فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون..!
كثيرا ما كان و ما يزال علماؤنا الأفاضل يستدلون بالآية القرآنية اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قائلين بأن الآية واضحة في دعوة الله الناس الى اللجوء الى العلماء و المشايخ إذا استعصي عليهم فهم أمر من أمور دينهم . و بالتالي فالآية ملزمة في ضرورة التبعية للعلماء و تخصيص العلم بهم دون غيرهم . سألني أحد الأصدقاء عن معنى هذه الآية، فما كان لي إلا أن بحثت عن كلمة: أهل الذكر في القرآن الكريم مستعينا بموقع المنقب القرآني. لكن ماذا وجدت ؟؟
ذكرت عبارة أهل الذكر في القرآن الكريم مرتين فقط في سورتي النحل و الأنبياء . وذلك في سورة النحل الآية 43-44 وهذا سياقها :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَّ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ
الآية 7 من سورة الأنبياء و هذا سياقها :
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَّ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ
توصلت بعون الله و بالإستعانة بالتفسير الكبير لسيدنا الخليفة الثاني للمسيح الموعود رضي الله عنه الى مجموعة ملاحظات لخصتها في النقاط السبع التالية :
1. أسلوب ويل للمصلين و الإقتطاع من السياق :
لم ترد في القرآن الكريم آية مستقلة تقول اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون; بل الآية التي تكررت مرتين في القرآن هي {مَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَّ ; و حتى هذه الآية فقد ذكرت متصلة بآية أخرى في سورة النحل و هي :;وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَّ} و بالتالي فالآية مقتطعة من سياقها و كثيرا ما يستعمل فيها أسلوب ويل للمصلين .
2. سياق الآيات لا يتحدث عن الأحكام الشرعية :
كلا الآيتين وردتا في سياق تأكيد الله تعالى عن نبوة محمد ص و تبرئته من مطاعن المشركين و الرد على إفتراءاتهم و تساؤلاتهم عن أصطفاء الله لرجل منهم رسولا إليهم . و لا علاقة للسياق العام للآيات بسؤال العلماء حول المسائل الشرعية.
3. مشركو مكة يتساءلون :
كيف يبعث الله من يموت رسولا ؟ في سورة النحل يقول الله تعالى قبل الآية قيد التفسير;وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ. فالموضوع إذن هو تكذيب مشركي مكة للرسول ص بدعوى أن الله لا يبعث من يموت أبدا . فإستدلالهم يصب في أن الذي يموت لا يمكن أن يكون مبعوثا من دون الله . لكن ماذا كان رد الله تعالى ؟ يقول عز من قائل : بلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ. فالله تعالى يؤكد هنا على حقيقة كونية كانت وعدا من الله تعالى و هي أن الخلود لا يكون الا له عز و جل و أن كل من سواه فان و إلى زوال و الأنبياء و الرسل إنما هم بشر لا يمكن أن يخرجوا عن هذا القاعدة .
4. مشركو مكة يبدؤون التلبيس و كيف يصطفي الله بشرا رسولا ؟
لما رد الله تعالى على إستدلال المشركين بأن الموت تتنافى مع طبيعة المبعوث الإلاهي مؤكدا أن الموت إنما هي سنة إلاهية تسري على سائر المخلوقات , إنتقل عز و جل في سورة الأنبياء للرد على إفتراء آخر يقول به مكذبو الرسول ص و الذي جاء في قوله تعالى : مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ فبعد أن خابت مساعي المكفرين في الإفتراء الأول, حاولوا اصطناع دليل آخر يفنذون به صدق الرسول ص و قد كان أن تناجوا بينهم قائلين : كيف يمكن لبشر أن يكون نبيا . إن محمد بن عبد الله الا بشر مثلنا فكيف يصطفيه الله رسولا علينا. فلا يصح أن يكون الرسول من بني البشر إذن. كانت هذه نجوى هؤلاء القساة فماذا كان رد الله تعالى ؟
يتساءل الله عز و جل : أفتأتون السحر و أنتم تبصرون؟. ما أعظمه من جواب من الله تعالى على من سولت له نفسه إعماء بصيرته و الكذب و الدجل عن سبق الإصرار و الترصد. فهؤلاء يعلمون أن إدعاءهم لا يتجاوز محض افتراء مختلق هم مقتنعون في قرارة أنفسهم أنه لا يصلح دليلا لتكذيب رجل صادق . إن هو الا سحر و دجل و خداع يبغون من ورائه إضلال الناس البسطاء من ضعاف القلوب الذين لا ينفكون يلجؤون إليهم.
5. الله تعالى يدعو المكذبين لمراجعة تاريخ الأنبياء من كتب أتباعهم
في هذا السياق بالضبط وردت الآيتان :
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَّ بالبينات و الزبر
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَّ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ
فبعد أن قدم الله تعالى ردا عقليا على تساؤل المشركين كيف يبعث الله من يموت رسولامثبتا أن الموت سنة بشرية تسري على سائر بني البشر . تطور جحود هؤلاء المكذبين ليتناجوا بينهم وكيف يكون بشر أصلا نبيا و ما أفضليته علينا و كأنهم يقصدون أنه كان حريا أن يصطفي الله رسولا من الملائكة لا من بني البشر. هنا و بعد أن تبين جليا أن الحوار لم يبق حوار عقل و منطق و حجة و أن الخصم لا ينفك يكذب و يلبس عن بصيرة و نية مسبقة , آثر الله تعالى أن يدعو هؤلاء الى التزام الصدق و التبين و تجنب طرق السحر من تلبيس و دجل و خداع (و بالمناسبة ففي هذا تفنيد لمن يعتقد بالسحر الخرافي الذي يعشش للأسف في عقول كثير من المسلمين ) و بذلك يكون الله تعالى قد حول الحوار من جدال عقلي الى وعظ أخلاقي و تجلى ذلك في قوله تعالى : أ فتأتون السحر و أنتم تبصرون.
دحض الله تعالى لادعاءات المشركين لم يتوقف على الدليل العقلي و الموعظة الأخلاقية بل جاءت الآية; وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَّ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَّ. جاءت هذه الآية العظيمة كدليل تاريخي و ديني يدعو جماعة المفترين للبحث في تاريخ الأنبياء و حقيقتهم.
يخبرنا الله عز و جل بأنه لم يبعث قبل الرسول ص إلا رجالا و أن ما ميز هؤلاء الرجال عن غيرهم هو كثرة الوحي لا غير . إن هم الا رجال كان الله تعالى يوحي إليهم لهداية الناس إلى عبادة الله الأحد الصمد و إخراجهم من ظلمات الجهل و الشرك الى نور المعرفة و الإيمان و الرقي و الإزدهار. و بالتالي فالرسول ص لم يخرج عن القاعدة و لم يخالف سنة بعثة الأنبياء منذ آدم عليه السلام. هذه هي الحقيقة الصادمة التي تكفي وحدها دليلا لإفحام المشركين و إبطال سحرهم و تلبيسهم على الناس.
هذه هي الحقيقة التي مازالت تحفظها الكتب السماوية السابقة رغم تحريفها. هذه هي السنة المكنونة في البينات و الزبر. لكن مادام من الناس من يجهل بهذا الأمر و ربما لم تتح الفرصة للإطلاع على الكتب السابقة , أو بتعبير أكثر تدقيقا : مادام من الناس من لا يعلم البينات و الزبر فالله تعالى يرشده الى سؤال أهل الذكر و هم أهل الكتب السماوية السابقة من اليهود و النصارى ممن عرفوا الأنبياء و آمنوا بهم و علموا أنهم كانوا منذ آدم عليه السلام بشرا رجالا يأكلون الطعام و يمشون في الأسواق و لم يكن لأحد منهم الخلد ( و في هذا جواب آخر على من جعل عيسى عليه السلام خالدا في السماء لأزيد من ألفي سنة و ينتظر نزوله).
6. القرآن الكريم أكبر دليل على صدق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم :
هناك دليل آخر تكرر في السورتين معا مباشرة بعد الآية :وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَّ. و يتجلى في قوله تعالى :
+ في سورة النحل : وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَّ
+ في سورة الأنبياء : لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ
في هاتين الأيتين يقدم الله تعالى القرآن العظيم كأكبر دليل على صدق الرسول ص . و لعل إستخدام الله تعالى كلمة الذكر في موضعين مباشرة بعد الآية قصد التفسير فيه تأكيد على قوة هذا الدليل و كفايته كحجة على صدق الرسول الأعظم محمد المصطفى صلى الله عليه السلام . إلا أنه تجدر الإشارة الى أن إيراد كلمة الذكر في الآيتين معا جاء مشروطا بالتفكر في الآية الأولى وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَّ و بالتعقل في الآية الثانية أَفَلا تَعْقِلُونَ
7. و رب قائل يقول : لا فالذكر هو القرآن و فقط …
قد يتسرع قارئ و يقول : إن المقصود بالذكر في الآيتان هو القرآن الكريم و بالتالي فأهل الذكر هم أهل القرآن و هذا ينطبق على علماء المسلمين لا على غيرهم لكن كتابا أحكمت آياته لا يمكن أن يخلو من توضيح لهذا الأمر. هنا وجب أن ألفت نظر القارئ العزيز إلى تدبر قوله تعالى لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ لا شك أنك لاحظت عزيزي القارئ أن الله تعالى عندما قصد القرآن الكريم أضاف الضمير المتصل الذي ينوب عن المخاطبين كم الى كلمة :الذكر قائلا : كتابا فيه ذكركم و بهذا يكون الله تعالى قد ميز الذكر المذكور سابقا و الذي هو بحوزة اليهود و النصارى عن الذكر الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.
فبعد أن أحال الله تعالى المشككين الى سؤال أهل الذكر أي أهل الكتب السابقة للتأكد من حقيقة كون الأنبياء بشرا يوحى اليهم. يأتي التوضيح هنا بأن ذكركم أي القرآن الكريم يغنيكم كدليل على صدق سيد الأصفياء محمد صلى الله عليه و سلم لو كنتم تتفكرون أو تعقلون.
أكتب هذا سائلا الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه و أن يلين قلوبنا لتطيب لما هو حق و ألا تعرض عنه أبدا ما حيينا و الحمد لله رب العالمين.
0 comments :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.