الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الثلاثاء، 30 أبريل 2013

حديث لا وصية لوارث لا ينسخ آيات المواريث في القرآن المجيد بل ينسجم معها


حديث لا وصية لوارث لا ينسخ آيات المواريث في القرآن المجيد بل ينسجم معها




كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (181) 

جاء في التفسير الكبير: 

شرح الكلمات: 

خيرا –قالوا: ترك خيرا أي مالا. وقال بعض العلماء: لا يقال للمال خير حتى يكون كثيرا ومن مكان طريق طيب (المفردات).

التفسير: لقد أمر الله هنا بالوصية للوالدين والأقربين. وهنا ينشأ سؤال: ما هي هذه الوصية التي أمرنا بها، مع أن أحكام الوراثة قد نزلت في سورة النساء بالتفصيل؟ وبعد نزولها تكون أي وصية للورثة الأقارب بلا معنى.

يقول البعض في هذا الصدد أنه ما دامت أحكام الوراثة قد نزلت في آيات أخرى من القرآن الكريم.. فهذه الآية منسوخة ولا مجال للعمل بها.

ولكننا نرى أنه ليست هناك آية منسوخة في القرآن الكريم. إن عقيدة النسخ في الآيات القرآنية ظهرت نتيجة لقلة التدبر.. عندما لم يستطع المفسرون فهم الآية قالوا بنسخها، وهكذا اعتبروا مئات الآيات القرآنية منسوخة، ولو أنهم أيقنوا أن كل لفظ وكل حرف من القرآن المجيد قابل للعمل.. لتَدَبَّروا في هذه الآيات الصعبة، وإذا لم يستطيعوا حلها وفهم معانيها أنابوا إلى الله مبتهلين أن يعينهم على فهم حقيقة كلامه عز وجل. ولو فعلوا ذلك لهداهم الله إلى الصواب، ولرأوا حلاّ لها. ولكنهم لسوء الحظ اختاروا طريقا سهلا.. فاعتبروا كل آية لا يفهمون معناها منسوخة، وهذا ما فعلوا بهذه الآية أيضا.
الأحد، 28 أبريل 2013

المهدي نبي بفهم سلف الأمة



المهدي نبي بفهم سلف الأمة


يقول الإمام ابن سيرين رحمه الله المتوفّي سنة  110 للهجرة أن الإمام المهدي سيكون بمقام النبوّة بل أفضل من بعض الأنبياء كما في النص التالي :

جاء في كتاب الفتن لنعيم بن حمَّاد  ج1 ص358 ما نصه :
(( حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ، فَقَالَ: «إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاجْلِسُوا فِي بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْمَعُوا عَلَى النَّاسِ بِخَيْرٍ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا» ، قِيلَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، خَيْرٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: «قَدْ كَانَ يَفْضُلُ عَلَى بَعْضِ الْأَنْبِيَاءِ . ))

وهذه صورة الكتاب الأصلي





ويعتقد بعض المتصوفة اليوم أيضاً بنبوة الإمام المهدي أي نواله مقام النبوة، وفيما يلي رابط لتحميل كتاب (في انتظار الإمام المهدي عليه السلام) لأحد الصوفية وفي موقع معروف من مواقعهم، ولنتأكد من فهم الإخوة الصوفية لنبوة الإمام المهدي عليه السلام نقرأ ما يقول مؤلف كتاب (في انتظار الإمام المهدي عليه السلام) الذي يمكن تحميله من الرابط وفي الصفحة 42 منه تحت فصل (المهدي يعدل بنبي) ما يلي :

"جاء عن ابن سيرين رض من سادتنا التابعين قوله حين سئل عن المهدي قال : (المهدي يعدل بنبي) وفي رواية أخرى (قد كان يفضل على بعض الأنبياء)... أن الذي سيقوم بفتح العالم كلّه ونشر الإسلام على جميع أهله وبسط سلطانه على جميع الكرة الأرضية وإقامة أعظم حضارة بشرية وخلافة على منهاج النبوة الذي سيقوم بذلك كله بتكليف إلهي من الله جل جلاله لايمكن إلا أن يكون نبيا من الأنبياء أو رجلا يعدل بنبي.

فالمهدي هو الوارث المحمدي الكامل لأرث النبي ولسر النبي صلوات ربي وسلامه عليه وقال لنا بعض الأكابر من أهل الحقيقة أن المهدي عند الله كالأنبياء ومقامه عند الله مقام الأنبياء ويحشر يوم القيامة في زمرة الأنبياء عليهم السلام.... وتنبيء عن ظهوره النجوم في السماء..." انتهى



مشايخ المسلمين يعترفون بتفوق الجماعة الإسلامية الأحمدية في مجال الدعوة والتبليغ






مشايخ المسلمين يعترفون أن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي الرائدة في الدعوة الى الإسلام بقنواتها الفضائية ونشاط أبنائها حول العالم وأنها تتفوق عليهم في مجال الدعوة والتبليغ فالحمد لله على ذلك حمداً كبيرا

اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم اللهم آمين


ملخّص خطبة الجمعة




مـلـخّـص خـطـبـة الـجـمـعـة






التاريخ : 26/ أبريل/2013

تلا حضرته في بداية الخطبة الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } (النساء 136)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (9) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } (المائدة 9-10)

يثير خصوم الإسلام بين الفينة والأخرى ادعاءات إن الإسلام هو دين التطرف ويقيمون ضجة كبيرة حول ذلك. كل الاعمال الارهابية هنا وهناك سواء قام بها مسلم أو غير مسلم أو تلك التي تتم على يد بعض من المنتمين الى الاسلام او الجماعات التي تطلق على نفسها اسلامية او جهادية، كل تلك الاعمال المتطرفة تنسب ظلماً الى الإسلام وتصبح ذريعة للهجوم على الاسلام ونبي الإسلام (صلى الله عليه وسلّم).

واليوم ترد الجماعة الإسلامية الأحمدية على تلك الحملات والادعاءات لانهم تلاميذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بردود من القرآن المجيد، ومن بين آيات القرآن الكريم التي نقدّمها لدحض ادعاءات خصوم الإسلام هي هذه التي تليت على مسامعكم في بداية الخطبة وهي تمثل الاخلاقيات السامية والعظيمة التي يحث عليها الإسلام، وكل معارض منصف لا يملك إلا أن يقف اجلالا وتقديراً لها، ولكنه يسأل عن مدى تطبيقها على الواقع. من غير المسلمين من تعرّف على جماعتنا وعايشها يشهد على ما تقوم به الجماعة من نشر السلام والمحبة بين الناس تطبيقا لتلكم الآيات، ولكنهم يعلّقون قائلين بأننا نمثل الأقلية بين المسلمين ويودّون ان يحذو الباقون حذو جماعتنا في تطبيق تلك الآيات الكريمات. فيجيب الأحمديون حسب أفهامهم الشخصية وقناعتهم وكثيراً ما يتركون انطباعاً حسنا لدى الآخرين.

ومع ذلك فعلينا ان نكون واقعيين ونختبر أنفسنا. حتى إذا كنا نرد على الاعتراضات وننجح في الإجابة عليها وتوضيح الحقيقة وبالرغم من وجود الصحافة الحرة والأقلام النزيهة التي تشير الى وجود جماعة مسلمة ضد التطرف والتعصب والكراهية وتطبق تعاليم الاسلام بشكل اخلاقي صحيح، ألا ان حضرة الخليفة نصره الله تعالى كلما استمع الى هذه النشرات التي تحيي وتثني على الجماعة وكلما قدّم حضرته تعاليم الاسلام الصحيح الى الاخرين فإنه يشعر بالقلق ويتجه اهتمامه الى مسألة محاسبة النفس. يجب ان نحاسب انفسنا : فهل نحن نطبق هذه التعاليم على انفسنا أم لا ؟ وما مدى تطبيقها ؟ هل نكتفي بإسكات خصوم الإسلام بشكل مؤقت ونشعر بالحرج أن التعاليم السامية التي نتكلم عنها لا تطبيق لها على أرض الواقع ؟ إنّ صدق وتأثير أي جماعة لا يتأكد إلا بمواجهتها للظروف الصعبة. إّن كل من ينتمي لهذه الجماعة يطبق تعاليم الله تعالى لينال رضوانه وذلك عن طريق تحمّل الصعوبات في سبيله سبحانه. لذلك فالتطبيق يجب ان يكون بأعلى مستوى ليضمن لهم الخروج من تلك الحالة بنجاح. وبخلاف ذلك يصبح الحديث عن جمال التعاليم مجرد كلام لا يبرز تلك الجماعة بأي شكل. إنّ من واجب غير الأحمديين ان يقدّموا التعاليم الاسلامية لغير المسلمين أيضاً، ولعل جمال التعاليم الاسلامية يضفي عليهم طابعاً طيباً في نظر الآخرين فيسكتون بدافع الكياسة والتهذيب الإجتماعي عن اعتراضاتهم على الاسلام. لذلك فعلى الأحمديين عندما يقدّمون تعاليم الإسلام الجميلة للعالم أن يعرّفوا عن أنفسهم بأنهم أحمديون أتباع المبعوث الذي بشّر به الإسلام في بعثته الثانية. إن نشر الأحمدي مباديء الإسلام على الآخرين لا يجعل منه شخصاً جديرا بالثناء والاحترام فحسب، بل هو يدعم صورة الجماعة كجماعة تنشر وتروج للسلام والمحبة.

إذا كان هنالك تضارب بين قول وفعل أحد الأحمديين فسيقال أن فلاناً يقول كذا ويفعل عكس ما يقول ولا يحقق أدنى متطلبات العدل. وهنالك بالفعل أقوال بأن بعض الأحمديين يدّعون بأنهم في طليعة الدعوة الى العدل والتسامح ولكن من بينهم أناسا منغمسون في الظلم. يكتب البعض ممن يدخلون مع الأحمديين في مشاريع وأعمال يكتبون الى حضرة خليفة المسيح أن الأحمديين يخرقون الثقة ولايتمتعون بالتسامح. وهكذا فإن هذا الأحمدي يشوّه صورة الجماعة كما أنه يكون مصدراً لعدم احترامها. ولذلك فإن إثمه يكون أكبر لأن أقواله وأفعاله متناقضة. وبالفعل، كان هذا مصدر قلق لحضرة المسيح الموعود (عليه السلام) وقال حضرته بأن المبايعين يجب أن لا يخذلوه بهذه التصرفات السيئة بعد ارتباطهم بحضرته.

إن ما ذكر في الآية التي قرئت عليكم في البداية تفاصيل يجب أن تمارس بحذافيرها وعلى الدوام، وحينها فقط يمكن ان تصبح من طباع الإنسان وتمنعه من الوقوع في الخطأ، وستكون سدّا منيعا حتى ضد التفكير السيء والأشياء غير السويّة وأي أمور فيها تغييب للحق وضرر للآخرين. إن التمثيل الحقيقي لتعاليم الله سبحانه والصورة الجميلة للإسلام لن تتحقق إلا إذا مارسها الأحمدي بكل صدق قولاً وفعلاً. إن المباديء التي ذكرتها الآية الكريمة يجب أن تطبّق على كافة الأصعدة : في البيت، في العمل، في المجتمع، مع الآخرين ومع الصديق والعدو على السواء. عندها فقط يصبح المرء مؤمناً حقا وتابعاً لإمام الزمان، وبخلافه فإن الإدعاءات ستصبح جوفاء وتزيد من قلق حضرة المسيح الموعود (عليه السلام) علينا. إن هدفنا هو أن نقلّل من هذا القلق بل أن نزيله تماماً.

لقد حمّلنا الله تعالى أمانة نشر تعاليم السلام والأمن الى العالم، لذلك فمن واجبنا الإلتزام والصدق. ولن يتحقق العدل إلا حين تؤخذ أوامر الله تعالى بعمقها ودقّتها، لذا يجب أن نتأمل كثيرا في حقوق الله تعالى وحقوق عباده. نسأل الله تعالى أن يمكّننا من فعل ذلك وأن نجعل من بيوتنا ومجتمعاتنا فردوساً وجنّات في ضوء التعاليم الجميلة والسامية للإسلام وأن نؤدي واجبات التبليغ الحقيقية. نسأل الله تعالى أن يمكّننا من شرح تعاليم العدالة الحقيقية للعالم لينجو من الدمار. 

لم يعد العدل فقط مفقودا عند المسلمين كما هو مفقود عند غير المسلمين بل تجاوزه الى حد القسوة والوحشية. وفي هذا الوقت بالذات تكون الجماعة الإسلامية الأحمدية هي وحدها من يستطيع إنقاذ العالم من الخراب. ومن هنا يجب على الجميع أن يبذل جهودا متميزة في محيطه كما أن عليه الإكثار من الدعاء وبكل إخلاص وجدّية. إن انعدام العدالة في البلدان المسلمة أدى بهم الى الإقتتال الداخلي بالإضافة لما يحيق بهم من الخارج، ويبدو أن حرباً عظيمة تلوح بالأفق تنذر بالسوء والخطر. قد لا يبدو العالم غافلاً حول تلك الأخطار، ولكنه بالتأكيد غير مكترث بها. وفي هذه الظروف فإن خدم المسيح المحمّدي هم بأمس الحاجة الى الإلتفات للدور الملقى على عاتقهم و الإكثار من الدعاء. اللهم أعنا على القيام بمسؤولياتنا وإنقاذ العالم من الدمار. اللهم آمين.


الاثنين، 22 أبريل 2013

غربيون يبايعون المسيح الموعود عليه السلام

مبايعون غربيون





يترك الـيـهـوديـة الـى الإسـلام ويـبـايـع إمـام الـزمـان عـلـيـه الـسـلام



غـربـيـون يـدخـلـون الإسـلام و يـبـايـعـون فـي الـجـلـسـة الـسـنـويـة



أمريكي يدخل للإسلام ويبايع إمام الزمان عليه السلام




سيّدة دنماركية تدخل الإسلام وتبايع الإمام عليه السلام




ترك المسيحية وانضم الى الإسلام الأصيل الجماعة الإسلامية الأحمدية



من المسيحية الى الإسلام وبيعة إمام الزمان عليه السلام.. الأستاذ ديفيد كالاهان من المملكة المتحدة



الأخ فولكر من ألمانيا يبايع المسيح الموعود عليه السلام وينضم الى سفينة الإسلام الأصيل




من اللادينية الى الإسلام وبيعة إمام الزمان عليه السلام.. الأستاذ الجامعي جوناثان بترويرث



مبايع من النمسا الأخ جوزيف.. درس الأديان ووصل الى الإسلام الأصيل



الأخ مايكل من الولابات المتحدة يترك الصليب وينضم الى الجماعة الإسلامية الأحمدية



قصة بيعة الأستاذ الألماني هوبش ورحلته مع الجماعة الإسلامية الأحمدية



الأخ آدم من المملكة المتحدة يبايع الإمام عليه السلام ويدخل في ظل الإسلام الحقيقي



السيّد كريس من المملكة المتحدة يترك الإلحاد ويدخل الإسلام الأصيل



أخت فرنسية تنضم للجماعة الإسلامية الأحمدية



قصة بيعة أمير الجماعة في ألمانيا السيد عبد الله فوكسهاوزر



مبايعون غربيون يؤكّدون على ضرورة الإسلام كما تقدّمه الجماعة الإسلامية الأحمدية




الأخ اندرياس (عبد الرحمن) يدخل الى الإسلام الأصيل



الأخ دانيال من اسكتلندا دخل الإسلام الأصيل وانضم الى سفينة الإمام المهدي عليه السلام



السيّد أتكينسون و السيّد سيلبي مسلمان أحمديان من المملكة المتحدة : الإسلام الأحمدي منهج راقي جدا يغير حياتك الى مراحل عليا من الروحانية



من المسيحية الى الإسلام الأحمدي



من المسيحية الى الإسلام وبيعة الإمام المهدي عليه السلام.. قصة الأستاذ ابراهيم نونان




الأخ الهولندي عبد الحق أوغبيير ينضم للجماعة بعد رحلة طويلة في مقارنة الأديان



حفيد الشيخ محمد حسين البطالوي زعيم " أهل الحديث " ينضم الى الجماعة الإسلامية الأحمدية مبايعاً إمام الزمان عليه السلام



الأستاذ مارتن هارتر من ألمانيا يدخل الإسلام ويصبح داعية أحمدي بفضل الله تعالى



أستاذ من ألمانيا حصل على بعض كتب الجماعة الإسلامية الأحمدية ليدرسها، ولكن المشايخ أمروه بحرقها ففعل ذلك وحرقها، ولكنه سرعان ما شعر بالندم الشديد وأخيراً قرّر بيعة المسيح الموعود عليه السلام، وهو اليوم بفضل الله تعالى أحد ركّاب سفينة النجاة فالحمد لله تعالى على ذلك حمداً كبيرا.




السيد كوباياشي اتسوشي من اليابان يدخل الإسلام مبايعاً إمام الزمان عليه السلام




الأخ مايكل بادو من المملكة المتّحدة يسلم ويبايع إمام الزمان عليه السلام




أخ أمريكي يبايع إمام الزمان عليه السلام



مقدّم البرنامج وضيوفه الأساتذة الأمريكان ينضمون الى الإسلام الأصيل




ثلاثة من الأمريكان يدخلون الإسلام ويبايعون إمام الزمان عليه السلام




أستاذ أمريكي يدخل الإسلام الأصيل ويصبح داعية مؤثر للجماعة الإسلامية الأحمدية



أخ فرنسي ينضم للجماعة الإسلامية الأحمدية




أخ فرنسي يبايع الإمام عليه السلام



شاب فرنسي يبايع المسيح الموعود عليه السلام



شاب من فرنسا يبايع المسيح الموعود عليه السلام لأنه يمثل الإسلام الصحيح



أخ فرنسي ينضم للجماعة الإسلامية الأحمدية



الكندي أدام ألكساندر يشرح كيف بايع الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام




سننشر المزيد قريباً بإذن الله تعالى

الأحد، 21 أبريل 2013

الرد على مقال الأستاذ صبحي منصور "الصلاة على النبي"


الرد على مقال الأستاذ صبحي منصور "الصلاة على النبي"





بـسـم  الـلّـه  الـرحـمـن  الـرحـيـم


والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.


في مقال بعنوان "الصلاة على النبى" استهل الأستاذ صبحي منصور كلامه بالنص التالي:

"حين يقال " النبى " فالمقصود دائما لدى المسلمين هو النبى محمد فقط ، وحين يقال الرسول فهو محمد لا غير . وإذا قيل الصلاة على النبى فالمفهوم أنها عبادة وتقديس للنبى محمد ، أى صلاة له وليس صلاة عليه . ومن المتعذر أن يذكر شخص أسم النبى محمد دون أن يقول " صلى الله عليه وسلم " ولابد أن يتسابق السامعون فى قول " صلى الله عليه وسلم " بكل خشوع وخضوع إذا سمعوا اسم النبى محمد".

الرد :

إن كل مسلم على وجه الأرض يسلّم على النبيين كافة عند ذكرهم امتثالاً لقول الله تعالى عن الأنبياء بأسماء بعضهم {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ } (الصافات 80) و قوله {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (الصافات 110) وقوله {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ } (الصافات 121) و {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} (الصافات 131)، وكذلك قوله عز وجل عن الأنبياء بشكل عام {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} (الصافات 182). كما أنه يصلّي عليهم لقول الله تعالى {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (الأحزاب 44)، فإن كان الله تعالى يصلّي على المؤمنين فالأنبياء أولى بذلك بداهة لعلو شأنهم ومكانتهم ودرجتهم كما قال الحق جل وعلا {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (النساء 70) فالنبيون هم الأعلون في درجات الرقي الروحي، وهكذا فالمسلم لا يقصد بسلامه وصلاته نبياً من الأنبياء وإن كان الأمر في التسليم أوضح من الصلاة عليهم كما تقدم. فالسلام والصلاة على النبيين هي للعموم كما هي للمؤمنين حيث أن الأنبياء هم خير المؤمنين بربهم جل وعلا.
السبت، 20 أبريل 2013

الحج دلالات، حِكَم، أهداف



الحج دلالات، حِكَم، أهداف


عبادات الإسلام وشعائره تهدف كلها إلى خير العباد في الدنيا والآخرة. وما من عبادة شرعها الله تعالى إلا وغايتها أن يفوز العبد بقرب الله ورضوانه. ومن هنا كان الحج من أعظم العبادات والقُرُبات التي يتقرب بها الناس إلى خالقهم، فتصفو نفوسهم وتتطهر قلوبهم وبالتالي يحظون بالسمو الروحاني.

تاريخ الحج
تاريخ الحج قديم قِدَم الكعبة المشرفة، وتاريخ الكعبة قديم قِدَم الزمن. ولا توجد روايات تذكر تاريخ إنشاء هذا البيت، ومن بناه لأول مرة. أما الأدلة على كون هذا البيت قديما وموجودًا حتى قبل سيدنا إبراهيم عليه السلام فهي كالتالي: قال الله تعالى : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت(البقرة: 128). فهنا لم يقل الله تعالى: وإذ يضع إبراهيم القواعد، وإنما قال: وإذ يرفع، وهذا يدل على أن بيت الله كان موجودًا من قبل ولكنه كان قد تهدّم، ورفع إبراهيم هذا الأساس بإذن الله، وأقامه من جديد.

وهناك آية قرآنية أخرى تؤكد هذا الموضوع أكثر، حيث تقول: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدًى للعالمين)(آل عمران: 97) .. أي أن أول بيت بُني لصالح الناس ومنفعتهم هو ذلك الموجود في مكة المكرمة.

وكذلك ورد في الأدعية التي دعا بها إبراهيم عليه السلام ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم(إبراهيم: 38). وجملة (عند بيتك المحرّم) تبين أن بيت الله الحرام كان موجودًا هناك من قبل، لأن هذا الدعاء صدر من سيدنا إبراهيم عندما كان ابنه إسماعيل طفلا صغيرا وجاء به مع أمه هاجر وأسكنهما هناك، وأطلع الله إبراهيم بالوحي على هذا المكان وأخبره أن هذا هو أول بيت بُني لله تعالى.

لقاء مع العرب



لقاء مع العرب





لقاء مع العرب حلقة بتاريخ 13/7/1995 وهو برنامج يجيب فيه حضرة مرزا طاهر أحمد الخليفة الرابع رحمه الله عن أسئلة العرب - تناقش هذه الحلقة: المعنى الحقيقي لقول الله تعالى {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (67)} (سورة البقرة). وكذلك تناقش هذه الحلقة مواضيع أخرى متعلقة في نفس السياق. ونظراً لأهمية هذه الحلقة رأيت من الضرورة نشرها على الموقع لاستخلاص العبرة والدروس من دُرر كلام حضرة الخليفة رضي الله عنه ومدى تعلّقها بواقعنا اليوم كأنه وصف دقيق لما يجري بالتمام والكمال للواقع المعاش في هذه الأيام، مع أن الحلقة سجّلت قبل أكثر من 18 عاما من اليوم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجمعة، 19 أبريل 2013

إبطال رواية رضاع الكبير




إبطال رواية رضاع الكبير



إن مسألة رضاع الكبير باطلة من عدة وجوه، ففضلا عن أنها تناقض القرآن لأنها تسمح بكشف امرأة أجنبية على رجل أجنبي ومن ثم ملامسته لها، فإن من دسها غفل عن جوانب أخرى قررها القرآن، وهذا يدل على مدى جهله بأحكام القرآن الكريم. فقصة سالم مولى أبي حذيفة مع مولاته التي ربته منقوضة بالقرآن الذي يقرر أن ملك اليمين للمرأة يعامل معاملة أهل البيت، أي هو بالنسبة لها كالولد أو كابن الأخ أو الاخت، وليس هناك حاجة لهذا الأمر الشاذ للسماح بالخلوة. حيث يقول الله تعالى:

{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (النور 32).

أما القول بأن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول به بخلاف أمهات المؤمنين الأخريات، وكانت تأمر ابنة أختها بإرضاع الرجال كي تلتقي بهم فهذا افتراء عظيم فيه آثار دس ممن يعادون السيدة عائشة ويكرهونها. فآثار الدس على السيدة عائشة ملحوظ لمن تدبر في كثير من الأحاديث التي رويت حولها. فالقرآن الكريم يحكم بأن أزواج النبي هنّ أمهات المؤمنين: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (الأحزاب 7)، فهن محرمات على كل المسلمين. أما إن قيل أن الرضاع هو للخلوة لا للتحريم فالقرآن الكريم قد نظم كيفية لقاء المؤمنين بأمهات المؤمنين وبين أنهن يجب أن يحتجبن عن الرجال الذين يأتون للسؤال أو لطلب أي طلب آخر، وهذا التنظيم يخالف المبرر للرضاع لمن قال به وهو الخلوة بنساء النبي. حيث يقول تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا } (الأحزاب 54)

أما من الناحية الإصطلاحية والشرعية فإننا نجد في كتاب الله تعالى الرد على هذه المسألة حيث يحدد المولى عز وجل الأمر برضاعة الأم للمولود لا غير، ويقيّد تمام المدّة لعامين فقط ولا رضاعة للبالغ لعدم ورودها في كتاب الله تعالى (المشرّع الوحيد) ولتعارضها كما أوضحنا مع القيم والأخلاق التي جاء الإسلام لترسيخها بين الناس، فيقول تعالى :

{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (234) } (البقرة 234)


إن الرضاع المحرِّم لا يتوقف على مص اللبن من الثدي، بل لو وضع في إناء وشرب منه الطفل، كان ذلك رضاعا معتبرا في قول جمهور العلماء.

قال ابن قدامة رحمه الله : " قال الشافعي : ( والسَّعُوط كالرضاع , وكذلك الوَجُور ).

معنى السعوط : أن يصب اللبن في أنفه من إناء أو غيره. والوجور : أن يصب في حلقه صبا من غير الثدي. والتحريم يثبت بذلك, كما يثبت بالرضاع. وهو قول الشعبي والثوري, وأصحاب الرأي. وبه قال مالك في الوجور.

ويدل على ثبوت التحريم بهما ما روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : (لا رضاع إلا ما أنشز العظم , وأنبت اللحم) رواه أبو داود . ولأن هذا يصل به اللبن إلى حيث يصل بالارتضاع, ويحصل به من إنبات اللحم وإنشاز العظم ما يحصل من الارتضاع , فيجب أن يساويه في التحريم " انتهى من "المغني" (8/139) بتصرف .
وقال في "الكافي" (5/65) : " إذا حلبت في إناء دفعة واحدة ، أو في دفعات ، ثم سقته صبيا في خمسة أوقات، فهو خمس رضعات، وإن سقته في وقت واحد، فهو رضعة واحدة، لأن الاعتبار بشرب الصبي، فإن التحريم يثبت به، فاعتبر تفرقه واجتماعه " انتهى.

روى البخاري (2453) ومسلم (1455) ( ..إِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ )، وروى مالك أيضا في الموطأ بإسناد صحيح عن عبد الله بن دينار أن عمرا بن الخطاب رضي الله عنه قال ( ..إنما الرضاعة رضاعة الصغير )  فنفهم أن الرضاعة إنما هي لعلّة الجوع وهي خاصة بالطفل الوليد. من الثابت أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها والتي تحوم حولها هذه الرواية المسيئة لم تلد ولم تكن يوما حاملاً فكيف يتّفق أن تُرضِع امرأة من غير حمل ولا ولادة ؟ إن هذا لوحده دليل كاف لإبطال هذه الرواية المشينة التيلا تصح بأي حال لمساسها عرض النبي صلى الله عليه وسلم ونسخها كل ما جاء في كتاب الله تعالى من أوامر ونواهي ولذا فلا اعتبار ولا قيمة لهذه الرواية الواهية.


إن هذه الفتوى ومن آمن بها إنما هو بعيد كل البعد عن القرآن الكريم وتعاليمه النقية الصافية الطاهرة، وعن السنة المطهرة للرسول صلى الله عليه وسلم. ومسألة رضاع الكبير هي من أكثر المسائل شذوذا ورفضا، وهي موقوفة حتى القطاع الأوسع من أهل الحديث بمبرر أنها كان حالة خاصة أو مرفوضة بدعوى النسخ أومخالفة الإجماع وغير ذلك. ومحاولة التركيز عليها من القمص الخبيث والقول بأنها أمر مقبول ومسلّم به عند المسلمين إنما هو افتراء وكذب وتضليل.

وأخيرا، لا يجدر بالمسيحيين أن يتناسوا كل التعاليم العظيمة التي في الإسلام وكل القيم الأخلاقية العظيمة، وتلك الشريعة الكاملة التي نهضت بالعالم كله في وقت كان سادرا في الظلمات والتي ما زالت حية في ضمائر كل الناس الأسوياء من المسلمين وغيرهم، وأن يحاولوا إلصاق هذه المسألة الشنيعة بالإسلام وكأنها إلاسلام كله وهي ليست منه في شيء أصلا. على المسيحيين أن يتذكروا بأن الكتاب المقدس مليء بالأمور غير المنطقية التي تخالف الأخلاق وتوجه لطمة عظيمة لكل القيم والأخلاق والطهارة، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا ويعلمونها. ونحن لا نحاول إلصاق هذه الأمور الشنيعة بالمسيحية، بل نجاهد كي نؤكد أن هذه الأمور لا يمكن أن تكون من كلام الله ولا يمكن أن تنسب لرسالة المسيح عليه السلام. كل ما ندعو إليه هو أن ينظر أهل الكتاب إلى الكتاب نظرتنا إلى الحديث والمرويات، فيتخلصوا من كل الأحكام والقصص والأمور الشنيعة التي يأنفها الإنسان السوي ويدرك تماما أنها ليست من عند الله القدوس مطلقا.


بتصرّف
الخميس، 18 أبريل 2013

الجامعة الأحمدية


الـجـامـعـة  الأحـمـديـة



الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة



الجامعة الأحمدية هي مؤسسة إسلامية تعليمية دولية انشئت في باكستان والمملكة المتحدة و الهند وغانا وكندا وألمانيا ونيجيريا وإندونيسيا وبنغلاديش وماليزيا و تنزانيا وسريلانكا وسيراليون وكينيا.  بالإضافة إلى ذلك يوجد مراكز مرتبطة بالجامعة (مراكز التدريب التبشيرية) في باكستان ومدغشقر. تأسست الجامعة بدايةً في عام 1906 كقسم من مدرسة تعليم الإسلام (و فيما بعد أصبحت كلية تعليم الإسلام) وأسسها حضرة مرزا ​​غلام أحمد القادياني (عليه السلام) مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، وكانت حينذاك بمثابة المركز الرئيسي للجماعة الإسلامية الأحمدية للتعليم الإسلامي.

لقد وضع المؤسس حضرة مرزا ​​غلام أحمد (عليه السلام) بنفسه حجر الأساس للجامعة الأحمدية، بعدما أعرب حضرته عن الحاجة إلى إنشاء مدرسة دينية للمسلمين الأحمديين لتدريب الجيل الجديد من علماء الجماعة الإسلامية الأحمدية. لقد أدى ذلك إلى انشاء كلية تعليم الإسلام في قاديان بالهند عام 1898. وتم في وقت لاحق فصل قسم اللاهوت ودراسة الأديان ليفتتح كجامعة أحمدية في مدينة قاديان بتاريخ 20 مايو عام 1928 على يد حضرة مرزا ​​بشير الدين محمود أحمد (الخليفة الثاني للجماعة الإسلامية الأحمدية). وبعد تقسيم شبه القارة الهندية، نقلت الجماعة مقرها إلى مدينة ربوة في باكستان. ولتلبية احتياجات الجماعة في باكستان تم تأسيس الجامعة الاحمدية في مدينة ربوة. ومنذ ذلك الحين ازداد نمو الجماعة بشكل متسارع في جميع أنحاء العالم، مما اقتضى افتتاح فروع للجامعة في العديد من البلدان حول العالم.

للاستزادة حول الموضوع يمكن الإطلاع على الموسوعة الحرّة 

شروط البيعة للإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام


 وثيقة وشروط المبايعة والانضمام





فيما يلي شروط المبايعة للانضمام إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية معربةً من كلام الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام:



  • أولا: أن يعاهد المبايع بصدق القلب على أن يجتنب الشركَ حتى الممات.


  • ثانيا: أن يجتنبَ قولَ الزور، ولا يقرَبَ الزنى وخيانةَ الأعين، ويتنكب جميعَ طرق الفسق والفجور والظلم والخيانة والبغي والفساد؛ وألا يَدَعَ الثوائرَ النفسانية تغلبه مهما كان الداعي إليها قويًّا وهامًّا.


  • ثالثا: أن يواظبَ على إقامة الصلوات الخمس بلا انقطاع تبعًا لأوامر الله ورسوله، وأن يداومَ جهدَ المستطاع على أداء صلاة التهجد، والصلاةِ على النبي صلى الله عليه وسلم، والاستغفار وطلبِ العفو من ربه على ذنوبه كل يوم؛ وأن يَذكُرَ نِعَمَ الله ومِنَنَه بخلوص القلب كل يوم، ثم يتخذ من حمده وشكره عليها وِردًا له.


  • رابعا: ألا يؤذيَ، بغير حق، أحدًا من خلق الله عمومًا والمسلمين خصوصًا من جراء ثوائره النفسية.. لا بيده ولا بلسانه ولا بأي طريق آخر.


  • خامسا: أن يكونَ وفيًّا لله تعالى وراضيًا بقضائه في جميع الأحوال: حالةِ التَرَح والفَرَح، والعسر واليسر، والضنكِ والنِعَم؛ وأن يكونَ مستعِدًّا لقبول كل ذلة وأذى في سبيله تعالى، وألا يُعرضَ عنه سبحانه وتعالى عند حلول مصيبة، بل يمشي إليه قُدُمًا.


  • سادسا: أن يكُفَّ عن اتباع التقاليد الفارغة والأهواء النفسانية والأماني الكاذبة، ويقبَلَ حكومةَ القرآن المجيد على نفسه بكل معنى الكلمة، ويتخذَ قولَ الله وقول الرسول دستورًا لعمله في جميع مناهج حياته.


  • سابعا: أن يطلِّق الكبرَ والزهوَ طلاقًا باتًّا، ويقضيَ أيام حياته بالتواضع والانكسار ودَماثة الأخلاق والحلم والرِّفق.


  • ثامنا: أن يكونَ الدينُ وعزُّه ومواساةُ الإسلام أعزَّ عليه من نفسه وماله وأولاده ومِن كل ما هو عزيز عليه.


  • تاسعا: أن يظل مشغولاً في مواساة خلق الله عامةً لوجه الله تعالى خالصةً، وأن ينفعَ أبناء جنسه قدر المستطاع بكلِّ ما رزقه الله من القوى والنِّعَم.


  • عاشرا: أن يعقدَ مع هذا العبد عهد الأخوّة خالصاً لوجه الله.. على أن يطيعَني في كل ما آمره به من المعروف، ثم لا يَحيد عنه ولا ينكُثه حتى الممات، ويكون في هذا العقد بصورة لا تعدِلها العلاقاتُ الدنيوية.. سواء كانت علاقات قرابةٍ أو صداقةٍ أو خدمةٍ.

    (إعلان "تكميل التبليغ" في كانون الثاني / يناير 1889م - مجموعة الإعلانات ج 1 ص 189-190)

قال الله تعالى في كتابه الكريم:

(الفتح: 11)

تنزيل "وثيقة وشروط المبايعة والانضمام إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية" بملف 30KB) WORD)


يرجى من المبايعين أن يرسلوا الوثيقة بعد تعبئتها إلى أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز على عنوان المكتب العربي: 
arabicdesk@gmail.com
وإذا أرسلوها بالفاكس أو بالبريد العادي فنرجو أن يكون العنوان واضحاً.

الخميس، 11 أبريل 2013

ليو تولستوي يتعرف الى الإسلام عن طريق الإمام المهدي


ليو تولستوي يتعرف الى الإسلام عن طريق الإمام المهدي u




ليو تولستوي يتعرف الى الإسلام عن طريق الإمام المهدي



قرأ الكاتب الروسي الشهير الكونت ( ليو تولستوي ) الترجمة الانكليزية لكتاب " فلسفة تعاليم الإسلام"، الذي كتبه حضرة المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني u، مؤسس الجماعة الاسلاميه الأحمدية وعلق قائلا : " لقد استحسنت كثيرا واعجبت بالفكرة التي يطرحها الكاتب عن " كيفية التخلص من الخطيئة " و " الحياة الآخرة " إنها أفكار عميقة جدا وصحيحة جدا ".

موسوعة بريتانيكا تصف تولستوي: " واحد من أعظم الروائيين في العالم حائزعلى درجة الماجستير في الأدب الروائي ". 
الأربعاء، 10 أبريل 2013

المرأة لم تُخلق من ضلع أعوج بالمفهوم المادي



خلق المرأة من ضلع أعوج



في سورة النحل يعدِّد الله نعمه على عباده، ومن ضمن هذه النعم الكثيرة أن الله (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا)، فهل يُعقل أن يكون المقصود أن الله خلق لنا من أجسامنا نساءنا؟ أم أن المقصود أن الله جعل لنا أزواجا من جِنْسِنا نفسه؟

ومثل هذه الآية ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). وكذلك قوله تعالى ( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا)..

ففي هذه الآيات كلها يتبين أن الله تعالى قد خلق أو جعل لنا من أنفسنا أزواجنا، وهذا لا يعني أن الله خلق زوجاتنا من ضلوعنا، بل إنه أوجد لنا زوجات من نفس جنسنا ومن نفس طبيعتنا، بل إنه تعالى جعل الأنعام أزواجا أزواجا، ذكرا وأنثى، ولم يخلق البقرة من ضلع الثور مثلا.

هذا واضح، ولكن حين يأتي المفسرون إلى الآية الأولى من سورة النساء يتغير الموضوع!!

يقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء)..

فالله خلقنا من نفس واحدة وخلق زوجها من نفس جنسها وليس من جنس آخر. إذن، "لا يعني قوله تعالى ( وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) أن المرأة قد خُلقت من جسم الرجل، وإنما يعني أن المرأة تنتمي إلى نفس الجنس البشري، تماما كالرجل، حيث إنها تتمتع بنفس الطبيعة البشرية ولها نفس المقوّمات الإنسانية".

ما معنى ( أَوْحَيْنَآ إِلى رَجُلٍ مِّنْهُمْ ) ؟ يعني من جنسهم ومن نوعهم ومن طبيعتهم.

"إن القرآن المجيد لا يؤيد البتة الرأي الذي يزعم أن حوّاء قد خُلقت من ضلع آدم، إذ يقول تعالى ( وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا )، ويقول أيضا ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ). فكما أن الله تعالى خلق زوجا لكل شيء حيّ، كذلك فقد خلق زوجا لآدم، إذ لم يكن الله تعالى ليحيد عن سُنّته هذه ويستثني آدم منها ليخلق زوجا له من جسمه".


أما الحديث القائل إن النساء خلقن من ضلع أعوج، فلا بد من قراءته في سياقه: 

"اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ"

والسياق واضح في أنه حثّ على مراعاة مشاعر المرأة، فخلقُها من ضلع أعوج يرمز إلى حساسيتها المفرطة، فالضلع الأعوج ينكسر إن حاولتَ تصحيحه بالقوة، وهكذا المرأة، فلا بد أن تعاملها بلطف في كل حال. فالخلق هنا خلق معنوي لا مادي، كما في قوله تعالى ( خُلِقَ الإنسانُ مِن عَجَل ).. وليس هناك مادة اسمها العجل، بل تتحدث الآية عن طباعه.

ثم إن هذا الحديث لا يذكر اسم حواء قط، وإنما يشمل النساء جميعا، ولا خلاف في أن النساء اللاتي نراهن لم يخلقن من أضلاع الرجال، بل وَلَدَتْهُنَّ أمهاتُهُنّ.


أما قصة الخلق المادي من ضلع آدم فهي آتية من التوراة، ومن النص التالي: {فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ} (سِفْرُ التَّكْوِينِ 2 : 21-23)

وليس خافيا أن التوراة قد فُقدت ثم أعيدت كتابتها بناء على الذاكرة التي تفقد النص وتحتفظ في المعنى المفهوم من النص، وهذا الفهم ليس دقيقا، وقد يكون خاطئا تماما أحيانا.. وهذا ما حصل على ما يبدو في قصة خلق حواء من ضلع آدم. يمكن الاطلاع على اعتراف اليهود بفقد التوراة من هذا الرابط حيث يسجل فيه احد أعظم المفكرين اليهود السيد هاليفني David Weiss Halivni في كتابه الشهير'Revelation Restored' أي " استعادة الوحي "  يسجّل فيه بكل وضوح ضياع التوراة وإعادة كتابتها على يد عزرا بعد العودة من السبي البابلي حوالي سنة 453 ق.م

 آن الأوان لفهم ديننا كما يجب، نحن أمة إقرأ فلنقرأ.


الرحمة والعفو في القرآن الكريم.. الأخلاق التي سبق بها الإسلامُ العالم


الأخلاق التي سبق بها الإسلامُ العالم



فيما يلي بعض الآيات التي تحضّ على الأخلاق العظيمة، والتي تبيّن أن القرآن الكريم سبق بها العالم، والتي من ثمَّ تؤكد أن الله تعالى ظلّ يرسل الرسل لهداية الناس، وأنه لم يترك الدنيا وشأنها كما يظنّ الملاحدة بشتى أنواعهم.

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت 35)

{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} (التوبة 6)

{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} (النساء 76)

{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج 41)

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (الأحزاب 71)

{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأَنْفال 68)

{فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا} (النساء 91)

{وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (النور 34)

{أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (12) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (13) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات 12-14)

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة 3)

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة 9)

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (191) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (192) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (193) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (194) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (البقرة 191-195)

{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (126) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (127) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (128) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (النحل 126-129)




نظرة في وفاء النبي r وعفوه

(خطاب ألقي في مسجد الفتوح في لندن في ندوة بعنوان: سيرة النبي r)

يقول الله تعالى واصفا رسوله الكريم r ( وإنك لعلى خلق عظيم ). ويقول الرسول r ملخصا مهمّته: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

لكن، ما هو الخلق؟ وما الفرق بينه وبين الطبع الإنساني؟

إنه ما من خلق إلا ويقابله حالة من حالات الإنسان الطبعية، ولكن هذه الحالة الطبعية لا تسمى خلقا إلا إذا كانت في محلها، وكانت مراعية للحال والمقام.. وكانت نابعة من تفكير وإعمال عقل.. كما وضح ذلك المسيح الموعود u في فلسفة تعاليم الإسلام؛ فالطفل لا يرضع إلا من أمه، ويرفض أن يرضع من امرأة أخرى، فهل يقال إنه يتمتع بخلق الأمانة ورفض غصب حقوق الآخرين؟ كلا، لأن هذه فطرته وطبيعته التي خلقه الله عليها. وبعد أن يُضرب الطفل بلحظات يقبل على ضاربه ويضحك معه، فهل يقال إن هذا الطفل يتمتع بخلق العفو والتسامح؟ كلا، فهذه طبيعته.

إذا، أول شرط للخلق أن يكون في محله، أما الشرط الثاني فهو ألا يمارسه صاحبه مضطرا. فلو عفا جبان عمّن اعتدى عليه، فلا نقول إنه يتمتع بصفة العفْو، بل عفا عنه لأنه لا يجرؤ على معاقبته، ولا يستطيع.

فالعفو والشجاعة وقتال الظالمين أخلاق حميدة حين تكون في محلها وحين يمارسها المرء وهو حرّ ولا يريد بها غير وجه الله. فهناك مِن الأشداء مَن يفسد في الأرض ويقطع الطريق، وهو يغلب عددا من الفرسان في الوقت نفسه، ولكن هذا لا يسمى شجاعة، بل فساد وجريمة.

بالنسبة إلى سيدنا محمد r، فقد عاش مختلف الظروف، ولكنه حافظ فيها كلها على أعلى مستويات الأخلاق..

هناك من الناس من يصبر على الظلم، ولكنه إذا قويت شوكته وسيطر على ظالميه انتقم منهم أشد الانتقام، وأعمل فيهم سيفه. وهناك من الأغنياء من  يعطف على الفقراء ويمتلئ قلبه رحمة بهم، ولكنه إذا افتقر أفسد في الأرض انتقاما على ما حصل له.

قليل من البشر من جمع بين حالتي القوة والضعف في حياته، وبين حالتي الفقر والغنى، وقليل جدا من هؤلاء من تفوّقت أخلاقه في كل الحالات.

يمكن القول أن النبي الوحيد الذي عاش مضطهدا فترة طويلة، ثم حكم فترة طويلة وهزم أعداءه ومضطهديه، هو سيدنا محمد r..

ففي مكة كان ضعيفا لا يملك جيشا، ولكنه استطاع أن يصبر من دون أن يواجه سيوف الكفار بأي عنف أو ردة فعل يُستخدم فيها السلاح.. إذًا، نجح في خُلُق الصبر نجاحا باهرا.. مَن مِن الناس يصبر على أذى مدته 13 عاما من غير أن يقوم بأي رد فعل، فلا ينشئ تنظيما سريا مسلحا، ولا يحضُّ على مقابلة العدوان بعدوان.. بل حين مرّ بياسر وسمية وعمار وهم يعذَّبون، لم يزد على أن قال: صبرا آل ياسر موعدكم الجنة؟ ثم إذا انتصر هذا المضطهَد ومن معه نراه يعفو عن كل محترفي العدوان، مِن دون أن يكون لديه أي رغبة في الانتقام والتشفي! هنا يظهر الخلق ويمتاز عن الحالة الطبيعية.

في أحد برامج الحوار المباشر على الفضائية الأحمدية اتصل أحد القسس وقال: سلام المسيح لكم، الذي هو ملك السلام. فأجابه ضيوف البرنامج بقولهم: كيف يُعرف ملك السلام؟ هل يقال لمن لم يحكم ولم يُجرَّب ولم يُعرف سلوكُه وهو حاكم قوي.. هل يقال له: أنت ملك السلام؟ هل كان رجل سلام وصبر وتحمُّل حين كان ملكا فنشر السلام والأمن؟ هذا لم يحدث، رغم تقديرنا للمسيح عليه السلام u.

وحدَه سيدنا محمد r مَن يستحق هذا اللقب، لأنه قبل بعثته حدثت حرب البسوس التي استمرت أربعين سنة، وسبب اندلاع هذه الحرب هو قتل ناقة إحدى القبائل، وسبب قتلها أنها رعت في أراضي القبيلة الأخرى! هذه الحرب وأمثلها كانت لا تتوقف حتى تبدأ غيرُها.. وبمجرد أن صار المصطفى r حاكم مكة حتى توقف ذلك كله، فلم يعُد هنالك عدوان من قبيلة على أخرى، واحتكم الجميع للقانون العادل الذي أنزله الله I. هذا النبي إذن هو ملك السلام، لأنه لم يكتفِ بأن نشر السلام بدعائه وقلبه ولسانه وسيفه، بل بأخلاقه وسموها.


الوفاء بالعهد:

الوفاء بالعهد خلق لا يتمتع به كثير من الناس، خصوصا في وقت الأزمات والحروب، فما أن يرى الخصم فرصة للانقضاض على المعاهدة حتى يدوس على كل مواثيقه ويغتنم الفرصة للانتقام.. لكن تعالوا إلى سيرة المصطفى لتروا بعض الدروس :


في غزوة بدر:

قال حذيفة بن اليمان: ما منعنا أن نشهد بدرًا إلا أني وأبي أقبلنا نريد رسول الله r فأخذنا كفار قريش فقالوا: إنكم تريدون محمدًا، فقلنا: ما نريده إنما نريد المدينة، فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لتصيرن إلى المدينة ولا تقاتلوا مع محمد r، ولما جاوزناهم أتينا رسول الله r فذكرنا له ما قالوا وما قلنا لهم؟ قال: "نستعين الله عليهم ونفي بعهدهم" !!.(صحيح مسلم والمستدرك)

إذًا، رفض رسول الله r أن يشترك معه في المعركة حذيفة وأبوه، لمجرد أنهم تعهدوا بذلك أمام العدو. فهذا درس عظيم في الوفاء بالتعهدات.


أما قبيل فتح مكة فنقرأ:

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ أَبَاه أَخْبَرَهُ قَالَ: بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُلْقِيَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :- صلى الله عليه وسلم - إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ، وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ. (يعني: لا أنقض العهد ولا أحبس الرسل) وَلَكِنِ ارْجِعْ؛ فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ الَّذِي فِي نَفْسِكَ الْآنَ فَارْجِعْ. قَالَ فَذَهَبْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْلَمْتُ. (أبو داود، الجهاد، باب في الامام يُستجن به في العهود) و(مسند أحمد)

إذًا، يرفض رسول الله r استقباله كمسلم ما دام قد جاء موفدا عن قريش، بل عليه أن يعود إلى قريش وأن يبلغهم ما يجب عليه تبليغه، ثم يعود إن شاء.

لم يطلب منه رسول الله r أن يتجسس على قريش لصالحه.. لم يطلب منه أن يندس في صفوفهم للعمل على انهيار عزيمتهم.. لم يطلب منه أي شيء ضدّ قومه الكفرة المعتدين؛ ذلك أن هذا الصحابي أرسلته قريش، ولا بد أن يظل وفيا لها ما دامت قد أمّنته على ذلك... تصوروا.. الرسول r يرفض أن يأخذ منه البيعة على الإسلام..

قد يسأل أحد هنا: هل ظلّ هذا الرجل على الكفر حتى العودة ؟ نقول: كلا، بل قد آمن، ولو مات خلال سفره وقبل عودته فلا إثم عليه، بل مأواه الجنة، فالإيمان ما وقر في القلب، وصدّقه العمل، وهنا العمل هو الوفاء للكفار الذين أرسلوه.


في غزوة خيبر:

خلال محاصرة المسلمين لحصن خيبر، أسلم أحد رعاة الأغنام، وجاء إلى النبي r مبينا له أنه لا يريد العودة إلى حصن اليهود، ومن ثمّ سأله عن مصيره ومصير الأغنام التي يرعاها؟ فأمره النبي r أن يوَجِّهْ غنم سيده إلى حصن اليهود وأن يسوقها إليه، ففعل. ولما وصلت الغنم قريبًا من الحصن ساقها اليهود داخله. وهكذا أوجب عليه الرسول r أن يفي مع صاحب الغنم، رغم أنه يهودي، ورغم أن هذه الأغنام ستساعد في إطالة أمد الحصار.. (السيرة الحلبية مجلد 3 ص 45).


لماذا التركيز على الوفاء؟

الوفي يعني أنه صادق مسبقا، لا يعرف الكذب بالمرة، فالوفاء يقتضي الصدق المطلق. والصدق هو أساس الأعمال الصالحة.. وقد كان سيدنا محمد r يُعرف بالصادق الأمين حتى قبل بعثته.  والوفاء يتضمن كره العدوان والقسوة، لأن الوفي محب للبشرية. فالوفاء يتضمن الصدق والود والشفقة والرحمة.

بعد أن عرفنا هذه الأحداث، هل يمكن أن نصدق أن سيدنا محمدا r كان ينقض العهود؟ هل يمكن أن نصدق أنه منع الوثنية بالقوة بعد أن حازها؟ هل يمكن أن نصدق أنه اعتدى على قافلة مشركي مكة المسالمة؟ هل يمكن أن نصدق أنه اعتدى على الروم وفارس من دون أن يعتدوا؟

كلا ثم كلا.

إن سيرة النبي r واضحة كالشمس، وإنْ أساء بعض الناس فهم زوايا منها فإن ذلك يعود إلى علّةٍ فيهم، كما قال الشاعر:

ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا
يعني من كان فمه مريضا فإنه يجد طعم الماء الصافي مرا.

أما خلق العفو فهو أشهر من الشهرة، فالعبارة التي أطلقها r بعيد فتح مكة، وهي: 

اذهبوا فأنتم الطلقاء.. يعني اذهبوا أحرارا من دون أي قيد أو عقوبة، لعبارة يحفظها العالَم غيبا...

وكذلك عفوه عن اليهودية التي حاولت أن تسمه r

فقد روي عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : أُتِيَ بِالْيَهُودِيَّةِ الَّتِي سَمَّتِ الشَّاةَ لِلنَّبِيِّ r فَقَالَ لَهَا : مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ فَقَالَتْ : قُلْتُ إِنْ كَانَ نَبِيّاً لَمْ يَضُرَّهُ وَإِنْ كَانَ مَلِكاً أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْهُ . قَالَ فَعَفَا رَسُولُ اللَّهِ r عَنْهَا.

بل إنه عفا عن الأسرى.. أسرى بدر، وأطلق سراحهم مقابل أن يعلم أحدهم عشرة من صبية المسلمين، ويا لها من منّة!

إذًا، إنه هو r الذي يصبر على الظلم وهو مستضعف، وهو الذي يعفو عن الظالم عندما ينتصر عليه.

إن الهجوم الذي يتعرض له سيد الخلق هذه السنوات والإساءات البالغة تتمحور في كثير منها على موضوع الجهاد في الإسلام، أي قتال المعتدين، حيث يقول المفترون إنه r ادعى طيب الخلق حين كان ضعيفا، ولكنه قلب ظهر المحن حين حاز القوة. وسأذكر فيما يلي: تعليم القرآن المجيد عن الحرب والسلام لتفنيد هذه المزاعم الداحضة :

إنّ تعاليم الإسلام تطابق الفطرة الطبيعية للإنسان وتتناسب معها، وتدعو لنشر السلام بالطريقة الوحيدة الممكنة.

يحرّم الإسلام الاعتداء على الناس، ولكنه يحث على القتال إذا كان القعود عنه يعرّض السلام للخطر ويشجّع الحرب. وإذا كان القعود عن القتال يؤدّي إلى الاستئصال التام لحرية الاعتقاد وحرية البحث عن الحقيقة، فإن واجبنا أن نقاتل.

هذا هو التعليم الذي يمكن أن يُبنى عليه سلام دائم، وهذا هو التعليم الذي بَنى عليه الرسول r سياساته الخاصة وممارساته العملية. لقد عانى r باستمرار وبصبر في مكة، ولكنه لم يقاتل العدوان القاسي الذي كان هو ضحية بريئة له. ولما هاجر إلى المدينة، وخرج العدو لاستئصال شأفة الإسلام، كان قتال العدو حينئذ هو العمل الذي لا بد منه، من أجل الدفاع عن الحق وحرية الفكر والعقيدة.

وسنعرض في ما يلي للآيات القرآنية التي تشتمل على موضوع الحرب.


أولاً: في سورة الحج: 40-42 نجد ما يلي:

(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ % الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ % الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)

 ثانيًا: ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ % وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ % فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ % وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ)

ثالثًا: ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ % وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ % وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)

رابعًا: ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ % وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)

خامسًا: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)

سادسًا: ( إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: 4)

سابعًا: ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) (التوبة: 6)

ثامنًا: ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال: 68)

أي أنه لا يجوز أسر أحد، إلا من المقاتلين الذين يشتركون فعلاً في ميدان القتال، فلم يُشرّع الله I لأحد من الأنبياء أن يتّخذ أسرى إلا من الأعداء المقاتلين الذين قاموا بالعدوان وسفكوا الكثير من الدماء. وقد حرّم الإسلام خطف الأفراد من القبائل المعادية وهي العادة التي كانت منتشرة قبل الإسلام، وظل غير المسلمين يمارسونها بعده، فليس من الجائز شرعًا عند الله I أن يؤخذ أسير دون حرب وممارسة قتال فعلي.


تاسعًا: وضع القرآن المجيد قواعد إطلاق سراح الأسرى كما يلي:

( فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) (محمد: 5)

إن الوضع الأفضل في الإسلام هو إطلاق سراح الأسير دون فدية، ولما كان هذا غير ممكن في كل حالة، فلذلك نص الله I على السماح بقبول الفدية. والمعنى أن الأسير لا يقتل ولا يسترق بالمرة.

فهذه هي سيرة الرسول r، وهذه هي مهامه التي قام بها خير قيام.

أفلا يستحق منا هذا النبي العظيم أن نوضح للناس سيرته عبر وسائل إعلامنا كلها؟ ألا يستحق أن نفرد له عشرات الحلقات من برنامج حواري عالمي مباشر؟

بلا، إنه يستحق أكثر من ذلك، وهذا ما نقوم بجزء يسير منه عبر فضائيتنا، وإننا لنحمد الله على أن هيّأ لنا هذا الشرف.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول



عربي باي