هل الكذب حلال
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء وفي كل العهود يُخيَّر المعتدون بين الإسلام والخضوع مع دفع الجزية وبين الحرب. أما غير المعتدين فواجبنا أن نلتزم بالمعاهدات معهم.
أماالكذب فكله حرام، ويجب اجتنباب قول الزور مثلما يجب اجتناب الأوثان، قال الله تعالى {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (الحج 31)..
وقد اختلط على بعض الناس بين أن نقول إن الفعل كذا ليس من الكذب، وبين أن يُقال إن الكذب في كذا جائز، فظنوهما شيئا واحدا، مع أن العبارة الأولى صحيحة، والثانية خاطئة وشتان بينهما.
ومثاله: قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا".. فهذا ليس كذبا بحال.
ولكن المشكلة أن يُقال إن الكذب جائز في حالة الإصلاح، فالكذب حرام قطعا، ولكن إذا ذكر المرءُ أمورا صحيحة وأخرجها في سياق يساعد على الإصلاح بين الناس وتغافل عن أمور سيئة من أجل أن يصلح بينهم فهذا ليس كذبا.
ومثاله: أن نقول إن الخداع في كرة القدم ليس كذبا، فأن تهيئ لحارس المرمى أنك سترمي الكرة يمينا، ثم ترميها يسارا فهذا ليس كذبا، لأن هذه طبيعة اللعبة، ولكن القول إن الكذب جائز في كرة القادم قول باطل، بل الصحّ أن هذا ليس كذبا.
ومثاله: أن نقول إن الخطط العسكرية وإخفاءها عن العدو وإشعاره بقوة جيشنا ليس من الكذب، بل هذه طبيعة المعركة، فمثلا حين انسحب خالد بن الوليد من مؤتة جعل يغيّر ميسرة الجيش مكان ميمنته بحيث يبدو للعدو أن جيشه كبير فيفزع أو يؤجل الهجوم، فهذا تكتيك وليس خداعا. ولكن من الخطأ القول أن الكذب في الحرب جائز.
ومثاله: أن نقول إن المجاملات ليس من الكذب، فأن تلاطف زوجتك وتبالغ في وصف جمالها أو حسن طعامها ليس من الكذب. ولكن أن يقال أن الكذب جائز على الزوجة فهذا خطأ كبير.
باختصار، حدث خلط لدى البعض في هذه النقطة، وهذه حقيقته.
منقول
0 comments :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.