي اعتمده بعد مروره بأزمة أخلاقية و في 1870 تعرض بعدها الى ما يسمى باليقظة الروحية، وبعد ذلك أصبح كما يذكر المفكر عنه مصلحا إجتماعيا وأخلاقيا بارزا.
إن تفسيراته الحرفيه للتعاليم الأخلاقية ليسوع المسيح u، تتمحور حول الموعظة التي القاها على الجبل، وتسببت في وقت لاحق من حياته بكونه أناركيا مسيحيا وطيد الصلة بالأناركية السلميه. كانت أفكاره تحض على المقاومة اللاعنفية، والتي أعرب عنها في بعض من أعماله مثل ملكوت الله هو في داخلك، وقدر أن يكون له تأثيرا عميقا ومحوريا على بعض من الشخصيات الهامه في القرن العشرين كالمهاتما غاندي ومارتن لوثر كنغ الابن.
في الصفحة 19 من مجلة استعراض للأديان - نوفمبر 2002، وتحت عنوان : آراء الفيلسوف الروسي تولستوي، هناك محادثة مكتوبة بين المفتي محمد صادق، رضي الله عنه، والأسطوري تولستوي.
كتب محمد صادق مفتي، أول مبشرأحمدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية يقول :
هذا الكاتب المتواضع الذي بشرالكاتب المصلح الروسي تولستوي في حياة المسيح الموعود u. بعد وفاة المسيح الموعود u وقبل ان أغادر الى الخارج، أتيحت لي الفرصة مرة أخرى للتبشير وقمت بدعوة الكونت تولستوي فكتبت له وكانت الرسالة على النحو التالي :
قرأت وجهات نظر سموكم الدينية في الموسوعة البريطانية التي نشرت مؤخرا المجلد33 و يسرني أن هذه الأحجار الكريمة الحقيقية يمكن العثور عليها بالسجود لمظهر من مظاهر الإله الحقيقي حتى في غمرة هذا الظلام الناجم عن مفهوم الثالوث في أوروبا وأمريكا. صحيح إن أفكارك حول 'الرفاه' والصلاة هي نفسها تماما ما يعتقده ويؤمن به المسلم الحقيقي وكما وردت في صحيح كتب الاحاديث الشريفه. وأنا أتفق معك تماما أن يسوع المسيح كان المعلم الروحي ولكن لله وحده نسجد ولا يمكن ان نسجد لغيره وان عبادة غير الله كالمسيح مثلا هو أعظم الكفر.
وعلاوة على ذلك، أود أن أحيطكم علما مع بالغ السرور أن اكتشاف قبر يسوع (وقد تم اكتشاف قبره في كشمير) كما تعلمون ليثبت أنه u قد توفي وفاة طبيعية.. وكان هذا البحث من قبل الداعية حضرة غلام ميرزا أحمد u، وأكبر المدافعين عن وحدانية الله I، وله من أعطى الرب عز وجل لقب المسيح الموعود لأنه مليء في حب الإله الواحد الحقيقي. عناية الله تعالى عليه ، كشخص ارسله الله ، ليكون ملهما ومصلحا للعصر وهو مبعوث الله الحقيقي الذي بشرت به الانبياء من قبل وتحدثت عنه النبوءات . وبارك الله فى كل أولئك الذين سوف يؤمنون بهذا النبي. ونقول لمن ينكر بعثته ولا يؤمن به او لمن استهان به ولم يدرك اهميته :إنك ستواجه غضب الله حتما. أبعث لكم في حزمة منفصلة، صورة لهذا الشخص المقدس المبعوث من الله إلى جانب صورة لقبر يسوع المسيح الناصري . بإنتظار تلقي ردكم، وسأكون سعيدا لإرسال المزيد من الكتب .
دمت فاعلا للخير بشكل جيد.
المفتي محمد صادق من قاديان 28 أبريل 1903.
وارسل تولستوي ردا مفصلا :
الى مفتي محمد صادق ..صديقي العزيز! قد وردتني رسالتكم مع صور ميرزا غلام أحمد وعينة من مجلة مراجعة الأديان . إن السعي لإثبات وفاة المسيح أو التحقيق عن قبره هو جهد عقيم لأن الرجل الذكي لا يمكن أبدا أن يؤمن أن يسوع ما زال حيا ... ونحن بحاجة لتعاليم دينية معقولة وإذا كان السيد ميرزا يقدم اقتراحا معقولا جديدا فأنا مستعد للاستفادة من ذلك الاقتراح . في نموذج العينة، وافقني كثيرا نقطتين، " كيفية التخلص من عبودية الخطيئة " و " الحياة الآخرة " ، وخاصة الفكرة الثانية هي عميقة جدا وصحيحه جدا. إنني في غاية الشكر لك لإرسال هذا لي وأنا أيضا ممتن لرسالتكم .
تفضلوا بقبول فائق الاحترام، تولستوي ، روسيا. 5 يونيو 1903.
بداية، اسمحوا لي أن أقتبس من الموسوعة البريطانية : عندما اتم تأليفه لآنا كارنينا، استغرق تولستوي في حالة عميقة من اليأس الوجودي ، التي وصفها في Ispoved) )(1884 اعترافي). بدا كل نشاط له لا طائل منه وغير مبررإطلاقا في مواجهة الموت ، ، وتعجب تولستوي من إيمان عامة الناس ، وتحولهم إلى الدين . تماشى في البداية مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في موطنه الذي كان قد ولد فيه، وقال انه قرر بسرعة بأنها وجميع الكنائس المسيحية الأخرى، مؤسسات فاسدة زورت وحرّفت بدقة المسيحية الحقيقية. بعد أن اكتشفت ما يعتقد أن يكون هي رسالة المسيح، وبعد التغلب على خوفه من الموت، كرس تولستوي بقية حياته لتطوير ونشر عقيدته الجديدة. وقد طرد من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في عام 1901.
في وقت مبكر من 1880 كتب ثلاثة أعمال تتصل اتصالا وثيقا ببعضها البعض، (Issledovaniye) (dogmaticheskogo bogosloviya كتبت عام1880)؛ (إختبار اللاهوت العقائدي)،( Soyedineniye perevod) (chetyrokh yevangeliy كتبت في عام 1881) ؛ (الاتحاد وترجمة الأناجيل الأربعة )، و (V chyom moya vera) (مكتوبة 1884؛ ماذا أعتقد)؛ أضاف في وقت لاحق من عام ( (Tsarstvo bozhiye VAS vnutri) (1893) )، (ملكوت الله هو في داخلك) ومقالات أخرى كثيرة.
وباختصار، رفض تولستوي جميع الاسرار المقدسة (الطقوس)، وجميع المعجزات، الثالوث المقدس، وخلود الروح، والعديد من المعتقدات الدينيه التقليدية الاخرى للمسيحية، والتي يعتبرها من التعتيم والتشويش لرسالة المسيحية الحقيقية الواردة، وخصوصاً في موعظة الجبل. رفض كل العهد القديم والكثير من العهد الجديد، لماذا ؟ لقد كان هذا هو السبب، بعد أن درس اليونانية، كون فكرته الخاصه ل"تصحيح" ما ورد في الانجيل.
بالنسبة لتولستوي، فإن "الرجل يسوع" : كما يصفه هو ليس ابن الله ولكنه فقط كان رجلا حكيما كان قد توصل الى القيمه الحقيقيه للحياة. رفض تولستوي التباين الموجود بالطقوس الدينية بشكل ملحوظ مع موقفه في (آنا كارنينا)، حيث يعتبر الدين ليس شيئا مبدأيا ولكنه شكل من الأشكال التقليدية للحياة اليومية.
ويصرح تولستوي بشكل ايجابي في العقود الأخيرة وأن المسيحية تركز على خمسة مبادئ : لا تغضب، لا تشتهي، لا تقسم، لا تقاوم الشر، وأحبوا أعداءكم. عدم المقاومه للشر، مذهب غاندي، لا يعني أن الشر يجب أن يكون مقبولا ولكن هذا الشر لا يمكن مقاومته بالشر المقابل، وخاصة العنف. وهكذا أصبح تولستوي من دعاة السلام. لأن الحكومات تعتمد على التهديد بالعنف لفرض قوانينها، تولستوي أصبح أيضا يدعو لنوع من الفوضوية ويدعوا للفوضى. أمر أتباعه ليس فقط برفض الخدمة العسكرية ولكن أيضا على الامتناع عن التصويت بل وحتى اللجوء إلى المحاكم. كان ذلك من خلال الصراع الداخلي الكبير الذي تكون عندما جاء الوقت لتنفيذ وصيته أو إستخدام العوائد المتحصلة من حقوق النشر وطباعة الكتب وتوزيعها للأعمال الخيرية. بشكل عام، يمكن القول إن تولستوي كان يدرك جيدا أنه لم ينجح في العيش وفقا لتعاليمه.
يعتقد تولستوي أن القسم (اليمين) عادة قديمه (بما في ذلك الوعود) معتمداعلى فكرة مقتبسة من عمله المبكر : (استحالة معرفة المستقبل) ، وبالتالي فإن الخطر في ربط نفسك بهذا المستقبل . والوصية بالامتناع عن الشهوة أدت به في النهاية الى أن يقترح في خاتمة سوناتا (Kreytserova ) 1891؛ وهي رواية عن رجل الظلام الذي يقتل زوجته , بالامتناع الكلي عن شهوة زوجته باعتباره مثلا أعلى . فاعترضت زوجته المعنية بالفعل عن علاقتهما المتوترة وفي الدفاع عن أفكاره الأكثر تطرفا يقوم بقتلها ، وفي الدفاع عن أفكاره الأكثر تطرفا يقوم تولستوي أيضا بمقارنة المسيحية بمصباح غير ثابت ولكن يتم حمله من قبل البشر، ليضيء العوالم اكثرمن أي وقت مضى بمبادئ أخلاقية جديدة ويكشف أكثرمن أي وقت مضى عن المثل العليا وعن تقدم البشرية روحيا.
هذه الموسوعة الحرة تشهد على ذلك
وهنا أيضاً
المصادر :
1. www.britannica.com/EBchecked/topic/598700/Leo-Tolstoy
2. Review of Religions – November 2002
3. http://www.themuslimtimes.org/2012/12/countries/russia/the-holy-prophet-muhammad-russian-author-count-leo-tolstoy
4. www.britannica.com/EBchecked/topic/598700/Leo-Tolstoy/13426/Conversion-and-religious-beliefs
وبذلك فإن الإسلام قد قدّمه حضرة المسيح الموعود u للكاتب المعروف تولستوي الذي أعجب به وعبر عن احترامه للإسلام وسيادته قريبا على العالم.
ترجمة وتقديم ...حسين المصري (بتصرف وتعديل من مسلم لله)
0 comments :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.