الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الخميس، 31 ديسمبر 2015

شبهة قول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أن للنبي ﷺ ١٢ بنتا

شبهة قول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أن للنبي ﷺ ١٢ بنتا






هذه الشبهة يثيرها الخصوم حول عبارة وردت في كتاب الملفوظات المجلد السادس الصفحة ٥٧ و ٥٨ منه وكأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان يشير إلى أن النبي ﷺ عنده ١٢ بنتا. والرد على هذا الزعم هو أن الكتاب والفقرة هذه بالذات ليست من تأليف أو كتابة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بل كتبها صحابي عندما كان يستمع إلى المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وهو يتحدث إلى بعض النساء في خطبة من خطبه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام. في نفس المجلد في الصفحة ٥٣ وضَّحَ الصحابي بأنه كان يستمع إلى المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام من خارج باب البيت وبأن تلك النسوة كان معهن أطفالاً يثيرون الكثير من الضوضاء والجلبة خلال لعبهم وصياح بعضهم بعضاً أثناء المطاردة واللعب مما جعل الإصغاء صعباً وفيه الكثير من عدم الدقة والتوقف لضياع بعض العبارات والجمل، كما أوضح كيف كان يكتب أحيانا ما يسمعه بشكل صحيح وأحياناً أخرى عندما لا يكون الصوت واضحاً أو يستحيل سماع العبارات يقوم هو بكتابة ما يظنه صحيحاً ولكن لا يشترط أن يكون هو كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي نطقه. الأقرب أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان يتحدث عن زوجات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لا بناته وأنه ﷺ رغم هذا العدد من الزوجات اللاتي عنده إلا إنه لم يشتكي يوماً من عدم ولادة إبنٍ بقي حياً حيث ماتوا كلهم في سن صغيرة. أما غير ذلك فلسنا متأكدين مما قاله المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالضبط والله اعلم.

مسلم لله

شبهة الهيستريا

شبهة الهيستريا





يقوم خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية كعادتهم باقتطاع النصوص من الأدبيات المختلفة للجماعة وذلك لاستغلالها في إثارة الشبهات ضد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام. وفي هذه المرة قاموا باقتطاع عبارةً من كتاب "سيرة المهدي" الذي ألفه حضرة مرزا بشير أحمد الابن الثاني لحضرته عَلَيهِ السَلام. تقول هذه العبارة بأن والدته ذكرت بأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تعرض لنوبة من الصداع والهستيريا، ففرح الخصم واقتطع هذا النص ليبثه كدليل على إصابة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بهذا المرض، والواقع أن هذا اللفظ شرحه مؤلف الكتاب بنفسه وفي نفس الصفحة التي بتر منها الخصم عبارته ولم ينقل النص الذي يرد على هذه الشبهة حيث بيّن أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لم يكن يعاني من هذا المرض البتة ولا ظهر في أي تشخيص طبي له ولم يذكره المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لفظا ولا كتابة قط ولكنه ورد هنا تشبيهاً لا تشخيصاً بواسطة والدته وذلك لتشابه العوارض بين الأمراض المختلفة المتعلقة بالصداع، واللفظ يرد ولا يثبت ويكتب من باب نقل القول سواء كان دقيقا أم لم يكن وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الْأَمَانَةَ العلمية. وما دام المؤلف بنفسه قد نفى ذلك وبيّنَ ما المقصود بالهستيريا هنا وأنه ليس إلا وصف لوالدته وليس تشخيصاً طبياً ولا هو المرض المعروف بل مجرد وصف شخصي يراد منه وصف الصداع الشديد فقط لتشابه عوارض المرضين وأنه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لم يعاني من ذلك مطلقا فقد بطلت الشبهة بحمد الله تعالى. بل إن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بنفسه رد على هذه الشبهة، حيث كتب المسيح في كتابه "إزالة الأوهام" في سنة 1891م ردا على انتقاد المعارضين ما تعريبه:

"... الانتقاد الثاني الذي وُجّه إليّ بأنني ما ادّعيت بكوني مسيحا موعودا إلاّ بسبب الهيستريا والجنون، فإنني أقول ردّا على هذا بأني لا أغضب على أحد يتهمني بالجنون أو بإصابة في العقل، بل أفرح لذلك لأن كل نبي ورسول سُمي بهذا الاسم في زمنه، ونال المصلحون هذا اللقب من أقوامهم منذ القدم. وأنا سعيد لتحقق هذا النبأ عني أيضا، فقد تلقيته من الله ﷻ ونُشِرَ في كتابي: "البراهين الأحمدية"، وقد جاء فيه أن الناس سوف يقولون عني أني مجنون..." (الخزائن الروحانية ج3 - كتاب: إزالة الأوهام، ص403)

ثم كتب حضرته أيضا، تعريبا عن الأردية:

"... كان الله ﷻ يعلم أنه لو أصابني مرض خبيث كالجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع.. فيستنتج الناس منه نزول الغضب الإلهي عليّ، ولأجل ذلك بشّرني قبل فترة طويلة، وسجّلتُ بشارته في كتابي: "البراهين الأحمدية" حيث يقول: "أعصمك من كل مرض خبيث وأتمم نعمتي عليك." (الخزائن الروحانية ج17 - كتاب: الأربعين، ص219). وقد استمر تحقق هذه البشارة الإلهية إلى آخر لحظة في حياته الشريفة، ولم يُصب بأي مرض خبيث يؤثر عليه بحيث يمنعه من أداء مهامه.

الأنبياء السابقون اتُّهموا بالسحر والجنون

ومن المدهش جدا أن معارضي الأحمدية قد نسوا.. أو لعلهم تناسوا.. الاتهامات التي وُجّهت إلى الأنبياء من قبل، حيث أتهمهم معارضوهم بالسحر والجنون، ويبدو أن معارضي المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام على شاكلة معارضي الأنبياء فيما سبق ولا فرق بينهما سوى أن معارضي المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام يعيشون في عصر تقدمت فيه العلوم والفنون، ولذلك فهم يحددون نوع الجنون بالهيستريا!!

يقول تعالى في القرآن المجيد:

[كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ] (الذاريات:53)

[وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلًا مَّسْحُورًا] (الفرقان: 9)

[وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوآ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ] (الصافات:37)

[كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا فَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرْ] (القمر:10)

[قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ] (الشعراء:28)

[وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ] (الحجر:7)

وهكذا تتشابه قلوب وأقوال معارضي الأنبياء في كل زمان ومكان، وقد زعم بعض المستشرقين المغرضين الذين هم على شاكلة معارضي المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام أن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد أصيب بالصرع والجنون، وهم يتلمسون الكلمات التي قد تُفهم على أكثر من معنى، ويتمسكون بأعراض تبدو في خيالهم المريض أنها نوبات الصرع، فيَصِمون الرسول الأكرم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأنه كان يعاني من الجنون والصرع.

فسبحن الله رب العالمين 

مسلم لله 


الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

من طيور الأحمدية في الغرب ٢٦

من طيور الأحمدية في الغرب ٢٦




ولد الكاتب والصحفي الأشهر في تاريخ أميركا الأستاذ "ألكساندر راسل ويب Alexander Russell Webb" في "نيويورك" عام ١٨٤٦ فَبَرعَ في مجال الصحافة واشتهر ككاتب وصحفي وناشر في أقدم الصحف الأمريكية ثم عيّنه الرئيس الأمريكي "كليفلاند" سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية إلى الفليبين حيث شغل منصب رئيس السفارة في العاصمة الفليبينية "مانيلا". ترك الأستاذ "ألكساندر ويب" الديانة المسيحية في هذه الفترة واختار الإلحاد بعد رحلة طويلة في الكتابة والبحث عن الدين الحق.

سمع سعادة السفير والكاتب الشهير "ألكساندر ويب" بحضرة مرزا غلام أحمد القادياني عَلَيهِ السَلام عام ١٨٨٦ فقام بمراسلة حضرته عَلَيهِ السَلام فتعرّف عن طريقه على الإسلام وتلقى عدداً من الدروس التي أرسلها حضرته عَلَيهِ السَلام له حول فلسفة تعاليم الاسلام فأثَّرتْ كثيراً على السيد "ويب" حتى أعلن أخيراً عن اعتناقه دين الإسلام على يد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام عام ١٨٨٨. 

سافر السيد السفير "ويب" إلى الهند وكان متلهفاً للقاء حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام لكي يقدم له الاحترام اللائق ويقبّل تلك اليد التي أهدته إلى طريق الإسلام ولكن المشايخ المتعصبين منعوه من السفر وقعدوا له في كل مرصد فعاد ولم يتمكن من لقاء حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ولكنه حظي منه بلقب "مُّحَمَّد" مضافاً إلى إسمه "ألكساندر راسل ويب"، فكان ذلك تعويضاً عن لقاءه عَلَيهِ السَلام.

عاش السيد "ألكساندر راسل ويب" بعد ذلك حتى عام ١٩١٦ فقضى باقي سني حياته ينشر الإسلام في الغرب ويؤلف الكتب والمقالات في مختلف وسائل الإعلام. يعتبر المؤرخون السيد "ألكساندر راسل ويب" أول مسلم غربي في القارة الأمريكية وأهم الشخصيات الغربية المتحولة إلى الإسلام في العالم الجديد.


مسلم لله



الجمعة، 25 ديسمبر 2015

دموع الفرح والامتنان للعطف والحنان الذي يقدمه أطفال الأحمدية

دموع الفرح والامتنان للعطف والحنان الذي يقدمه أطفال الأحمدية 



ذرف أهالي الأطفال المرضى دموع الامتنان في مستشفى أريدل للأطفال في مدينة "كيلي" الانكليزية وذلك لرؤيتهم أطفال الجماعة الإسلامية الأحمدية وهم ينتشرون في ردهات مستشفى الأطفال يوزعون الحلوى والألعاب والمعايدات والحاجيات التي تبرعوا بها وضحوا بأول أيام عطلتهم الدراسية من أجل تقديمها للأطفال المرضى الذين يقضون فترة الأعياد في المستشفى مما قد يسبب لهم ولأهاليهم الحزن والألم، فهان ذلك على الأطفال المسلمين فانطلقوا بتوجيه الخلافة المباركة لرسم الفرح والأمل على وجوه الأطفال وأهاليهم متمنين لهم عيداً سعيداً مقدمين الصورة الصحيحة لتعاليم الإسلام ونبي الإسلام محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. وعبر الأهالي عن امتنانهم بدموع الفرح لرؤية الصغار يقومون بهذا العمل النبيل وكأنهم نسخ مصغرة من بابا نويل جاؤوا لتوزيع هدايا العيد على من حرمه المرض من الاحتفال مع أهله وأحبائه. 

مسلم لله

الخبر من هنا

هل آزر أبو ابراهيم عَلَيهِ السَلام أم عمه

هل آزر أبو ابراهيم عَلَيهِ السَلام أم عمه



يذكر الكتاب المقدس أن اسم أبي إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَلام هو تارح: «وَهَذَا هُوَ سِجِلُّ مَوَالِيدِ تَارَحَ: وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطاً.» -التكوين 11:27. وكذلك في الإنجيل ورد بنفس اللفظ أو تقريباً: «بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ، بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ، بْنِ نَاحُورَ.» -لوقا 3:34. وورد في ترجمة جورج سيل للقرآن (George Sale's Qur'an) أن التلمود يسميه "زاره" بينما يسميه أعظم مؤرخي الكنيسة "يوزيبوس" يسميه "آثر". وقد لعبت اللغات اليونانية والفارسية والآرامية والعبرية دوراً في تغيير الألفاظ. كل ذلك يدل على عدم وجود إجماع أو اتفاق بين اليهود أنفسهم على اسم والد إبراهيم عَلَيهِ السَلام. لا بد أن يوزيبوس الذي يعد أعظم مؤرخي الكنيسة بلا منازع له أسبابه التي دفعته لعدم اعتماد لفظ تارح في التوراة والأناجيل وزارح في التلمود فاختار لفظ "آثر" الذي هو متطابق مع اللفظ القرآني "أزر" مما يدل على دقة اللفظ في القرآن الكريم. وهذا الذي يحرم خصوم القرآن الكريم النصارى من أي حجة ضد اللفظ القرآني "آزر" لأبي إبراهيم عَلَيهِ السَلام. وإذا عدنا إلى لفظ "زاره" في التلمود فسنجده قريباً من "آزر" الذي ذكره القرآن الكريم مما يدل على موثوقية ودقة الألفاظ القرآنية.

لقد أطلق القرآن الكريم على "آزر" لقب "أب" "لإبراهيم" كما في قوله تعالى: ﴿وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّين﴾ الشعراء: ٨٧. وينطبق لفظ "أب" في اللغة العربية على الوالد والجد والعم الخ. وقد أطلق القرآن الكريم كذلك على إسماعيل لقب الـ "أب" ليعقوب كما في قوله تعالى: ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ البقرة : ١٣٣، مع أن إسماعيل في الحقيقة هو عَم يعقوب لا والده. ويتضح من القرآن الكريم أن "آزر" الذي لقب بأبي إِبْرَاهِيمَ ليس هو والده في الحقيقة. وكان إبراهيم عَلَيهِ السَلام قد وعد أباه "آزر"أن يدعو الله تعالى ليغفر له، ولكنه لما أيقن أنه عدو الله امتنع عن الاستغفار له وهذا الامتناع كان بإرادة الله ﷻ كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ التوبة : ١١٣. ولكن مع ذلك فإننا نجد إبراهيم عَلَيهِ السَلام يدعو لوالده ويستغفر الله له حيث ورد اللفظ "والد" لإبراهيم في القرآن الكريم لأول مرة وذلك ليشير إلى الأب الحقيقي كما في قوله ﷻ: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ إبراهيم : ٤٢. إن هذا ليشير إلى أن "آزر" الذي وصف بأب ابراهيم هو في الحقيقة شخصاً آخر وليس والده. أقرب الآراء هي أنه والده، وهذا الرأي الأقرب تدعمه نصوص الكتاب المقدس أيضاً حيث جاء في سفر التكوين أن إِبْرَاهِيمَ تزوج من سارة ابنة "تَارَح": «وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ أُخْتِي، ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ أُمِّي فَاتَّخَذْتُهَا زَوْجَةً لِي.» (التكوين 20:12)، مما يقطع بأن تارح ليس بوالده حيث من المستحيل أن يتزوج إبراهيم عَلَيهِ السَلام أخته الحقيقية. وهذا أيضاً يدل بأن إِبْرَاهِيمَ بعد وفاة والده تولى أمره عمه "آزر" أو "آثر" الذي أعطاه ابنته سارة كزوجة له. وبسبب تربية "آزر" لإبراهيم فقد اعتبر أباً له وهو أي إبراهيم إبنه، ومن هنا نشأ الاعتقاد الخاطئ حول كون "آزر" هو أبو إبراهيم عَلَيهِ السَلام. يتضح من نصوص التلمود أن "آزر" كان ظالماً يضطهد إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَلام حتى إنه سلّمه إلى الملك بسبب كسره للأصنام. وهذا أيضاً دليل على عدم كون "آزر" والد إبراهيم، فالأب الحقيقي لا يمكن أن يتخذ مثل هذا التصرف فيسلم إبنه ليحاكَم ويُحرق حياً أو يُعدم على أي حال. كل هذه الأدلة تؤكد أن آزر ليس هو والد إبراهيم عَلَيهِ السَلام.

مسلم لله

(مستلهم من التفسير الوسيط، سورة الانعام)

الرد على وقالت اليهود عزير ابن الله

الرد على وقالت اليهود عزير ابن الله



بدايةً، لم يقل القرآن المجيد بأن ذلك ما هو مكتوب في التوراة بل هذا هو قول اليهود فقط وهو ليس مشترط الصحة ولا إشارة بصحته في كتاب الله والدليل على ذلك تكملة الآية نفسها "ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ". كما أن لفظ اليهود لا يراد به كافة اليهود بل الذين يقولون ذلك فقط كقول الله تعالى "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ" ولم يكن الحديث يشمل جميع الأعراب بطبيعة الحال بل قسم منهم فقط، وهذا التعبير شائع في اللغة العربية.

ثانياً، هنالك فعلا طوائف يهودية من أهل اليمن وفي المدينة المنورة أيضا كانت تقول بأن عزيراً ابن الله وذلك نظراً لأهميته في تاريخ بني اسرائيل وإعادته كتابة التوراة والتفسير اليهودي وغير ذلك الكثير. وقد اعترف كتّاب غربيون كثر بأن تاريخ اليهود العرب لم يسجل ولم ينقله غير المسلمين في كتبهم ومنهم الأستاذ جوردون دارنيل نيوباى وهو أستاذ الدين المقارن والدراسات الإسلامية واليهودية بقسم دراسات الشرق الأوسط و جنوب آسيا في جامعة إيمورى بالولايات المتحدة.

ويعترف أ. نيوباى فى كتابه A HISTORY OF THE JEWS OF ARABIA أي (تاريخ يهود العرب) صفحة ٦١ بأن مصادر المسلمين لليهود العرب هي الوحيدة المتوفرة. وهذا رابط الكتاب من موقع أمازون للكتب.

وكذلك الأستاذ جورج سيل George Sale وهو مترجم بريطانى ولد عام 1697 وتوفى عام 1736 حيث جاء فى ترجمته للقرآن الكريم وقال قولاً مشابهاً في الصفحة 152 من الإصدار الرابع لكتابه ( عام 1923 ).

وهذه الموسوعة اليهودية تنقل المصادر الإسلامية التي تتكلم عن قول طائفة من يهود اليمن بأن عزيراً ابن الله رغم اعتبار الموسوعة ذلك مجرد مصادر إسلامية حسب فهم المفسرين المسلمين لقصة ضياع التوراة وكتابة عزير لها.. والمفارقة هي أن الموسوعة في نفس الصفحة تعترف بأن عزير قد قام فعلاً بأعادة كتابة التوراة بعد السبي البابلي وضياع النسخة الأصلية. المهم أن هذه المصادر الإسلامية هي الشاهد على صحة هذا القول والدليل أن لا أحد من اليهود في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم اعترض على ذلك بل لم يسجل التاريخ أي اعتراض حتى بعد قرون من وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مما يدل على صحة هذه المصادر الإسلامية لتاريخ اليهود العرب.

فكيف استطاع اليهود والنصارى والملاحدة وكل المشككين أن يتأكدوا من أن يهود المدينة لم يقولوا بأن عزيراً ابن الله على الرغم من أن المتخصصين لا يوجد لديهم مصدر ثابت عن عقائد اليهود العرب أو ممارساتهم ولماذا نكذب المصادر التي بين أيدينا والتي تقول بأن فريقا من اليهود كان يقول بذلك ؟

هنالك بعض المصادر الأخرى واكتفي بما ذكرته لحد الآن.

والسَلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللهِ وَبَركاتُه

مسلم لله

تدبروا في صدق حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام

والله يؤيد بِنَصْرِهِ من يشاء .. إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار 






ادعى القس "ألكسندر داوي" في عام 1892م بأنه رسول المسيح المبشر به أو المسيح في مجيئه الثاني الذي سيجمع النصارى فأسَّسَ طائفة تحمل اسمه ومدينة خاصة به في ولاية "إلينوي" الأمريكية أسماها "صهيون. كان القس "داوي" معروفاً بحربه الشرسة على الإسلام وكراهيته الشديدة للإسلام ونبي الإسلام سيدنا محمد ﷺ حيث كان القس يسب حضرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في جميع خطبه ومواعظه سيئة الصيت.

في مدينة نائية في الهند تدعى "قاديان" سمع حضرة مرزا غلام أحمد الذي كان يدعي بأنه هو المسيح الموعود بموضوع القس "داوي" فأرسل له يتحداه أن يبارزه في الدعاء إلى الله تعالى أن يهلك الله الكاذب في حياة الصادق، وبعد انتظار طويل وتكرر التحدي من قبل حضرته اضطر "داوي" لقبول النزال.

لم تمر بعد قبول القس "داوي" للنزال إلا فترة قصيرة -تنبأ بها حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام- حتى مات القس "داوي" ميتة مخزية، فقد افتضح موضوع إدمانه على المخدرات والخمور واختلاسه للأموال المودعة أولاً ثم تعرض القس "داوي" للشلل فتركه أتباعه وحيداً بائساً مشلولاً غير قادر على الحراك حتى مات أخيراً في هذا الحال ودمرت مدينته وسقطت شر سقوط حتى كتبت الجرائد هذا الخبر الهائل وأعلنت انتصار مسيح الهند كما أطلقوا عليه "عظيم هو المسيح مرزا غلام أحمد" !

لا تزال هذه الآية العظيمة ماثلة إلى اليوم لتشهد على صدق المسيح الموعود الحق حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام وذلك بعد أن اختفى القس "داوي" وطائفته المعادية للإسلام وتمزقت مدينته ولم يبق منها إلا الإسم وشيّدت جماعة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام مسجدها الذي يرفع الصَلاة على النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليل نهار ويحمل صور انتصار الحق على الباطل في المدينة التي كان يُسَب النبي ﷺ على منابرها جهارا نهارا وما النصر إلا من عند الله !

مسلم لله


مزيد من التفاصيل على هذا الرابط

هذا ما يفعله الأحمديون في عيد الميلاد

هذا ما يفعله الأحمديون في عيد الميلاد





في موسم أعياد الميلاد والسنة الجديدة يمارس المسلمون الأحمديون نوعاً خاصاً من الاحتفال إن صح التعبير، وذلك يتمثل في تنظيم زيارات للمستشفيات ودور الرعاية في مدنهم وتقديم الهدايا للمرضى والنزلاء والأطفال منهم خاصة. وفي هذا المنشور يزور شباب الجماعة الإسلامية الأحمدية دار رعاية المسنين في مدينة "ميلتون كينز" الإنكليزية وذلك لتقديم بطاقات العيد المجيد والهدايا وقضاء بعض الوقت بصحبة كبار السن لإدخال السرور على قلوبهم وتقديم بعض الخدمات لهم والتحدث والإستماع لهم بهدف إشراكهم في جو الاحتفالات التي يقضونها بعيداً عن الأهل والأحباب ولتقديم الصورة الحقيقية للاحتفال أو العمل المناسب في هذه الأيام وهو مواساة الخلق والدعاء إلى الله أن يحل السَلام والمحبة في عالمنا أجمع انطلاقاً من تعاليم الإسلام ونبي الرحمة محمد المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم القائل:

"لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ" (رواه الترمذي في سننه عن ابن عباس  ؓ) 

مسلم لله

أطفال الأحمدية يواصلون جولة توزيع هدايا العيد

أطفال الأحمدية يواصلون جولة توزيع هدايا العيد





يواصل أطفال الجماعة الإسلامية الأحمدية جولتهم التي بدأوا بها مع أول أيام عطلة العيد بزيارة المستشفيات في مدن المملكة المتحدة المختلفة حاملين هدايا أعياد الميلاد والسنة الجديدة مع قطع الحلوى وبطاقات التهنئة للأطفال الذين حرمهم المرض من الاحتفال مع أهلهم وأصدقائهم. في المنشور السابق زار الأطفال مستشفى مدينة "كيلي" للأطفال وقدموا الهدايا للأطفال المرضى مع التمنيات بالشفاء إلى جانب قضاء بعض الوقت في الحديث الشيق. فيه هذا المنشور يزور الأطفال مستشفى آخر للأطفال في مدينة "ويكفيلد" للغرض نفسه وهو إدخال الفرح والسعادة إلى قلوب الأطفال وأهاليهم في موسم الأعياد عملاً بسنة النبي المصطفى محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي كان يوصي بمواساة الخلق ورَحْمَةُ الصغير وتوقير الكبير والإحسان إلى خلق الله تعالى كافة.

مسلم لله 

من أدلة استمرار الوحي

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَت





يقول تعالى:

﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ﴾ -غافر : ١٦

يعلِّق القرطبي رحمه الله على معنى الروح بأنه الوحي والنبوة كما يلي: "{يُلْقِي ٱلرُّوحَ} أي الوحي والنبوة «عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ»، وسمي ذلك روحاً لأن الناس يحيون به؛ أي يحيون من موت الكفر كما تحيا الأبدان بالأرواح." (تفسير الجامع للقرطبي، تحت الآية ١٦ من غافر)

ويتفق الإمام الطبري رحمه الله مع القرطبي ويسوق على ذلك رواية بسندها في جامعه كما يلي: "حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أمْرِهِ} قال: الوحي من أمره." (تفسير جامع البيان للطبري تحت الآية ١٦ من سورة غافر) 

ويوافقهم الإمام الرازي في تفسيره للآية بأنها تعني الوحي فيقول: "اختلفوا في المراد بهذا الروح، والصحيح أن المراد هو الوحي.. وحاصل الكلام فيه: أن حياة الأرواح بالمعارف الإلهية والجلايا القدسية، فإذا كان الوحي سبباً لحصول هذه الأرواح سمي بالروح، فإن الروح سبب لحصول الحياة، والوحي سبب لحصول هذه الحياة الروحانية." (تفسير مفاتيح الغيب للرازي تحت الآية ١٦ من سورة غافر) 

ثم يضيف رحمه الله بأن هذا الوحي يتم بـ الكشوف لمن شاءَ الله تعالى من عباده فيقول: "واعلم أن هذه الآية مشتملة على أسرار عجيبة من علوم المكاشفات، وذلك لأن كمال كبرياء الله تعالى لا تصل إليه العقول والأفهام." (المفاتيح) 

وذلك كقوله جلت عظمته: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ -النحل : ٣

والروح هنا جبريل عَلَيهِ السَلام، وذلك مُّبِينٍ في كتاب الله العزيز حيث يقول عزَّ من قال:  ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾ -الشعراء : ١٩٤-١٩٥

ثمة من يعترض على أن هذه الآية من سورة غافر هي منسوخة بأية خاتم النبيين، والطامة في نَسْخِ هذه الآية أنها ستعني بأن الله تعالى والعياذ بالله لم يعد رفيع الدرجات ذو العرش ! أضف لذلك أن الآية "ولكن رسول الله وخاتم النبيين" لا تستثني الأنبياء القدماء ولا الجدد منهم، وعلى هذا فلا نبي بعد النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولن ينزل عيسى نبي بني إسرائيل إلا أن يكون رجلاً من أمّته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم شاءَ الله تعالى أن يحظى بالمخاطبات والكشوف لن ينال من النبوة والوحي إلا كثرة المبشرات والمكالمات التي لا تحمل تشريعاً ولا نسخاً لحرف من القرآن الكريم والسنة وتكون هذه النبوة هي نبوة أستاذه صاحب الشريعة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فضلاً عن أن القرآن الكريم في الحقيقة كتاب أحكمت آيَاتِهِ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لا ينسخ نفسه بل ينسخ ما سبقه وَ يهيمن عَلَيهِ.     

يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «لم يَبْقَ من النُّبُوَّةِ إلا المُبَشِّراتُ. قالوا وما المُبَشِّراتُ؟ قال: الرؤيا الصالحةُ» (صحيح البخاري 6990)

ويقول رسول الله ﷺ: «رُؤيا المؤمِن جُزءٌ من سِتَّةٍ وَأربعينَ جُزءًا مِن النُّبوَّةِ. وفي رِوايَةٍ: عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. وَأدَرجَ في الحديث قَولَهُ: وَأكرَهُ الغُلَّ. إلى تَمامِ الكلامِ. ولم يَذْكُرِ الرُّؤيا جُزءٌ من سِتَّةٍ وأَربَعينَ جُزءًا مِن النُّبوَّةِ» (صحيح مسلم، 2263)

إن فعل "يلقي الروح من أمره" هو فعل مضارع يفيد الحال والاستقبال أي كما إنه يحدث في زمن الآية فهو يحدث كلما مسّت الحاجة فيُنزِلُ رَسُولًا بمهمة المُصْلِح لتجديد الأفهام الخاطئة عند الناس حول أصل الدين وذلك تبعاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ وقوله ﷻ: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾، فيكون المعنى أن الله تعالى ينزل الروح (الوحي عن طريق جبريل) على من يشاء من عباده في وقت الضرورة القصوى كما دلت آي الكتاب المبين.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مسلم لله

مستلهم من كتب حضرة الداعية الأحمدي جلال الدين شمس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. 


الخميس، 17 ديسمبر 2015

تخرّجْ دفعة جديدة من حفظة القرآن من المدرسة الأحمدية لتحفيظ القرآن المجيد في نيجيريا

تخرّجْ دفعة جديدة من حفظة القرآن من المدرسة الأحمدية لتحفيظ القرآن المجيد في نيجيريا



تخرج 48 طالباً جديداً من حفّاظ القرآن الكريم من المدرسة الأحمدية لتحفيظ القرآن الكريم في نيجيريا بين ذكور وإناث ليصبح عدد الطلبة الذين يتلقون التدريب على حفظ القرآن الكريم في المدرسة الأحمدية لحفظ القرآن الكريم 300 طالب وطالبة بفضل الله تعالى.

مسلم لله
 


,


إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة

إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة


يقول تعالى:

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ]  المجادلة : ١٣

يخبر الله تعالى الناس في هذه الآية من سورة المجادلة بأن يقدموا صدقة يسيرة من أموالهم لصندوق الفقراء قبل أن يستشيروا النبي ﷺ في أي مسألة، وهذا يبين أن النبي ﷺ كما قال تعالى عنه في كتابه العزيز لا يسأل الناس أي مقابل مادي لقاء حبه ودعوته ودعائه لهم وكل خدمة يؤديها ويضحي بنفسه من أجلهم وكل ما يطلبه هو أن يحبّوا بعضهم بعضا ويحبوه حب القربى أي كما تحب الأم الحنون أولادها دون انتظار أي مقابل منهم وأن أي مقابل تطلبه الأم هو محصور في نجاح أولادها ومحبة بعضهم بعضا ومساعدة بعضهم البعض، وقد جعل هذا الخيار مفتوحاً للمقتدرين من الناس ولكي يستشعر من جاء لاضاعة وقت النبي ﷺ في أمور تافهة فقط بأنه سوف يتعين عَلَيهِ لإظهار الاهتمام أن يتبرع ببعض المال للفقراء قبل استشارة النبي ﷺ وبذلك يعود أدراجه لعدم جديته ويبق فقط من كان يسعى بصدق لاستشارة النبي ﷺ وليعلم الجميع بأن هذه هي الأسوة النبوية ومطلبه الوحيد ورسالته هي أن يسود العدل الاجتماعي والاقتصادي والإنساني لا غير. ومن صفات النبي ﷺ في التوراة ( مُشير ) أي مستشار للمؤمنين:

"لأَنَّهُ يُوْلَدُ لَنَا وَلَدٌ وَيُعْطَى لَنَا ابْنٌ يَحْمِلُ الرِّيَاسَةَ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ." (إشعياء  9:6)

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مسلم لله
الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

ماذا يقول القرآن الكريم عن غير المسلمين

من تعاليم القرآن الكريم 



ماذا يقول القرآن الكريم عن غير المسلمين وخاصة الأشرار منهم الذين يسبون ويسخرون من المسلمين؟


يجيبنا القرآن المجيد كما يلي:   


﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور﴾ آل عمران : ١٨٧


﴿عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ الممتحنة : ٨


﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ فصلت : ٣٥


﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ الممتحنة : ٩


﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ الممتحنة : ١٠



مسلم لله



السبت، 12 ديسمبر 2015

حوار بين الدين والإلحاد: هل يمكن للإنسانية أن تحل محل الدين

حوار بين الدين والإلحاد

هل يمكن للإنسانية أن تحل محل الدين 







أقدم لكم ملخصاً له كما يلي:
 
جرى هذا الحوار الشيق في قاعة "وايتهول" بلندن وكان من تقديم أستاذ القانون في جامعة لندن السيد "جوناثان بتروورث" استضاف فيه كلاً من البروفيسور "ريموند تاليس" (الفيلسوف الإنكليزي الشهير والعالم المعروف في مجال النقد الثقافي والروائي والمفكر ذي المؤلفات المهمة في مجال الإنسانية والفلسفة الفكرية وتحليلها والذي يعمل أستاذاً في جامعة مانشستر وله شهادات عليا عديدة في مختلف المجالات العلمية والثقافية) وبين السيد "جهانغير خان" (رئيس المكتب الفرنسي وباحث مقارنة الأديان في الجماعة الإسلامية الأحمدية). موضوع الحوار هو: هل يستطيع "فكر الإنسانية" (الذي يقول بإمكانية التعايش الإنساني بسلام بدون الحاجة لوجود الله والدين) هل يستطيع أن يحل محل الدين؟ وقد دار الحوار باختصار من طرف البروفيسور تاليس مركِّزاً على إمكانية العيش بسلام وتآلف دون الحاجة لله والدين والحياة الآخرة، وضرب أمثلة على اختلاف فكر الإنسانية عن الفكر الإلحادي والحركات التابعة له والذي يركز على محو الدين والقضاء عَلَيهِ بأنها أي الإنسانية لا تهدف إلى ذلك بل تحترم اختيار الناس جميعا ولا تشبه فكر اللادينية من حيث الحيرة حول الإله ومدى سيطرته وتدخله في حياة الإنسان بأنها أي الإنسانية تنفي وجود الإله من الأصل ولكنها لا تمنع غيرها من الاعتقاد بما يشاء ولا تسعى إلى إلغاء الآخر بأي شكل بل يمكن أن تتعاون مع المتدينين من أجل السَلام، وضرب البروفيسور أمثلة بعض الدول الأوربية كالسويد والدنمارك وغيرها التي تعيش بدون الله والدين بكل سعادة وسلام وتكاد الجريمة تقترب إلى الصفر في تلك البلاد فيما تعيش الدول المتدينة كالسعودية وباكستان وإيران وغيرها في انتهاك واضح لحقوق الإنسان والمرأة واضطراب سياسي صريح وصراعات سلطوية وظلم وتعاسة ! ثم خلص إلى أن الإنسانية كحركة وفكر لا تسعى للظلم بل تترك الآخرين أحراراً في اختيارهم لا تتدخل في شؤونهم ولا تفرض الخير ولا الشر وأن عدم اتخاذ الإنسان إلها كقدوة من شأنه أن يحرر الإنسان من التقليد الأعمى والانغلاق والكساد الفكري والخلاصة أن الإنسان حر يفعل ما يشاء بدون قيود من السماء. 

كان جواب السيد "جهانغير خان" من طرف الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن الدين هو أسلوب حياة وهو عبارة عن فكرة يؤمن بها الإنسان مهما اختلف هذا الدين ومنهجه، وهنا يوجد اتفاق كبير بين الإسلام وبين فكر الإنسانية مؤكداً على أن الإنسانية -أي التعايش بسلام وعدم فرض الرأي واحترام الآخر- هي من جوهر تعاليم الإسلام في الحقيقة، وهكذا فالإسلام يقدم كل ذلك وأكثر ولكن في إطار الاقتداء والتخلق بصفات الله تعالى الكاملة والتي تشرحها بإعجاز سورة الفاتحة في القرآن الكريم، وقد قدم الله تعالى على ذلك دليلاً حياً لتحقيق هذا المستوى الراقي من الأخلاق الإنسانية وذلك في شخص طبَّق ذلك التعليم الرباني في حياته بشكل عظيم حتى صار قدوة للجميع وهو النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي حوّل الملايين من أهل البادية الذين كانوا يعيشون على الانتقام والقتل والضلال والتخلف بكافة صوره حوَّلهم إلى أناس في غاية الجمال الأخلاقي والمعرفي والإنساني وضرب الأستاذ جهانغير أمثلة على ذلك من حياة النبي ﷺ وصحابته  ؓ. فالقدوة هي في الحقيقة مسعى وحاجة إنسانية فطرية لا يمكن إلغائها والتنكر لها بل حتى الملحد نفسه يؤمن بالله بشكل أو بآخر، فلا يوجد اليوم من لا يضع أمامه هدفاً في الحياة يريد الوصول إليه ويسير وفق خطى مرسومة للنجاح رسمها أناس قبله وصلوا إلى قمة النجاح العلمي والإنساني ومنهم من يضع عالماً معيناً كقدوة للوصول إلى نجاحه، كما أن أكثر الشباب بل وحتى الكبار يقلدون نجوم الفن والرياضة والعلم في أساليب حياتهم وطريقة كلامهم وتسريحات شعورهم وملابسهم والخ. فالملحد هنا قد اتخذ لنفسه إلهاً دون أن يدرك ذلك في سريرته. وهذا هو مبدأ سورة الفاتحة التي تبدأ بسم الله الرحمن الرحيم وحمْد رب العالمين أي أن هنالك عوالماً أخرى غير عالمنا هذا وأن نبدأ حياتنا كلها مقتدين بإلهنا الرحمن الرحيم الذي هو الرحمة بكامل صورها ووجوهها ومعانيها، ثم أخذ السيد جهانغير يفصّل في تفسير سورة الفاتحة بطريقة تخلب الألباب وتتكامل مع الإنسانية وتزيد عليها في التقدم بالأخلاق التي لا تتوقف كما يقول البروفيسور على ترك الآخرين أحراراً فقط بل تسعى لتحقيق العدل بأرقى من ذلك حيث أن هنالك درجة الإحسان وهو العطاء والتضحية من أجل الآخرين وحرياتهم الدينية والفكرية، وأخيراً درجة إيتاء ذي القربى التي تعني التضحية بكل شيء ومن بين ذلك التضحية بالنفس للآخرين ولكن بدون أي مبادرة من الآخر أو حتى انتظار مقابل منه كما تعطي الأم لوليدها وذلك لتحقيق العدل الأقصى على الأرض. أما عن الدول الأوربية فهي تعاني وفق احصائيات ثابتة من حالات كبرى كالإكتئاب والانتحار والمخدرات والبطالة إلى درجة خطيرة، ولكن على فرض وجود السعادة المطلقة في الدول الأوربية تلك فهي ليست بسبب كونها منكرة لله ولكن بسبب القوانين الناجحة التي أدت إلى ذلك وليس بسبب إنكار وجود الله بكل تأكيد وهكذا دواليك السعودية وغيرها فهي لا تنتهك الحقوق بسبب وجود الله ولكنها تفعل بسبب الأطماع الإنسانية فقط. فكل دولة في العالم اليوم لا تعيش بدون قوانين، ويشعر الإنسان بشكل عام بأنه مراقب من قبل جهات حكومية عبر كاميرات مراقبة في الطريق والأسواق فيؤدي ذلك به للقيام بفعل الصحيح وتجنب المخالفة وذلك ليقينه أن هنالك من يراقبه ويحاسبه، وهكذا الله تعالى يراقب الإنسان في كل مكان فيشعر المؤمن بوجود الله تعالى حوله فيقوم بفعل الصواب ومحاسبة النفس مما ينعكس على أخلاقه والتزامه بالولاء لبلده وإنسانيته. أما العلم والمعرفة فالإسلام يحث في كافة الآيات على التفكر في الوجود والكون من حولنا وكيف بدأ الخلق ونشأت الحياة والتدبر فيها وتحليلها وبذلك يتكامل الدين مع العلم ولا يصطدم معه على الإطلاق ومثاله بروز علماء مسلمين كابن الهيثم وغيره والذين يُعتَبرون هم أصحاب العلم الذي ندرسه اليوم ولم يكن لإنكار وجود الله في ذلك من أثر بل العكس هو الصحيح. ثم خلص الأستاذ "جهانغير خان" إلى أن كل ما قدمه في هذه المحاورة هو مجرد تفسير سريع ومختصر لسورة الفاتحة التي يبدأ بها القرآن الكريم وهو من تفسير حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية عَلَيهِ السَلام. وقد برهن الأستاذ خان على وجود الله تعالى من خلال هذه السورة بشكل لطيف وقوي في آن واحد من خلال تقديمه تفسير المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالإضافة إلى الأدلة الحية على وجود الله تعالى عبر الرؤى والإلهامات التي يتلقاها جميع من جاء إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية ورأى المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في منامه دون أن يعلم من يكون أو حتى رؤية أي صورة له وفي مختلف أنحاء العالم عدى الكلمات الواضحة التي يراها الأحمديون من الله تعالى وتلعب دوراً مهماً في معرفة الحق وأن غير الأحمديين أيضاً يتلقون مثل ذلك ولكن ليس بشكل وموضوع موحّد كالذي في الجماعة الإسلامية الأحمدية حيث لا يمكن أن يتنبأ الإنسان بشيء ثم يحدث في الوقت المحدد ولا أن يرى جمع من الناس شخصاً في المنام لم يروه من قبل ثم يكتشفون فيما بعد بأنه هو مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية. ثم دعى الأستاذ جهانغير البروفيسور وجميع الحاضرين لتجربة التحدث مع الله تعالى وتلقي الإلهامات والرؤى من خلال الانضمام والتعايش مع الجماعة الإسلامية الأحمدية لفترة وجيزة ولمس ذلك بأنفسهم بدون أدنى شك. وقد ضرب الأستاذ جهانغير مثالاً علمياً يبين كيف يؤثر الإيمان بالله تعالى على العلماء أنفسهم حين يقف الجميع بدون تفسير معقول عند حدوث ظاهرة وراثية معينة ونادرة، فهنا يكون موقف العالم المسلم هو البحث والإصرار على الوصول إلى الهدف وذلك ليقينه بأن الخالق لا يصنع شيئا بدون معنى ولا هدف فيكون ذلك حافزاً للمسلم لمواصلة البحث بأمل كبير ودافع حقيقي للحصول على نتيجة إيجابية، بينما الملحد أو المنكر لله سوف يعتبر ذلك مجرد تشوه جيني أو موت خلوي فيُنهي أي سبيل للتحليل والدراسة الإيجابية وهذا القرار السلبي راجع لعدم وجود الله. وهذا غيض من فيض بالإضافة لكون المسلم ينظر إلى الحياة بأنها معبر أو طريق متكامل مع الآخرة يجعل منه في سباق مع الزمن لتحقيق كل المهمات الملقاة على عاتقه لخدمة الإنسانية ومواساتها بكل ما يستطيع لكي يصل كطفل سليم إلى الحياة الآخرة فينال الرضوان والحياة الطيبة بينما الملحد والمنكر لله لن يعيش على أمل وقد يدفعه ذلك لليأس المبكر وهو الذي يحصل بالفعل في العالم المادي وبشكل كبير. كما أجاب الأستاذ جهانغير على سؤال الجمهور حول الاعتراف بالديانات الأخرى والعذاب في نار جهنم حيث بيّن وجهة نظر الإسلام عند الجماعة الإسلامية الأحمدية حول كون جميع الديانات صحيحة في أصلها وقد تغيرت فيما بعد على يد الأتباع لا أكثر وهي مع ذلك تلتقي مع بعضها في أماكن أساسية ومهمة وان جهنم ليست دائمة بل هي مشفى لمعالجة الجنين الذي تشوه بسبب عدم صحة البيئة التي تربى عليها في الدنيا وهذا العلاج قد يكون قاسياً جداً للحصول على الشفاء التام ودخول النعيم الأبدي، وهذا كله يعطي الإنسان دافعاً قوياً للعيش والإبداع والتدبر وطلب العلوم والمعارف المختلفة وصب ذلك كله في بوتقة خدمة الإنسانية والبيئة من حولنا بأمل وسعادة. 


مسلم لله 


الخميس، 10 ديسمبر 2015

الفادي في الكتاب المقدس هو الله وليس المسيح ابن مريم

الفادي في الكتاب المقدس هو الله وليس المسيح ابن مريم

 




يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين -سواء كان بولس الرسول أو البشير لوقا أو غيره- بأن المسيح قد صَلَّى بدعاء مرير أن ينقذه الله من الموت على الصليب كما يلي:

«وَالْمَسِيحُ، فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ الْبَشَرِيَّةِ عَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ أَدْعِيَةً وَتَضَرُّعَاتٍ مُقْتَرِنَةً بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ، إِلَى الْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ. وَقَدْ لَبَّى اللهُ طَلَبَهُ إِكْرَاماً لِتَقْوَاهُ.»  - الرسالة إلى العبرانيين ٥:٧

وذلك طبقاً لما ورد في إنجيل لوقا الذي يصور لنا شدة هذا الدعاء وكيف صَلَّى يسوع بحرارة وبكاء للنجاة من كأس الموت:

«وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ"   -لوقا ٢٢:٤٤

فهذا النص مع النص الذي سبقه يصرح بكل وضوح بأن المسيح دعا لله تعالى دعاء حاراً أن ينجيه من الموت على الصليب فاستجاب الله تعالى دعائه ونجاه من تلك الميتة الملعونة، وهذا النص هو في الواقع تحقق لنبوءة العهد القديم التي وردت في المزامير والتي يقول الأحبة المسيحيون بأنها تتنبأ عن المسيح كما يلي:

«أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. تَسْبِيحُهُ دَائِماً فِي فَمِي. تَفْتَخِرُ نَفْسِي بِالرَّبِّ، فَيَسْمَعُنِي الْوُدَعَاءُ وَيَفْرَحُونَ. مَجِّدُوا الرَّبَّ مَعِي، وَلْنُعَظِّمِ اسْمَهُ مَعاً. الْتَمَسْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي، وأَنْقَذَنِي مِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي. الَّذِينَ تَطَلَّعُوا إِلَيْهِ اسْتَنَارُوا، وَلَمْ تَخْجَلْ وُجُوهُهُمْ قَطُّ. هَذَا الْمِسْكِينُ اسْتَغَاثَ، فَسَمِعَهُ الرَّبُّ وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ. مَلاَكُ الرَّبِّ يُخَيِّمُ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ. ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ. اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ، لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ. تَحْتَاجُ الأَشْبَالُ وَتَجُوعُ، وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ. تَعَالَوْا أَيُّهَا الْبَنُونَ وَأَصْغُوا إِلَيَّ، فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ. فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ وَأَيَّامٍ طَيِّبَةٍ، فَلْيَمْنَعْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ عَنْ كَلاَمِ الْغِشِّ لِيَتَحَوَّلْ عَنِ الشَّرِّ وَيَفْعَلِ الْخَيْرَ. لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَسْعَ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِ لأَنَّ الرَّبَّ يَرْعَى الأَبْرَارَ بِعِنَايَتِهِ وَيَسْتَجِيبُ إِلَى دُعَائِهِمْ. وَلَكِنْ يَقِفُ ضِدَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ لِيَسْتَأْصِلَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. يَسْتَغِيثُ الأَبْرَارُ، فَيَسْمَعُ لَهُمُ الرَّبُّ وَيُنْقِذُهُمْ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِمْ. الرَّبُّ قَرِيبٌ مِنْ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ مُنْسَحِقِي الرُّوحِ. مَا أَكْثَرَ مَصَائِبَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنْ مِنْ جَمِيعِهَا يُنْقِذُهُ الرَّبُّ. يَحْفَظُ عِظَامَهُ كُلَّهَا، فَلَا تُكْسَرُ وَاحِدَةٌ مِنْهَا. الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ، وَالَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصِّدِّيقَ يُعَاقَبُونَ. الرَّبُّ يَفْدِي نُفُوسَ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ يَنْجُو.» - المزامير ٤: ٢٢-١

فهذا اعتراف صريح من الكتاب المقدس عند الأخوة المسيحيين بأن المسيح عَلَيهِ السَلام قبل محاولة اليهود لقتله على الصليب رفع الدعاء المؤثر والتضرع الحار والبكاء المستمر والنحيب والدموع أن ينقذه الله تعالى من هذه الميتة الملعونة، فاستجاب الله له وأنجاه من الموت على الصليب وذلك لكونه عَلَيهِ السَلام من عباده المتّقين الذين يخافونه ﷻ ويخشون عذابه، فسمع الله ﷻ لدعائه ولم يتركه ﷻ بل نجاه كما وعد سبحانه وتعالى ! فهذا درس لنا جميعاً من المسيح عَلَيهِ السَلام في استجابة الله دعاء عبيده الذين يذكروه ويطلبوه في أحلك الظروف وقد بين القرآن الكريم أن لا أحد غير الله تعالى يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء !

وللمسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام قول عظيم حول استجابة الدعاء ورد في معرض تفسير سورة الفاتحة، حيث يقول حضرته:

«ومَن ناجى ربَّه ذاتَ بكرة بهذا الدعاء بالإخلاص وإمحاض النيّة، ورعاية شرائط الاتّقاء والوفاء، فلا شك أنه يحلّ محلّ الأصفياء والأحبّاء والمقرّبين. ومن تأوّهَ آهةَ الثكلان في حضرة الربّ المنّان، وطلَب استجابةَ هذا الدعاء من الله الرحمن، خاشعا مبتهلا وعيناه تذرفان، فيُستجاب دعاؤه ويُكرم مثواه، ويُعطى له هداه، وتُقوَّى له عقيدتُه بالدلائل المنيرة كالياقوت، ويُقوَّى له قلبُه الذي كان أوهنَ من بيت العنكبوت، ويُوفَّق لتوسعة الذَّرْع ودقائق الورع، فيُدعى إلى قِرى الروحانيين، ومطائب الربانيين. ويكون في كل حال غالبا على هَوًى مغلوبٍ، ويقوده برعاية الشرع حيث يشاء كأشجع راكب على أطوعِ مركوبٍ، ولا يبغي الدنيا ولا يتَعَنَّى لأجلها، ولا يسجد لعِجْلها، ويتولاه الله وهو يتولى الصالحين. وتكون نفسه مطمئنة ولا تبقى كالمبيد المُضِلّ، ولا تُحَمْلقُ حملقةَ الباز المُطِلّ، ويرى مقاصدُ سلوكه كالكرام، ولا تكون سُحبه كالجَهام، بل يشرب كل حين من ماء مَعين. 

وحثَّ الله عباده على أن يسألوه إدامةَ ذلك المقام، والتثبّت عليه والوصول إلى هذا المرام، لأنه مقام رفيع، ومرام منيع، لا يحصل لأحد إلا بفضل ربه، لا بجهد نفسه، فلا بد من أن يضطر العبد لتحصيل هذه النعمة إلى حضرة العزة، ويسأله إنجاحَ هذه المُنْية بالقيام والركوع والسجدة والتمرغ على تُرْب المَذلّة، باسطًا ذيل الراحة، ومتعرضًا للاستماحة، كالسائلين المضطرين. وجملةُ [غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ] إشارةٌ إلى رعاية حسن الآداب، والتأدب مع ربّ الأرباب، فإن للدعاء آدابًا، ولا يعرفها إلا من كان توّابًا، ومن لا يُبالي الآداب، فيغضب الله عليه إذا أصرّ على الغفلة وما تاب، فلا يرى من دعائه إلا العقوبة والعذاب، فلأجل ذلك قلّ الفائزون في الدعاء، وكثر الهالكون لِحُجب العُجْب والغفلة والرياء. وإن أكثر الناس لا يدعون إلا وهم مشركون، وإلى غير الله متوجهون، بل إلى زيد وبكر ينظرون، فالله لا يقبل دعاء المشركين، ويتركهم في بيدائهم تائهين، وإن حَبْوة الله قريب من المنكسرين. وليس الداعي الذي ينظر إلى أطراف وأنحاء، ويُختلب بكل برق وضياء، ويريد أن يُترِع كُمَّه ولو بوسائل الأصنام، ويعلو كلَّ ربوة راغبا في حَبْوة، ويبغي معشوق المرام ولو بتوسل اللئام، والفاسقين. بل الداعي الصادق هو الذي يتبتل إلى الله تبتيلا، ولا يسأل غيره فتيلا، ويجيء اللهَ كالمنقطعين المستسلمين، ويكون إلى الله سيرُه، ولا يعبأ بمن هو غيرُه، ولو كان من الملوك والسلاطين» (كرامات الصادقين، ص ٨٢-٨٣)  

ولننتبه أيها الأحبة لقوله في المزمور "مَلاَكُ الرَّبِّ يُخَيِّمُ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ."، فهذا النص ينطبق على ما ورد في نص إنجيل لوقا الذي سبق مباشرة:

«وظَهَرَ لهُ مَلاكٌ مِنْ السَّماءِ يُقَوِّيه.» لوقا  ٢٢:٤٣
 
فالذي يظهر له ملاك الرب ليقويه حتماً ليس هو الرب (رب العالمين) بالإضافة لكون النص لا يدع مجالاً للشك في كونه نبوءة تتعلق بالمسيح عَلَيهِ السَلام لا شخصاً آخر وبصورة قاطعة. 

كذلك تبين النصوص أعلاه بأن المسيح عَلَيهِ السَلام كان يرجو الحياة الطويلة ولذلك رزقه الله تعالى عمرا طويلا كما أخبر نبينا المصطفى خاتم النبيين محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأن المسيح عَلَيهِ السَلام عاش حتى بلغ سن الـ١٢٠ عاما، الحديث أخرجه الطبراني رحمه الله في المعجم الكبير بسند رجاله ثقات، عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها وأرْضاها أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قال في مرضه الذي توفي فيه لفاطمة رَضِيَ اللهُ عَنها وأرْضاها عند لقاءه ﷺ جبريل عَلَيهِ السَلام: 

«أَخْبَرَنِي [أي جبريل عَلَيهِ السَلام] أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَاشَ عِشْرِينَ وَماِئةَ سَنَةٍ وَلَا أُرَانِي إِلَّا ذَاهِبًا عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ» (المعجم الكبير  ١٠٣١ ، ٢٢/٤١٧) 

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مسلم لله 


الجمعة، 4 ديسمبر 2015

كلنا مع الحجاب

كلنا مع الحجاب






بعد تسارع الأحداث التي تنتشر في الغرب وتصاعد العداء ضد المسلمين بسبب ما تقوم به داعش والمنظمات الإرهابية المتوحشة وقيام الأحمديين بالرد عبر حملات مختلفة لتبيان تعاليم الإسلام الصحيحة أطلقت النساء الأحمديات حملة واسعة في كندا حول الحجاب الإسلامي والغرض منه وتبديد ما يدور حوله من شبهات في المجتمع الغربي والإجابة عن الأسئلة حول موضوع الحجاب وذلك لإزالة الحواجز بين المسلمين وغيرهم في المجتمع الكندي، فانطلقت النسوة المجاهدات في مختلف المناطق من البلاد ينشرن هذا المفهوم ومن ذلك حرم جامعة مدينة "ساسكتون" حيث قدَّمن الحجاب للسيدات الغربيات اللاتي أحببن التجربة وأبدين تضامنهن مع حقوق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب بدون التعرض للمضايقة والتحرش من قبل الآخرين. الوسم في هذه الحملة بعنوان كلنا مع الحجاب #jesuishijabi. فبارك الله في نسائنا الكريمات !


مسلم لله


#الإسلام


#الجماعةالإسلاميةالأحمدية 


الخبر بالتفصيل


عربي باي