الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الخميس، 28 مارس 2013

الشريعة الإسلامية و ضرب المرأة



الشريعة الإسلامية و ضرب المرأة


معنى الضرب في القرآن متعدد.

لا تقتصر المعاني على الضرب بمعنى أن تهوي بيد أو عصا أو سيف على عضو بشري، بل هناك طيف واسع من المعاني لكلمة الضرب، ويمكن تطبيق المعاني القرآنية على معنى ضرب المرأة الوارد في سورة النساء .

من المعاني: الدفع الخفيف باليد كما في التيمم المشروع في القرآن ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بضربة أو ضربتين على الصعيد الطيب. وهنا لا يوجد معنى أن تهوي بيدك على الصعيد.

ولا أرى أنه يجوز بيد أو سواك غير تلك الدفعة الخفيفة المماثلة لضربة الصعيد الطيب عند التيمم.

ومن المعاني: المعنى الوارد في قوله تعالى : ضرب الله مثلا.. وهو كشف الأمر علنا، مثل ضرب المثل، فضرب المثل هو طرحه أمام الناس للتفكير فيه، وهنا في حالة خوف النشوز يجوز كشف سبب الخلاف وطرحه على مرأى من الناس أمام الحكام، لعلها تخجل من ذكره، وفي ذلك ضربة موجعة لها.

ومن المعاني: المعنى الوارد في قوله تعالى: وإذا ضربتم في الأرض .. والضرب هنا هو الإيغال في مباعدتها كما هو الإيغال في البعد عن الوطن (المنزل) وهو (هجر المضجع) أي ترك غرفة النوم لها وليس مجرد (الهجر في المضجع).

 ومن المعاني: المعنى الوارد في قوله تعالى : أفنضرب عنكم الذكر صفحا؟؟ وهو الإهمال، فالضرب هنا هو الانهماك في أشغالك ومهامك وإهمالها تماما مما يشكل ضربة لها.

  فلماذا نهمل تلك المعاني من ساحة الآية ونصر أن يقتصر المعنى على مفهوم الهوي على البدن بيد أو جسم صلب؟؟

أن تهوي على بدن أي إنسان بعصا فهو أقرب للجلد منه للضرب.  ولا يصح الاقتصار على تفاسير تثير المخاوف في بيئات تقرر فيها كرامة النساء ورفضهن للضرب وتفضيلهن الطلاق على قبول زواج فيه ضرب يهوي فيه الرجل بيده أو عصاه على البدن، ما دام في اللغة والقرآن فسحة لتفاسير مغايرة.

والسيدة المسلمة التي ترى معنى الضرب الشائع هو الصحيح وترضاه وتطلبه من الزوج، وكأنها تقول له : اضربني أرجوك ولا تتركني أنشز وأطلق وأنا راضية بهذا الإجراء،  فهي وما أرادت ورضيت وهو يخصها هي وحدها ولا يقال أنه ليس في الإسلام سوى هذا.

قالت سيدة مرة ونحن نناقشها عن كيفية حل مشكلتها مع زوجها: عليه أن يضربني لأنني أكون في حالة لا أفيق منها إلا بالضرب ولو ضربني فإنني أكاد أشكره.

هذا أمر خاص بها، والإسلام أوسع من هذا، ومن ترفض الضرب القريب من الجلد فهي محقة لأن الله لم يقصر الضرب على صورة الجلد، وتلك السيدة التي تحب أن تضرب لها رأيها، وهي التي اختارت هذا التفسير، وهو مجرد تفسير وليس هو " التفسير" ولو قام زوجها وزودها حبتين فهي التي جابته لنفسها.

ديننا دين الإحسان المطلق بمعنى المطلق  

مقال مقتبس للأستاذ فتحي عبد السلام

0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي