الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الخميس، 21 مارس 2013

وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا




وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا


أي أن عامة الناس كانوا يلجأون الى السادة ورجال الدين طلبا للحماية والمنفعة والفتوى والقضاء، فزادهم هؤلاء السادة ورجال الدين رهقا بدل أن ينفعوهم. 

ولنتابع في الآيات من سورة الجن: 

وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا، وأنه لا نبي بعد المسيح عليه السلام قط مع أن المسيح عليه السلام تنبأ عن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. 

وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا.. أي أنهم لاحظوا سقوط كثير من الشهب، والتي هي علامة على بعثة نبي من عند الله تعالى، فاستنتجوا أنه لا بد أن يكون نبي قد بُعث. أو أنهم جلسوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفوا أنّ لديه الأدلة الدامغة التي تحرق شبهات الضالين. 

وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا.. أي أنّ بعض الناس في قومهم كانوا يستمعون لحديث الأنبياء بنية تحريفه وتشويهه وقصّه ولصقه.. وأما الآن وبعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنّ مَن يشوِّه وحي الأنبياء فسيواجِه أدلة دامغة تحرق شبهاته. 

وقد فنّد خليفة المسيح الثاني رضي الله عنه في تفسير سورة الحجر ما يظنّه البعض من أن الجن الشبحي يعلم الغيب ويتنصّت على الله تعالى، وفسّر الروايات المتعلقة بذلك، فكان مما قاله: "وأما صعود بعضهم فوق بعض فيعني أن أئمة الكفر منهم لا يحضرون بأنفسهم مجالس الأنبياء لتزول شكوكهم بسماع موقف الأنبياء من أفواههم مباشرة، وإنما يطلعون على تعاليمهم دائمًا بوسائط عديدة أخرى ظانين أن هذا هو الطريق الأكثر دهاءً وذكاءً. وبما أن نيتهم غير سليمة، وأنهم يعارضون بناءً على ما يسمعونه من هذا وذاك، فلذلك يختلط الكذب في حديثهم عن الرسل كثيرًا بحيث لو يصدُقون فيه مرة فإنهم يكذبون فيه مائة مرة.

وأما ما ورد في الروايات أن الجن يُرمَون بالشهب أحيانًا قبل إلقائهم الأخبار إلى الناس، وأحيانًا بعد الإلقاء.. فمعناه أن بعض أعداء الحق يعاقَبون فورًا على إساءتهم للرسل، وبعضهم يُمهَلون طويلاً لحكمة يعلمها الله تعالى، فلا يبرحون في إثارة القوم ضد الرسل إلى أن يفاجئهم "الشهابُ" في يوم من الأيام. (التفسير الكبير)

0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي