الفرقة الناجية هي ' الجماعة الإسلامية الأحمدية ' من الحديث وقول السلف
يقول الفقيه 'الملا علي القاري' (ت. 1014 هـ / 1606 م) في كتابه «شرح مشكاة المصابيح» حول حديث النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) الذي رواه الترمذي ( وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : " ما أنا عليه وأصحابي) يقول رحمه الله شارحاً ما قاله العلماء حول هذه المسألة :
" .. والمعنى أنهم يفترقون فرقا تتدين كل واحدة منها بخلاف ما تتدين به الأخرى ( وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ) ، قيل : فيه إشارة لتلك المطابقة مع زيادة هؤلاء في ارتكاب البدع بدرجة ، ثم قيل : يحتمل أمة الدعوة فيندرج سائر الملل الذين ليسوا على قبلتنا في عدد الثلاث والسبعين ، ويحتمل أمة الإجابة فيكون الملل الثلاث والسبعون منحصرة في أهل قبلتنا ، والثاني هو الأظهر ، ونقل الأبهري أن المراد بالأمة أمة الإجابة عند الأكثر ( كلهم في النار ) : لأنهم يتعرضون لما يدخلهم النار فكفارهم مرتكبون ما هو سبب في دخولها المؤبدة عليهم ومبتدعتهم مستحقة لدخولها إلا أن يعفو الله عنهم ( إلا ملة ) : بالنصب أي إلا أهل ملة ( واحدة ) قالوا : من هي ؟ ) ، أي : تلك الملة ، أي أهلها ، الناجية ( يا رسول الله ؟ قال : ( ما أنا عليه وأصحابي ). "
- ثم يتحدث بعد ذلك عن هذه الفرق كما يلي :
" واعلم أن أصول البدع كما نقل في المواقف ثمانية : المعتزلة القائلون بأن العباد خالقو أعمالهم وبنفي الرؤية وبوجوب الثواب والعقاب وهم عشرون فرقة ، والشيعة المفرطون في محبة علي كرم الله وجهه ، وهم اثنان وعشرون فرقة ، والخوارج المفرطة المكفرة له - رضي الله عنه - ومن أذنب كبيرة وهم عشرون فرقة ، والمرجئة القائلة بأنه لا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، وهي خمس فرق ، والنجارية الموافقة لأهل السنة في خلق الأفعال ، والمعتزلة في نفي الصفات وحدوث الكلام ، وهم ثلاث فرق ، والجبرية القائلة بسلب الاختيار عن العباد فرقة واحدة ، والمشبهة الذين يشبهون الحق بالخلق في الجسمية والحلول فرقة أيضا فتلك اثنان وسبعون فرقة كلهم في النار.. "
- ثم يبيّن من هي الفرقة الناجية كما يلي :
" والفرقة الناجية هم أهل السنة البيضاء المحمدية والطريقة النقية الأحمدية " انتهى
المصدر » مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ، الجزء الأول » كتاب الإيمان » باب الاعتصام بالكتاب والسنة ، الصفحة ٢٥٩
................................................................
اذا قمنا بجمع الاحاديث الصحيحة الدالة على وجوب اعتزال الفرق ولزوم جماعة المسلمين فسنتوصل إلى إسم هذه الفرقة بكل وضوح من الحديث وقول السلف.
لنقرأ الحديث التالي برقم 7084 من 'صحيح البخاري' الذي يسأل فيه الصحابي 'حذيفة بن اليمان' (رَضِيَ اللهُ عَنْه) النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) عن واجب المؤمن عند اشتداد الفتن وأي الفرق هي الواجبة للاتّباع كما يلي :
" كان الناسُ يَسأَلونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الخيرِ ، وكنتُ أسأَلُه عنِ الشرِّ ، مَخافَةَ أن يُدرِكَني ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، إنا كنا في جاهليةٍ وشرٍّ ، فجاءنا اللهُ بهذا الخيرِ ، فهل بعدَ هذا الخيرِ من شرٍّ ؟ قال : ( نعمْ ) . قلتُ : وهل بعدَ ذلك الشرِّ من خيرٍ ؟ قال : ( نعمْ ، وفيه دَخَنٌ ) . قلتُ : وما دَخَنُه ؟ قال : ( قومٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَديِي ، تَعرِفُ منهم وتُنكِرُ ) . قلتُ : فهل بعدَ ذلك الخيرِ من شرٍّ ؟ قال : ( نعمْ ، دُعاةٌ على أبوابِ جَهَنَّمَ ، مَن أجابهم إليها قَذَفوه فيها ) . قلتُ : يا رسولَ اللهِ صِفْهم لنا ، قال : ( هم من جِلدَتِنا ، ويتكَلَّمونَ بألسِنَتِنا ) . قلتُ : فما تأمُرُني إن أدرَكني ذلك ؟ قال : ( تَلزَمُ جماعةَ المسلمينَ وإمامَهم ) . قلتُ : فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ ؟ قال : ( فاعتَزِلْ تلك الفِرَقَ كلَّها ، ولو أن تَعَضَّ بأصلِ شجرةٍ ، حتى يُدرِكَك الموتُ وأنت على ذلك ) . ".
- فاعتزل تلك الفرق كلها إن لم تجد جماعة المسلمين وإمامهم !
وورد الحديث بلفظ مشابه في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية برقم 3/345 كما يلي :
" افترقتْ اليهودُ على إحدى وسبعينَ فرقةٍ كلُّها في النارِ إلا واحدةٌ ، وافترقتْ النصارى على اثنتين وسبعين فرقةٍ كلُّها في النارِ إلا واحدةٌ ، وستفترقُ هذه الأمةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةٍ كلُّها في النارِ إلا واحدةٌ . وفي لفظٍ : على ثلاثٍ وسبعينَ ملةٍ ، وفي روايةٍ قالوا : يا رسولَ اللهِ مَن الفرقةُ الناجيةُ ؟ قال : من كانَ على مثلِ ما أنا عليه اليومُ وأصحابي ، وفي روايةٍ قال : هي الجماعةُ يدُ اللهِ على الجماعةِ ".
والحديث صحيح مشهور في السنن والمسانيد !
اذاً فهي جماعة إسلامية لها إمام بل هي الجماعة الإسلامية (بأل التعريف) كما في حديث ابن تيمية رحمه الله وتتسمى بالأحمدية كما وصفها الملا علي القاري رحمه الله، والنتيجة هي ؛ أن الفرقة الناجية هي الجماعة الإسلامية الأحمدية من الأحاديث الصحيحة وأقوال السلف.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=352
0 comments :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.