الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

السبت، 18 يونيو 2016

الرد على فتوى الشيخ فركوس مفتي الجزائر في تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية

   
الرد على فتوى الشيخ فركوس أبرز علماء الجزائر في تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية 
 

 

 
 

بعد سرد المقدمة المعهودة في تكفير وتخوين ولمز الجماعة الإسلامية الأحمدية ومؤسسها حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام أصدر الشيخ الجزائري فركوس فتوى(١) بتكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية، وفيما يلي موجبات تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية عند الشيخ يليها الرد تباعا:

١- الأحمديون كفرة بسبب: "إنكارُهم ختم نُبوَّةَ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وادعاؤهم لنبوة غلام أحمد.".

الرد: الجماعة الإسلامية الأحمدية لا تنكر ختم النبوة على الإطلاق بل تؤمن بأن سيدنا مُّحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم هو خاتم النبيين كما قال تعالى في القرآن الكريم. الفرق الوحيد بينكم وبين المسلمين الأحمديين هو أنكم تؤمنون من جهة بأن النبي ﷺ هو خاتم النبيين وفي نفس الوقت تؤمنون بنبي ينزل بعده وهو عيسى عَلَيهِ السَلام نبي بني إسرائيل وبذلك تقعون في تناقض عقدي خطير، بينما يؤمن المسلمون الأحمديون أن المسيح عَلَيهِ السَلام قد توفي كما ورد في صريح القرآن الكريم وأن الذي ينزل بعد سيدنا مُحَمَّد ﷺ هو رجل مسلم من أمته ﷺ -لا من الأمة الإسرائيلية- ويكون تابعاً له ﷺ، وبذلك لا يُكسر ختم النبوة بخلاف الحال عندكم حضرات المشايخ حيث ينزل عندكم نبي من الأمة الإسرائيلية بعد خاتم النبيين مما يكسر ختم النبوة بكل وضوح. يقول المسيح الموعود عليه السلام حضرة ميرزا غلام أحمد:


 
"يجب أن تتذكروا هنا جيدا أن التهمة التي تُلصَق بي وبجماعتي أننا لا نؤمن بكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتَم النبيين، إنما هي افتراء عظيم علينا. إن القوة واليقين والمعرفة والبصيرة التي نؤمن بها ونتيقن منها بكون النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، لا يؤمن الآخرون بجزء واحد من المائة ألف جزء منها، لأن ذلك ليس بوسعهم. إنهم لا يفهمون الحقيقة والسر الكامن في مفهوم ختم النبوة لخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم . لقد سمعوا هذه الكلمة من الآباء والأجداد ولا يعرفون حقيقتها ولا يعرفون ما هو ختم النبوة وما المراد من الإيمان به. ولكننا نؤمن بكون النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين بالبصيرة التامة (التي يعلمها الله). والله تعالى قد كشف علينا حقيقة ختم النبوة بحيث نجد من شراب المعرفة الذي سُقينا إياه لذة لا يتصورها أحد إلا الذين سُقُوا من هذا النبع."(٢)
 
"إنّ رسولَنا خاتَمُ النبيين، وعليه انقطعت سلسلةُ المرسلين. فليس حقُّ أحدٍ أن يدّعي النبوّة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلّة، وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة، وهو بشرط الاتّباع لا بغير متابَعَةِ خيرِ البريّة. وواللهِ ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوارِ اتّباعِ الأشعّة المصطفوية، وسُمّيتُ نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة. فلا تهيج ههنا غيرةُ الله ولا غيرةُ رسوله، فإني أُرَبَّى تحت جناح النبيّ، وقدمي هذه تحت الأقدام النبويّة".(٣)
 

"إن ملخَّص ديننا ولُبَّه هو "لا إله إلا الله محمد رسول الله". إن اعتقادنا الذي نتمسك به في هذه الحياة الدنيا، وسوف نرحل من عالم الفناء بفضل الله وتوفيقه هو: أن سيدنا ومولانا محمدا المصطفى صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وخير المرسلين الذي على يده قد اكتمل الدينُ، وتمت النعمة التي بواسطتها يستطيع الإنسان أن يصل إلى الله سبحانه وتعالى سالكًا الصراط المستقيم."(٤) 

"لقد كُشف على هذا العبد المتواضع أن حياتي تماثل حياة المسيح عَلَيهِ السَلام في فترتها الأولى من حيث المسكنة والتواضع والتوكل والإيثار والآيات والأنوار، وأن هناك تشابها كبيرا بين طبيعتي وطبيعة المسيح، وكأنهما قطعتان من جوهر واحد، أو ثمرتان لشجرة واحدة، ويوجد بينهما اتحاد شديد بحيث لا يوجد بينهما إلا فرق بسيط جدا من حيث الرؤية الكشفية. كما أن هناك مماثلة ظاهرية أيضا، وهي أن المسيح كان تابعا لنبي كامل وعظيم أعني موسى عليهما السلام، وكان خادما لدينه، وإنجيلُه فرع للتوراة، وأنا أيضا ِمن أحقر خدام ذلك النبي الجليل الشأن الذي هو سيد الرسل وتاج المرسلين أجمعين، فإذا كان أولئك حامدين فهو أحمد، وإذا كانوا محمودين فهو محمد ﷺ."(٥)
 

٢- الأحمديون كفرة بسبب: "تفسيرهم للقرآن والسُّنَّة بتفسيراتٍ باطنيةٍ.".

الرد: لا يوجد في القرآن الكريم ولا في السنة حكم بتكفير من يفسر القرآن الكريم تفسيراً باطنياً على فرض أن الأحمدية تفعل ذلك وهي لا تفعل بل تأخذ بما صح من تفاسير المفسرين بعرضه على القرآن الكريم وتفسر ما اتفق مع القرآن الكريم والسنة واللغة والتاريخ والأهم من ذلك السياق القرآني. لا يوجد حكم في الإسلام يقضي باعتبار من يفسر بهذه الطريقة كافر خارج من ملة الإسلام كما تحكمون على ملايين الأحمديين ممن يشهد أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأن مُّحَمَّداً رَّسُولُ اللَّهِ ويؤمن بأركان الإسلام والإيمان كافة. لا وجود لتفسير معتمد وإنما يختلف المفسرون حول العديد من آي القرآن الكريم ولم يدّعي أحد منهم العصمة أو الوحي المباشر رحمة الله عليهم أجمعين.

 

٣- الأحمديون كفرة بسبب: "إلغاؤهم الحجَّ إلى «مكةَ»، وتحويل المناسك إلى «قاديان»، حيث يعتقدون أنَّ «قاديان» أفضلُ من مكة والمدينة، وأرضُها حَرَمٌ، وهي قِبلتهم وإليها حَجُّهم.".

الرد: يكفي للرد على هذا ما صرح به المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في كتبه ومقالاته المختلفة عَلَيهِ السَلام أن الحج إنما هو لبيت الله الحرام وليس إلى أي مكان آخر وأن الجماعة الإسلامية الأحمدية ومنهم الخليفة الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأعلام الجماعة الإسلامية الأحمدية قد أدوا فريضة الحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة ولا زال الأحمديون يحجون إلى بيت الله تعالى رغم المنع الذي أصدرته باكستان بحقهم لثنيهم عن أداء هذه الفريضة المقدسة. ولنقرأ ما قاله مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام:

"وهنالك نوع آخر من العبادة وهو الحج. ولكن يجب ألا يكون الحج حجًّا ظاهريا فقط؛ بأن يأخذ الإنسان ما جمع من حلال وحرام من المال، ويتجه إلى بيت الله الحرام بالباخرة أو غيرها، ويردد بلسانه فقط ما يردد الناس هنالك، ثم يرجع ويفتخر بأنه الحاج. كلا، فليس الغرض الذي من أجله وضع الله الحج أن يحصل هكذا، والحق أنه من آخر مراحل العبادة والسلوك أن ينقطع الإنسان عن نفسه، ويعشق ربه، ويغرق في بحر حبه. فالمحب الصادق يضحى بقلبه ومهجته. والطواف ببيت الله الحرام رمز لهذه التضحية وهذا الفداء. وكما أن هناك بيتا لله تعالى على الأرض فكذلك هنالك بيت لله في السماء، وما لم يطف به الإنسان لا يصح طوافه".(٦) 

 

٤-  الأحمديون كفرة بسبب: "إيمانهم بعقيدة التناسخ والحلول، ونسبتهم الولد إلى الله تعالى.".

 

الرد: لقد ألَّفَ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام العديد من الكتب ونسف فيها عقيدة التناسخ والحلول التي اخترعها الهندوس وبيّنََ من جهة أخرى أن المسيح الموعود إنما هي صفة خلعها الله تعالى عَلَيهِ ليكون مثيلاً للمسيح وليست روح المسيح نفسه والعياذ بالله. ونقتبس من أقواله عَلَيهِ السَلام ما يلي:

 

"أما الفكرة أن المسيح ابن مريم سيأتي إلى الدنيا بصورة التناسخ، فلا فكرة أردأ وأسخف وأخجل منها."(٧)

 

أما عن فرية نسبة الولد لله تعالى والعياذ بالله فلنقرأ قول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:

 

 
"إن إلهنا هو ذلك الإله الذي هو حيٌّ الآن كما كان حيًّا من قبل، ويتكلم الآن كما كان يتكلم من قبل، ويسمع الآن كما كان يسمع من قبل. إنه لظَنٌّ باطل بأنه سبحانه وتعالى يسمع الآن ولكنه لم يعد يتكلم. كلا، بل إنه يسمع ويتكلم أيضًا. إن صفاته كلها أزلية أبدية، لم تتعطل منها أية صفة قط، ولن تتعطل أبدًا. إنه ذلك الأحد الذي لا شريكَ له، ولا ولدَ له، ولا صاحبةَ له. وإنه ذلك الفريد الذي لا كفوَ له... إنه قريب مع بُعده، وبعيد مع قربه، وإنه يمكن أن يُظهر نفسه لأهل الكشف على سبيل التمثُّل، إلا أنه لا جسمَ له ولا شكلَ.... وإنه على العرش، ولكن لا يمكن القول إنه ليس على الأرض. هو مجمع الصفات الكاملة كلها، ومظهر المحامد الحقة كلها، ومنبع المحاسن كلها، وجامع للقوى كلها، ومبدأ للفيوض كلها، ومرجع للأشياء كلها، ومالك لكل مُلكٍ، ومتصفٌ بكل كمالٍ، ومنـزه عن كل عيب وضعف، ومخصوص بأن يعبده وحده أهلُ الأرض والسماء."(٨)
 

 ٥- الأحمديون كفرة بسبب: "تكفيرُهم لكلِّ المسلمين إلاَّ من دخل في القاديانية.".

الرد: الكافر عرفاً هو الذي ينكر عقيدة ما وهذا ينطبق على الناس جميعاً ومنهم خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية أنفسم، فكلا الفريقين يدعي بأنه كافر بعقيدة الآخر حيث يقر المخالف بأنه ينكر حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام كما أن الأحمدي ينكر عقيدة حياة المسيح في السماء من دون الأنبياء والبشر وقتل المرتد والنسخ في القرآن الكريم وغير ذلك. على هذا الأساس فكل شخص هو كافر بعقيدة يراها مخالفة لما عنده، وهذا أمر طبيعي، ولكن الخطأ والظلم العظيم هو ما يعتقده خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية عند تكفير الأحمديين وهو إصدارهم عقوبة الردة وهي القتل باعتقادهم ضد الأحمديين ولذلك يقوم المتطرفون بقتل وذبح الأحمديين وتفجير مساجدهم في باكستان وغيرها بسبب هذا التكفير الدموي. أما الأحمديون فهم لا يخرجون أحداً من مسمى الإسلام بل تجد كل كتب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تخاطب المسلمين شيعة وسنة بـ يا أيها المسلمون أو بـ يا أخي المسلم، فهل يجرؤ المشايخ على مخاطبة الأحمديين بـ يا أيها المسلم أو يا أيها المسلم الأحمدي ؟ للأسف فهذا عند المشايخ من أكبر الكبائر. ولذلك لا معنى لهذه التهمة الباطلة لأنها بضاعتهم ردت إليهم.

٦- الأحمديون كفرة بسبب: "نسخهم لفريضة الجهاد خدمة للاستعمار.".

الرد: إن من يطالع التاريخ سيجد بأن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي أول من تحدى القسس المنصرين الغزاة ورَدَّ عليهم بكل قوة وأثبت أن ربهم قد مات وقبره في حي من أحياء الهند، وقد هرب القسس وأعداء الإسلام من أمام حضرته عَلَيهِ السَلام يجرون أذيال الخيبة والخسران. أما الجهاد فقد بيّن حضرته عَلَيهِ السَلام بأن الجهاد اليوم هو جهاد الكلمة أي الجهاد بالقرآن وأن القتال لم يعد ممكناً بسبب تفرق الأمة وضعفها وأن الجهاد القتالي لا يجب إلا لمن قاتل المسلمين واعتدى عليهم وهو يتم عند توحد الأمة ورص صفوفها عند توفر شروطه. أما مفهوم المشايخ للجهاد فهو العدوان على البلدان المسالمة من غير المسلمين كما تفعل داعش اليوم، وقد ضاق المشايخ اليوم ذرعاً بما تقوم به داعش وأخواتها وبدأ الكثير منهم يتخلى عن عقيدة الجهاد هذه لأنها ليست هي الجهاد الذي قال عنه القرآن الكريم والذي لا يجب إلا عند رد العدوان ونجدة المظلوم وتحقيق العدل. ورد في بعض الأحاديث أن الجهاد سينقطع عند نزول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ويقصد به الجهاد القتالي وانقطاعه كما هو معروف لانقطاع أسبابه وليس نسخ حكمه كما يظن المشايخ أن المسيح سيفعل بإلغاءه الجزية. أما الجماعة الإسلامية الأحمدية فتعتقد أن الجهاد لن ينقطع إلى يوم القيامة لأنه ببساطة جهاد الكلمة وفي نفس الوقت جهاد القتال إذا توفرت أسبابه واعتدي على بلاد المسلمين، وهنا يجب التوحد في مواجهته وليس كما نرى في البلدان العربية والإسلامية اليوم للأسف الشديد. إن معنى إلغاء الجزية أو وضع الحرب الوارد في الأحاديث إنما هو توقف الحرب وأسباب أخذ الجزية التي لا تتم إلا في ظروف الحرب والعدوان، ولا يوجد اليوم جيش يحارب المسلمين بسبب إسلامهم ويعلن أن هدفه هو محو الإسلام من الأرض كما كان يحدث في العصور السابقة لبعثة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.   

٧- الأحمديون كفرة بسبب: "استحلالهم للمُسكرات والأفيون والمخدِّرات ونحوها.".

الرد: لنترك حضرة المسيح الموعود ليرد بنفسه عَلَيهِ السَلام على هذه الفرية حيث يقول عَلَيهِ السَلام:

 
"إن الإثم سمٌّ فلا تأكلوه، وإن معصية الله موتٌ قذِرٌ فاجتنِبوه، وادعوا لكي توهَبوا القوة. إن الذي لا يوقن وقت الدعاء بأن الله قادر على كل شيء، إلا ما استثناه في وعده، فليس من جماعتي. والذي لا يترك الكذبَ والخداع، فليس من جماعتي. والذي هو منغمس في مطامع الدنيا، ولا يكاد يرفع بصره إلى الآخرة، فليس من جماعتي. والذي لا يتوب توبةً نصوحًا عن كل معصية وكل عمل سيئ مثل شرب الخمر والميسر والنظر إلى الحرمات والخيانة وكل تصرف غير مشروع، فليس من جماعتي. والذي لا يلتزم بالصلوات الخمس فليس من جماعتي. والذي لا يداوم على الدعاء ولا يذكر الله بتواضع فليس من جماعتي. والذي لا يهجر رفيق سوءٍ ينفث فيه الأثر السيّء فليس من جماعتي. والذي لا يحترم أبويه ولا يطيعهما في الأمور المعروفة غير المخالِفة للقرآن الكريم، ومَن هو غير مكترث بعهد خدمتهما فليس من جماعتي. وإن الذي لا يعاشر زوجته وأقاربها بالرفق والإحسان فليس من جماعتي. والذي يحرم جاره حتى من النزْر اليسير من الخير فليس من جماعتي. والذي لا يريد أن يعفو عن مذنب في حقّه، وكان حقوداً فليس من جماعتي. وكل امرئ يخون زوجته أو امرأة تخون زوجها، فليس من جماعتي. ومن ينقض، بشكل من الأشكال، العهدَ الذي قطعه معي عند البيعة فليس من جماعتي. ومن لا يؤمن بي مسيحاً موعوداً ومهدياً معهوداً في الواقع فليس من جماعتي. والذي هو غير مستعد لطاعتي في الأمور المعروفة فليس من جماعتي. والذي يجالس زمرة المعارضين ويوافقهم الرأي فليس من جماعتي. وكلّ من هو زانٍ وفاسق وشارب خمر وسفّاك وسارق ومقامر وخائن ومرتش وغاصب وظالم وكاذب ومزوّر وجليسهم، وكل من يتّهم إخوانَه وأخواتِه، وكل من لا يتوب عن أفعاله الشنيعة ولا يهجر مجالس السوء، فليس من جماعتي. وهذه الخصال كلّها سمومٌ لا يمكنكم النجاة ُ قطعاً بعد تناولها".(٩) 
 
 
 
"يا حسرة على هذا الزمان! إن الأمراء رغبوا في الخمر والزَمْر والنساء والقَمْر، والعلماءَ إلى الكذب والسَمْر، وتركوا الحكمة اليمانية ورضوا بالنواة من التمر، وما بقي فيهم مِن دون الكبر والشمر، والوثب والطَمْر. يبغون صِرْمةً من الجِمال، وعُرْمةً من الحنطة والأرز والحمّص وفراغَ البال، وما بقي لهم رغبة في إعلاء الدين ونبشِ حشائش الضلال."(١٠) 
 

"أيها العقلاء، الدنيا ليست خالدة، فانتبهوا وعودوا إلى الصواب، واتركوا كل طريق أعوج، واتركوا كل مسكر. ليست الخمر وحدها تدمر الإنسان، بل إن الإفيون والغنجا والجرس والبنج والتاري، وكل مسكر الذي يعتاده الإنسان.. كلها تخرب العقل وتدمره في النهاية، فعليكم أن تتجنبوها. إني لا أعرف لماذا تتعاطون هذه الأشياء التي تموت بسببها آلاف الآلاف أمثالكم ممن يتعاطونها سنويا."(١١)  

إلى هنا تنتهي موجبات التكفير أو ما ذكر منها الشيخ فركوس في فتواه لتكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية والتشريع لحرمانهم من حق الإسلام الذي أكد الله تعالى بأنه له وحده "هو سماكم المسلمين" تبارك وتعالى.  

 

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

 

مُسْلِم للّه

 

 

___________

 

المصادر:

 

١-  رابط الفتوى.

 
٢-  الملفوظات ج1 ص342.
٣-  الاستفتاء، ص 86، سنة 1907.
٤-  إزالة أوهام، الخزائن الروحانية ج3 ص169-170.
٥-  البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد ١، ص ٥٩٣-٥٩٤، الحاشية في الحاشية ٣.
٦-  خطبات الاجتماع السنوي سنة 1906
 
٧-  إزالة الأوهام ص ١٧١.
 
٨-  الوصية، الخزائن الروحانية ج 20 ص 309 -310.
 
٩-  سفينة نوح الخزائن الروحانية المجلد 19 ص18-19.
١٠-  لجة النور.
١١- فتاوى أحمدية، مجلد 2 ص71.
 
 
الأحد، 5 يونيو 2016

النبوءة حول القس سميث بيغوت Smyth Bigott

النبوءة عن القس بيغوت Smyth Pigott
 
   
يبدأ الموضوع عند إعلان القس "سميث بيغوت" زعيم طائفة "الأغابيمون" عن كونه هو المسيح الذي هو الله بحسب الفكر المسيحي وذلك أثناء إقامة القس في العاصمة الإنكليزية لندن مما أثار نقمة المسيحيين وغضبهم وولاء البعض الآخر وتصديقهم لهم، وقد ذاع صيت القس بيغوت في أرجاء العالم حتى وصل إلى القارة الهندية فسمع به المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام، فأرسل له المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ينذره بعقاب إلهي مدمر إذا لم يتوقف عن ادعاء الألوهية هذا في حياته، وقد تحققت هذه النبوءة بشكل عظيم حيث تعرض القس بيغوت إلى تدهور في النواحي المادية والصحية والنفسية والاجتماعية حتى تخلى عنه الجميع ليموت وحيداً بائساً ولتنهار طائفته من بعده بالكامل ويباع البيت الذي يضم القبر الذي دفن فيه ثم يختفى عن الوجود وأذهان الناس ولا يبق من أثر يدل عليه إلا تراب ورفات تقبع تحت مخزن مظلم للخردة.
 
ما يقوله خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية للعجب هو أن هذه النبوءة لم تتحقق وذلك لان القس مات بعد وفاة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وليس في حياته ويستخدمون مغالطة ملخصها أن نبوءة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تتضمن "موت الكاذب في حياة الصادق"، والحقيقة أن هذا النص لا وجود له في النبوءة لأنها تقول بحسب ما نشرته جريدتا بدر والحكم التابعتان للجماعة في ذلك الوقت ما يلي:
 
"عندما توجّه المسيح الموعود عليه السلام في قضية بيغوت ودعا الله تعالى رأى في الرؤيا أن هناك كتبًا قد كُتب عليها: "تسبيح تسبيح تسبيح". ثم تلقى الوحي التالي: "والله شديد العقاب إنهم لا يحسنون". 
 
وقد شرح المسيح الموعود عليه السلام هذا الوحي فقال: "يتضح من هذا الوحي أن حالته الموجودة فاسدة، أو أنه لن يتوب بعد ذلك. ومن معاني هذا الوحي: أنه لا يؤمن، ومن معانيه أنه لم يحسن صنعا، وإنما افترى على الله واختلق. أما جملة (والله شديد العقاب) فتوضح أنه لن يكون مصيره خيرا، وسيحلّ به عذاب الله. والحقّ أنها جسارة كبيرة أن يدعي أحد الألوهية" (التذكرة، نقلا عن جريدة البدر، مجلد 1، عدد 4، بتاريخ 21-11-1902ص25، وعن جريدة الحكم، مجلد 6، عدد 42 بتاريخ 24-11-1902 ص6)
 
إذن لم تقل النبوءة أن الكاذب سيموت في حياة الصادق كما يدعي الخصوم. 
 
لقد نُشر إعلان يقول المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام فيه: "إنني أحذره (بيغوت) من خلال هذا الإعلان، فإذا لم يتب عن ادعائه فسوف يُدمَّر عما قريب حتى في حياتي".
ولم يقل بأنه سيموت مع أنه إذا قالها فقد صدق أيضا، لأن بيغوت توقف بالفعل عن ادعاء الألوهية بعد هذا الإعلان، فانتفى بذلك شرط دماره. 
 
لقد أُجريت دراسات عديدة على طائفة أغابيمون التي تأسست في القرن التاسع عشر وترأسها بيغوت بعد ذلك ومن بينها وأهمها الرسالة الأكاديمية (١) للدكتور "جوشوا شويسو" حول طائفة الأغابيمون والتي نال بسببها شهادة الدكتوراه من "جامعة ردنغ" الإنكليزية وجاء فيها:
 
‘We can see traces of Agapemone activities in India in 1902…in this very year another claimer to messiahship in India, Mirza Ghulam Ahmad, chief of Qadian, Punjab, published an announcement in which Pigott was given a warning that…….if he did not abstain from his claim to godship then he would immediately be destroyed/turned to dust and bones.’
الترجمة: أمكن في العام ١٩٠٢ مشاهدة آثار فقط لأنشطة طائفة الأغابيمون في الهند، وفي هذا العام بالذات قام مدع آخر لمنصب المسيح وهو مرزا غلام أحمد، رئيس قاديان في البنجاب، قام بنشر إعلان أنذرَ فيه بيغوت بأنه إذا لم يتوقف عن ادعاء الألوهية فإنه سوف يُدَّمَر على الفور / أو ينتهي به الحال إلى مجرد تراب ورفات.         
 
قام السيد آصف باسط (٢) من الجماعة الإسلامية الأحمدية بزيارة شخصية للسيدة "آن بكلي" حفيدة القس "سميث بيغوت" وبحثَ في مكتبة بيغوت الشخصية وفي مكتبة منطقة "سومرسيت" وهي المنطقة لجأ إليها بيغوت هرباً من نقمة الجماهير الغاضبة في لندن بعد ادعائه الألوهية بإعلانه أنه المسيح، وبعد البحث في المكتبة الشخصية لبيغوت ومكتبة المدينة لم يعثر على أي أثر لادعاء بيغوت الألوهية بعد إعلان المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، أي أن بيغوت قد توقف تماماً عن إعلان الألوهية في الفترة بين ١٩٠٢-١٩٠٨، ويدعم ذلك أيضاً قيام بيغوت بتقديم نفسه كقسيس فقط لا أكثر عند تسجيل ابنه في سجلات المواليد وذلك عام ١٩٠٥. كذلك وجد الأستاذ باسط الكتاب المقدس الخاص ببيغوت والذي كان القس يستخدمه لكتابة ملاحظاته ومذكراته والذي أهداه لإبنه، وفيه كتبَ بيغوت أنه يؤمن بالله الذي في السَّمَاوَاتِ، كذلك من بين الآثار الأخرى صورة كتب عليها بيغوت باللاتينية أنه مجرد إنسان ولا علاقة له بما يقول عنه الناس. وبذلك يتضح أن بيغوت قد توقف تماماً عن ادعاء الألوهية في حياة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، وهذا ما توصل إليه الباحثون وخاصة الدكتور "جوشوا شويسو" صاحب الدراسة التي نال بسببها الدكتوراه من الجامعة البريطانية الذي كتب بأن بيغوت تراجع عن ادعاء الألوهية (٣)، وذلك هو شرط الوعيد الذي أعلنه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.
 
إن خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية الذين يسبون ويلعنون حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ويُثيرون الجلبة حول عدم موت بيغوت في حياة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام من جهة يناصرون قِس نصراني يدعي بأنه الله ﷻ ويعادون رجلاً مسلماً تحدّى ذلك الادعاء ليظهر صدق الإسلام، ومن جهة أخرى يتركون شرط الوعيد الذي هو استمرار ادعاء القس للألوهية والذي ينتهي بانتهائه وقد ثبت أن القس توقف عن ذلك الادعاء في حياة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، فزال بذلك الوعيد، ولم يكن الأمر عداوة شخصية بين المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وبين القس بل هو وعيد للكف عن ادعاء الألوهية فحسب. كما أن على الخصوم أن يفهموا بأن هذا الهجوم والسب في حق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام إنما هو في الحقيقة تحدي لله ﷻ الذي توعد بقطع دابر المتقولين والذي بحسب الواقع صدق وعده في بيغوت الذي توقف عن ادعاء الألوهية والنبوة قبل مماته، بينما عاش المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام إلى آخر يوم من عمره الشريف مواصلاً دعوى النبوة وإلى اليوم تتمسك جماعته بنبوته وهي بفضل الله تعالى تتنشر وتزدهر يوماً بعد يوم.   
 
بعد وفاة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بسنة أي في عام ١٩٠٩ عاد القس بيغوت إلى ادعاء الألوهية من جديد فبدأت النبوءة تنطبق لكي يحل الخراب بالطائفة كلها حتى دمار زعيمها بافتضاح علاقاته الجنسية مع النساء في منزله الذي سماه "دار الحب" والذي كان إسماً على مسمى إذ كانت العلاقة المحرمة تُمارس فيه بين القس بيغوت وراهبات الطائفة. وقد وصف "دونالد مكورماك" في كتابه "معبد الحب" (٤) كيف تخلّت أهم خليلة لبيغوت وهي "روث بريس" عن القس بعد تدهور حالته وإصابته بمرض عقلي ونفسي فتبرأت منه وتركته مما سبب له المزيد من الضعف والتدهور حتى أخذه الله تعالى في عام ١٩٢٧ والذي شهد النهاية المأساوية للقس بعد حياة مضطربة من التدهور والفضائح والمرض والانحدار والذي انتهى بانتهاء الطائفة بشكل كامل. ويضيف الأستاذ باسط بأنه تفاجأ عند زيارة بيت القس الذي اشترته أسرة أخرى من عدم علمهم عن القس بيغوت حتى أن قبره قد اختفى تماماً ولم يعد له أثر، ثم بعد تتبع خريطة البيت وتحقيق في تاريخه تبيّن أن قبر القس بيغوت هو الآن عبارة حجرة يستخدمها أصحاب المنزل كمخزن لأغراضهم العاطلة. كذلك قالت السيدة آن بكلي حفيدة القس بيغوت بأن من أهم مقتنيات القس كان لوحاً تراثياً كُتب عليه اسم القس وتاريخ ميلاده ووفاته، ولكن ابن القس بيغوت باع اللوح لكي يغطي ثمن المشروبات الكحولية التي أدمنها حتى باع آخر قطعة من آثار والده القس بيغوت واستمر التدهور حتى انهيار الطائفة بأكملها واختفائها بشكل تام، وقد كتب الدكتور "شويسو" ما يلي:
 
'In exact opposite to Agapemone’s situation, the foundation for the Islamic sect which Mirza Ghulam Ahmad had laid down is today still flourishing.’ 
الترجمة:  على العكس تماماً مما حدث لطائفة "الأغابيمون"، فإن الجماعة الإسلامية التي أسسها مرزا غلام أحمد لا تزال مزدهرة إلى يومنا هذا.    
 
حسب التقرير الرسمي للمكتبة العالمية (٥) فقد اتضح بعد التحقيق أن القس بيغوت كان يقيم علاقات جنسية محرمة مع راهبات كنيسته وقد أنجب منهن أولاداً نتيجة تلك العلاقات المحرمة، وهذه إحدى فضائح بيغوت التي زلزلت عرشه ومصداقيته كمدعي للمسيح. كذلك يذكر التقرير عبارة مهمة للغاية تظهر صدق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، وهي باللغة الانكليزية:
Smyth-Pigott died in 1927 and the sect gradually declined until the last member, sister Ruth, died in 1956.
الترجمة: مات سميث بيغوت في ١٩٢٧ وانهارت طائفته تدريجياً من بعده حتى آخر عضو فيها، وهي الأخت "روث" التي ماتت هي الأخرى في ١٩٥٦.
بالإضافة لما سبق يشهد التقرير (٤) بصدق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كما يلي:
in 1902 his fame had spread as far as India, from where Mirza Ghulam Ahmad warned him of his false teachings and predicted his miserable end. 
الترجمة: في ١٩٠٢ ذاعت شهرة القس سميث بيغوت في الأرجاء حتى وصلت إلى الهند حيث قام مرزا غلام أحمد بإنذار بيغوت لنشره تعاليم كاذبة وتنبأ أحمد بالنهاية البائسة للقس بيغوت.
 
هذه هي نهاية القس الذي ادعى بأنه المسيح وأنه الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا بالضبط كما تنبأ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، فماذا يريد خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية أكثر من هذا السقوط المدوي والكامل لهذا القس وأتباعه حتى آخر فرد فيهم والشهادة بصدق نبوءة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ؟
 
أما قول الخصوم بأن الصورة هي مجرد إعلان مدفوع الأجر قام به الأحمديون بدليل توقيع الأستاذ غلام ياسين فهو كلام مؤسف لأن القاريء العادي سيقرأ المرجع المذكور في الصورة نفسها الذي يقول بأنها مطبوعة من النسخة الأصلية لصحيفة "هيرالد بوسطن" والموجودة في أرشيف "جامعة ماساشوستس" وهو متوفر لمن يرغب بالاطلاع عليه.        
 
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
 
كتبها مُسْلِم للّه
 
__________________
المصادر
 
  
١-  Deluded Inmates, Frantic Ravers and Communists: A sociological Study of the Agapemone, a sect of Victorian Apocalyptic Milleniars, p.171.
٤-  The Temple of Love by Donald McCormick, p.112 & p.149.
 
عربي باي