الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الأحد، 31 أغسطس 2014

وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً

وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً 







يذكر القمي (توفي في القرن الرابع الهجري) في تفسيره لهذه الآية:

{ وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ }

"قوله: { ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون } قال: فإنه حدثني أبي عن وكيع عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن أبي الأعز عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس في أصحابه إذ قال إنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم فخرج بعض من كان جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وآله ليكون هو الداخل، فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام."

(تفسير القرآن، علي بن ابراهيم القمي)


كذلك جاء في كتاب المناقب لابن شهر آشوب : "وقال النبي صلى الله عليه وآله : يدخل من هذا الباب رجل أشبه الخلق بعيسى فدخل على عليه السلام فضحكوا من هذا القول ، فنزل : ( و لما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون )."

وايضا في (بحار الأنوار 39)


فضرْب ابن مريم مثلا يعني تمثيل المسيح بمثيل له وشبيه، والرواية تقول بوضوح بأنه كان تشبيها وتمثيلا لعلي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بعيسى عَلَيهِ السَلام، ولا يخفى على أحد بأن تشبيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأمر الله تعالى علياً رَضِيَ الله عَنْهُ بعيسى عَلَيهِ السَلام إنما هو تشبيه للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي سيخرج من نسله كما في الرواية التي دعى فيها النبي ﷺ لعلي رَضِيَ الله عَنْهُ :

"اللهم أعطه جلادة موسى و اجعل في نسله شبيه عيسى" (غيبة النعماني ص 144-145 بحار الأنوار جزء 28)

ويتضح ذلك من حديث أن المهدي من نسل فاطمة رَضِيَ اللهُ عَنها:

"المهدي من عترتي ، من ولد فاطمة" 

الراوي: أم سلمة
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4284
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وفي ذلك أيضا دلالة على أن المسيح هو الإمام المهدي نفسه كما في حديث لا مهدي إلا عيسى.

أما قصة الزبعري الواردة في عدد من كتب التفسير فهذه الرواية بما فيها من وجوه الوهن والخلل ضعيفة لا يعبأ بها ونقل عن الحافظ ابن حجر أن الحديث لا أصل له ولم يوجد في شيء من كتب الحديث لا مسنداً ولا غير مسند. ويمكن القبول بها على فرض صحتها بعيدا عن أسباب النزول لأنها تستشهد بآية (مثل عيسى كمثل آدم) وآية (الذين سبقت لهم منا الحسنى) وغيرها مما يوهم أن جل القرآن الكريم والعياذ بالله كان مجرد سجال بين الزبعري وبين الله تعالى وكذلك توقّف الآية عن العمل إذ لا يستنبط منها أي فائدة مستقبلية حيث لن يدعي أحد بأن نبياً يُعبَد كالأصنام من دون الله حصب جهنم ما دام الرد قد مضى على ذلك وسبق، وذلك كله لا يصح أن يُظن بكتاب الله العَزِيز. فالرواية إن صحت فهي حوار قد يكون جرى مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فاستخدم فيه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام تلكم الآيات سابقة النزول لإقحام الزبعري فنقلها المفسرون وكأنها سبب للنزول مع عدم ادعاء أحد منهم ذلك. 

أما التراشق بين السنة والشيعة حول دعوى التحريف كما في قول القمي أن قراءة الآية يضجون بدلاً من يصدون و رد الشيعة بروايات البخاري حول تحريف قراءة والليل اذا يغشى فمردّه إلى القراءات لا النصوص القرآنية الثابتة.

والخلاصة هي أن الآية تلمّح إلى أمر مستقبلي أيضا وهو أن مثيل المسيح عَلَيهِ السَلام سوف ينزل وسوف يلقى صدودا من المسلمين (قومك) أنفسهم قبل غيرهم، فلا تكن في مرية منه وَإِنَّهُ لعلم للساعة كما يتضح بجلاء من الآيات البينات. 


وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مسلم لله
الأربعاء، 27 أغسطس 2014

المهدي غلام يوحَى إليه معجزته تكلم العربية ويحدث الطاعون في زمنه .. من كتب الشيعة

المهدي غلام يوحَى إليه معجزته تكلم العربية ويحدث الطاعون في زمنه .. من كتب الشيعة




* رؤيا حول المهدي أنه غلام وسوف يتكلم العربية في المهد


"قال ابن بابويه عن علي بن عبد الله الوراق عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن إسحاق ابن سعد الأشعري: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي العسكري وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده فقال لي مبتدءاً: يا أحمد بن إسحاق إنّ الله (تبارك وتعالى) لم يخل الأرض منذ خلق آدم ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة على خلقه يرفع البلاء عن أهل الأرض به، به ينزل الغيث وبه يخرج بركات الأرض قال فقلت له، يا ابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (ع) مسرعاً فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين وقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا إنه سمّي رسول الله وكنيته الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مَثَل الخضر(ع) ومثله مثل ذي القرنين والله ليغيبنَّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلاّ من أثبته الله (تعالى) على القول بإمامتهم ووفق للدعاء بتعجيل فرجه قال أحمد بن إسحاق فقلت له: يا مولاي من علامة يطمئن إليها قلبي، فنطق الغلام بلسان عربي فصيح قال (أنا بقّية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق)، قال أحمد فخرجت مسروراً فرحاً فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت علي فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد فقلت له: يا ابن رسول الله وإن غيبته لتطول؟ قال: أي والله حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائمين به فلا يبقى إلاّ من أخذ الله عهده بولايتنا وكتب في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه يا أحمد بن إسحاق هذا أمر الله وسرّ من سرّ الله وغيب من غيب الله فخذ ما أتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غداً في علّيين." انتهى

(كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - الصفحة ٣٨٤)


فنطْق الغلام في المهد يبين بأنها رؤيا لا على الواقع وهي كناية على أن المهدي سيكون شبيها بعيسى (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) الذي من آيات صدقه تكلمه في المهد فكانت آية المهدي هي تكلمه ونطقه (بلسان عربي فصيح) للدلالة بأنه من غير العرب (ولا ننسى هنا احاديث اخرى تشير بأنه من بلاد فارس) أي من غير العرب، وهكذا يكون قد ماثل الوليد عندما يحدّث بما يتحدث به البالغ بل أعظم من ذلك .. وتلك هي معجزة تعلم اللغة العربية. كما أن كونه (( غلام )) يحمل معنى كبير من حيث الكنية وكونه أيضا حسب الرواية ابن رسول الله ﷺ وسميّه يشير إلى أنه غلام أحمد أي غلام ابن أحمد أو محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) فهو من جهة غلامه (ابنه) ومن جهة أخرى سميّه (حامل اسمه). ثم ذكرت الرواية تشبيها آخر بالخضر وذي القرنين أي طول الغيبة وهو ما أكده الواقع فقد بعث المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) بعد ١٣٠٠ عام من الانتظار.


* يحدث الطاعون في زمنه

لنتدبر الرواية التالية :

"عن غيبة الطوسي عن الصادق (ع) : (لا يقوم القائم (ع) إلاّ على خوف شديد من الناس وزلازل وفتن وبلاء يصيب الناس و طاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد بين الناس وتشتّت في دينهم وتغيّر في حالهم حتى يتمنّى المتمنّي الموت صباحاً ومساءً من عظيم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضاً فخروجه يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجاً فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه أمره وكان من أعدائه)". انتهى

(بيان الأئمة 3ص54)

وقد حدثت الفتن والزلازل والاختلاف كما لم يكن من قبل ومن بين ذلك آية الطاعون التي كانت من آيات صدق المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) إضافة لكل ما سبق. يذكرنا الجزء الاخير من الرواية (فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه أمره وكان من أعدائه) يذكرنا بقول الله تعالى : [أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيتلوه شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ] ( سورة هود) أي لا تكن في مرية منه ولا تسعى مع الأحزاب لتكذيبه وإلا فجزاء الكفر به هو النار.


* يوحى إليه :

"وباسناده رفعه إلى أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك أخبرني عن صاحب هذا الامر قال: يمسي من أخوف الناس ويصبح من آمن الناس يوحى إليه هذا الامر ليله ونهاره قال: قلت: يوحى إليه يا با جعفر؟ قال: يا با جارود إنه ليس وحي نبوة ولكنه يوحى إليه كوحيه إلى مريم بنت عمران وإلى أم موسى وإلى النحل، يا با الجارود إن قائم آل محمد لأكرم عند الله من مريم بنت عمران وأم موسى والنحل." انتهى

(بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ٣٨٩)

وهذا الوحي قد وضحه المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) كما في الرواية على وجه الدقة وكأنها تتحدث عن حضرته عَلَيهِ السَلام.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مسلم لله

سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) الموقف الصحيح من حضرته في فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية

سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) الموقف الصحيح من حضرته في فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية 






إن موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية هو إحسان الظن بالصحابة جميعا وبالناس كافة والأصل هو التوبة، وقد خرج سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) على خليفة الوقت علي (رضوان الله عليهم أجمعين) وكان ذلك جريمة كبيرة ولكنه رَضِيَ الله عَنْهُ حمى المسلمين بعد ذلك ونحسبه تاب وعاد للحق بعدما تبين له. وما دام أن الحكم العدل والمسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) قد ترضى عَلَيْهِ وخلفاؤه الكرام (رضوان الله عليهم أجمعين) فنقول سمعنا وأطعنا.

.
.
.
من مواقف معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) 

معاوية و ملك الروم

"فلم يزل معاوية نائبا على الشام في الدولة العمرية والعثمانية مدة خلافة عثمان، وافتتح في سنة سبع وعشرين جزيرة قبرص وسكنها المسلمون قريبا من ستين سنة في أيامه ومن بعده، ولم تزل الفتوحات والجهاد قائما على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج وغيرها، فلما كان من أمره وأمر أمير المؤمنين علي ما كان، لم يقع في تلك الأيام فتح بالكلية، لا على يديه ولا على يدي علي، وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت. فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة. ثم كان من أمر التحكيم ما كان، وكذلك ما بعده إلى وقت اصطلاحه مع الحسن بن علي كما تقدم، فانعقدت الكلمة على معاوية، وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين كما قدمنا، فلم يزل مستقلا بالامر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية.

والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو."

وقد ثبت في صحيح مسلم: من طريق عكرمة بن عمار، عن أبي زميل: سماك بن الوليد، عن ابن عباس. قال قال أبو سفيان: يا رسول الله ثلاثا أعطنيهن، قال: نعم، قال:

"تؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين، قال: نعم! قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك، قال: نعم: وذكر الثالثة وهو أنه أراد أن يزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته الأخرى عزة بنت أبي سفيان، واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة، فقال: " إن ذلك لا يحل لي " وقد تكلمنا على ذلك في جزء مفرد، وذكرنا أقوال الأئمة واعتذارهم عنه ولله الحمد. والمقصود منه أن معاوية كان من جملة الكتاب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يكتبون الوحي.".


(أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (40) باب. ح‍ 168 وعند مسلم: قال عندي أحسن العرب وأجمله: أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها.)

(وكذلك نقله التفسير الكبير في جزئه السادس لسورة النور)

(البداية والنهاية المجلد التاسع ص 119: وهذه ترجمة معاوية وذكر شيء من أيامه)

.
.
.
.

من فضائل معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار:


1 - عن عبد الرحمن بن أبي عُمَيرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه دعى لمعاوية :

" اللهم اجعله هادياً مهديًّا، واهدِ به "

رواه البخاري في التاريخ و الترمذي في سننه ( 3842 )، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1969 )


2 - عن العِرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول :

"اللهم علّم معاوية الكتاب والحساب ، وقِهِ العذاب "

رواه أحمد ( 17202 )، وصححه بشواهده الألباني في السلسلة الصحيحة ( 3227 )


3 - عن أم حرام الأنصارية رضي الله عنها، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يقول :

" أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا "

رواه البخاري ( 2924 )

قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 127 ) : قال المهلّب : في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر . اهـ .

وقال أبو جعفر الطبري في " تاريخ الأمم والملوك " ( أحداث سنة ثمان وعشرين ) : عن خالد بن معدان قال : أول من غزا البحر معاوية؛ في زمن عثمان، وكان استأذن عمر فلم يأذن له، فلم يزل بعثمان حتى أذن له، وقال : لا تنتخب أحداً، بل من اختار الغزو فيه طائعاً فأعِنه، ففعل . اهـ .


4 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلّم : 

" اذهب ادعُ لي معاوية "، وكان كاتبه 

رواه أحمد ( 2651 / شاكر )، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1 / 164 )


فقد ثبت بالتواتر أن معاوية قد أمّره النبي صلى الله عليه وسلّم كما أمّر غيره، وجاهد معه، وكان أميناً عنده يكتب له الوحي، وما اتّهمه النبي صلى الله عليه وسلّم في كتابة الوحي، وولاّه عمر بن الخطاب الذي كان أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتّهمه في ولايته .

أما الروايات التي يظن الإخوة أنها تنال من سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) فيمكن فهمها بمحمل ووجه مقبول مع الاحاديث الأخرى بما لا يتناقض ألبتة، فحديث لا أشبع الله بطنه يفهم بأنه دعاء لكي يزيده الله تعالى خيراً أو من التأنيب ما يشبه قول النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) لبعض الصحابة ثكلتك أمك ولم يقصد بها الإساءة بل التأنيب لا أكثر كما أن الرواية حسب ما ثبت تفيد أن حضرته (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) كان كاتبا للوحي !

هذه الرواية تتحدث عن تأنيب النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) لعلي وفاطمة (رَضِيَ اللهُ عَنْهُما) :

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ لَيْلَةً فَقَالَ " أَلاَ تُصَلِّيَانِ ". فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَىَّ شَيْئًا. ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهْوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهْوَ يَقُولُ "وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىْءٍ جَدَلاً}".


وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ فَقَالَ " أَلاَ تُصَلُّونَ " . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا . فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ " وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىْءٍ جَدَلاً " .

(البخاري، كتاب التهجد)

فهل يصح ما قيل عن معاوية بحق علي وفاطمة (رضوان الله عليهم أجمعين) ؟


أما الأمر المزعوم بسب علي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) فليس الواضح من ذلك الحديث كما فهم البعض بل كان للاستفسار والسؤال بلا أي قرار في اتجاه سب علي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) وقد نال منه أن يُسَب علي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) كما في نفس الحديث.  

ثم إن علياً (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) ومن كتب الإخوة الشيعة أنفسهم كان يمتدح من بايع معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) بل واعتبر الواحد منهم بعشرة ممن وقفوا مع علي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) عملاً بقول القرآن الكريم حول المنافقين:

"استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا -الى قوله- لوددت والله أن معاوية صارفي بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم"

(نهج البلاغة ص (224))


فلماذا نرفض كل هذه المرويات في حق معاوية رضوان الله عَلَيْهِ ونقبل بغيرها ؟

أليس اتباعا مجرداً للهوى ؟

تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون.

لقد سمّى الحكم العدل والمسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) الطائفتين بالمؤمنين بل وترضى على سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) وثبتت سنة خلفاء المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) (رضوان الله عليهم أجمعين) بالترضي على سيدنا معاوية ولم يسيء له أحد منهم. فأما تكونوا أيها الأحبة في صف الجماعة الإسلامية الأحمدية التابعة للخلافة أو تتبعوا الهوى فيضلكم عن سبيل الله.

هدانا الله وإياكم اللّهُمّ آمين


وهذا نص صريح على أن المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) كان يترضى على حضرة معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه).

ترجمتي المتواضعة:


"حتى مع مقام حضرة ابن عباس (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) المجمع عَلَيْهِ بالقبول من قبل العلماء كان مختلفاً في ٥٠ مسألة مع الصحابة الآخرين .. وأعلاها كان اعتباره بعضا من المسائل حلالاً فيما كانت حراماً وفسوقاً صريحاً عند الصحابة الآخرين، فحضرة عائشة (رَضِيَ اللهُ عَنْهُا) وحضرة معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُما) وقوم من مجموعتهم كانوا مختلفين تماماً حول المعراج ورؤية الله تعالى ولكن لا أحد دعاهم كفارا..".

(الخزائن الروحانية، المجلد الخامس، مرآة كمالات الإسلام، الصفحة ٢٥٩)

وكذلك قال المسيح الموعود (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) أن معاوية اخطأ وأصر على خطأه ومع ذلك ترضى عَلَيْهِ أيضا وعدّه صحابي (انظر ازالة أوهام صفحة 450) .


وهذا دليل صريح من كلام المُصْلِحُ المَوْعود (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) حول الترضي على معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) من كتاب 'الخلافة الراشدة' باللغة الانكليزية ويمكن القراءة من الصفحة ٦٨ .


الخلاصة أن المسيح الموعود (عَلَيهِ الصَلاة والسَلام) و حضرة المُصْلِحُ المَوْعود والخليفة الثاني (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) كانوا يترضون بشكل واضح وصريح على حضرة معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه).


فهل أنتم منتهون ؟

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مسلم لله

ثلاثون ألف مسلم يجتمعون لإدانة جرائم داعش في العراق والشرق الأوسط

ثلاثون ألف مسلم يجتمعون لإدانة جرائم داعش في العراق والشرق الأوسط


يجتمع عشرات الآلاف من المسلمين الأحمديين من خمسين دولة حول العالم في مقاطعة هامبشير في ضاحية أوكلاند بإنجلترا وذلك لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين بعد المئة لتأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في المؤتمر السنوي الذي يطلق عَلَيْهِ بـ 'الجلسة السنوية أو جلسة سالانا'، وسوف تخصص جلسة هذا العام لإدانة وشجب الأعمال الإرهابية والتطرف بكل أشكاله في العراق وسوريا وغزة والشرق الأوسط والحث على نشر الحرية الدينية في العالم أجمع.

ويشارك نخبة من الزعماء السياسيين وقادة الأديان إخوتهم المسلمين الأحمديين هذا الاجتماع الكبير أيام  الـ 29 و 30 و31 من شهر اغسطس وسبتمبر والذي يشارك فيه ما يزيد على 30 ألف مسلم أحمدي لاستنكار العنف والتطرف الديني وغيره ونشر الإسلام الأصيل الذي يحث على السلام والمحبة بين الناس أجمعين.

وكان حضرة مرزا مسرور أحمد #خليفة_المسيح_الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز قد خطب في كبرى المحافل الدولية كالـ 'كابيتول هيل' الأمريكي والاتحاد الأوربي و مجلس العموم البريطاني مبينا عدم انتماء جرائم أيا من هذه المنظمات الإرهابية المتطرفة إلى الدين الإسلامي داعيا رؤساء العالم لطرح خلافاتهم جانبا والعمل يدا بيد لإحلال السلام العالمي ونشر الحرية الدينية في كافة أرجاء المعمورة ونزع كل فتيل للنزاعات والحروب. وقال حضرته بأن هذا الاجتماع سيكون اجتماعا حزينا بسبب ما يجري في العراق وسوريا وغزة والشرق الأوسط بشكل عام مجدداً الدعوة للرؤساء والملوك للعمل معا لنشر السلام.

ويقول السيد رفيق حياة رئيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة بأن العالم اليوم بات ينظر للإسلام نظرة مظلمة قاتمة وأن هذا الاجتماع هو فرصة لإظهار جمال الإسلام وتعاليمه السمحاء الراقية للعالم بوحدة إسلامية حقيقية ورسالة الإسلام العظيمة التي هي خدمة البشرية والخلق أجمعين.

وكان السيد ديڤيد كاميرون قد أثنى في وقت سابق على الجماعة الإسلامية الأحمدية مثمنا جهودها في إرساء المحبة والتآلف بين الناس وخدمتهم بإخوة واحترام ليس فقط في المملكة المتحدة وإنما في العالم كله.

لقراءة الخبر كاملا إضغط هنا 

تدبّر في رفع المسيح عَلَيهِ السَلام على ضوء الروايات

تدبّر في رفع المسيح عَلَيهِ السَلام على ضوء الروايات






ورد في الأثر عن رفع المسيح عَلَيهِ السَلام ما سنقرأه في الروايتين التاليتين من كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله : 


"حكى الحافظ ابن عساكر من طريق يحيى بن حبيب، فيما بلغه، أن مريم عَلَيْهِٰا السَلام سألت من بيت الملك بعد ما صلب المصلوب بسبعة أيام وهي تحسب أنه ابنها، أن ينزل جسده، فأجابهم إلى ذلك ودفن هنالك، فقالت مريم لأم يحيى‏:‏ ألا تذهبين بنا نزور قبر المسيح‏؟‏ فذهبتا فلما دنتا من القبر قالت مريم لأم يحيى‏:‏ ألا تسترين فقالت‏:‏ وممن أستتر‏؟‏


فقالت‏:‏ من هذا الرجل الذي هو عند القبر، فقالت أم يحيى‏:‏ إني لا أرى أحداً، فرجت مريم أن يكون جبريل، وكانت قد بعد عهدها به، فاستوقفت أم يحيى وذهبت نحو القبر، فلما دنت من القبر قال لها جبريل، وعرفته‏:‏ يا مريم أين تريدين‏؟‏ فقالت‏:‏ أزور قبر المسيح فأسلم عليه وأحدث عهداً به‏.‏


فقال‏:‏ يا مريم إن هذا ليس المسيح، إن الله قد رفع المسيح وطهره من الذين كفروا، ولكن هذا الفتى الذي ألقي شبهه عليه وصلب وقتل مكانه‏.‏ وعلامة ذلك أن أهله قد فقدوه، فلا يدرون ما فعل به، فهم يبكون عليه، فإذا كان يوم كذا وكذا فأت غيض كذا وكذا فإنك تلقين المسيح‏.‏


قال‏:‏ فرجعت إلى أختها، وصعد جبريل، فأخبرتها عن جبريل وما قال لها من أمر الغيضة‏.‏ فلما كان ذلك اليوم ذهبت فوجدت عيسى في الغيضة، فلما رآها أسرع إليها، وأكب عليها فقبل رأسها، وجعل يدعو لها كما كان يفعل، وقال‏:‏ يا أمه إن القوم لم يقتلوني، ولكن الله رفعني إليه وأذن لي في لقائك، والموت يأتيك قريباً فاصبري، واذكري الله كثيراً، ثم صعد عيسى فلم تلقه إلا تلك المرة حتى ماتت‏.‏"


(البداية والنهاية لابن كثير ج 2 ص‏ 113)



ورد في البداية والنهاية أيضا عن ابن جرير‏ عن عبد الصمد بن معقل الرواية الطويلة التي نقتبس منها ما سبق وتلى حادثة الصلب كما يلي :


 ".. فلما أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود فقال‏:‏ ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح، فجعلوا له ثلاثين درهماً فأخذها ودلهم عليه، وكان شبه عليهم قبل ذلك، فأخذوه واستوثقوا منه وربطوه بالحبل، وجعلوا يقودونه ويقولون‏:‏ أنت كنت تحي الموتى، وتنتهر الشيطان، وتبرئ المجنون، أفلا تنجي نفسك من هذا الحبل‏؟‏


ويبصقون عليه ويلقون عليه الشوك حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها، فرفعه الله إليه وصلبوا ما شبه لهم، فمكث سبعاً، ثم إن أمه والمرأة التي كان يداويها عيسى فأبرأها الله من الجنون جاءتا تبكيان حيث كان المصلوب، فجاءهما عيسى فقال‏:‏ على من تبكيان‏؟‏ قالتا‏:‏ عليك‏.‏


فقال‏:‏ إني قد رفعني الله إليه ولم يصبني إلا خير، وإن هذا شيء شبه لهم، فأمرا الحواريين أن يلقوني إلى مكان كذا وكذا فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر، وفقد الذي كان باعه ودل عليه اليهود‏.‏


فسأل عنه أصحابه فقالوا‏:‏ إنه ندم على ما صنع فاختنق وقتل نفسه، فقال‏:‏ لو تاب لتاب الله عليه‏.‏ ثم سألهم عن غلام كان يتبعهم يقال له يحيى فقال‏:‏ هو معكم فانطلقوا فإنه سيصبح كل إنسان منكم يحدث بلغة قوم فلينذرهم وليدعهم‏.‏" انتهى


وقد علّق الرواي على هذه الرواية كما يلي :


"وهذا إسناد غريب عجيب، وهو أصح مما ذكره النصارى من أن المسيح جاء إلى مريم وهي جالسة تبكي عند جذعه، فأراها مكان المسامير من جسده، وأخبرها أن روحه رفعت وأن جسده صلب، وهذا بهت وكذب واختلاق وتحريف وتبديل، وزيادة باطلة في الإنجيل على خلاف الحق، ومقتضى الدليل‏.‏"


(‏البداية والنهاية ج 2 ص‏ 112‏)‏



إذاً فرفْع وتطهير المسيح عَلَيهِ السَلام لم يكن رفعاً للجسد بل رفع المنزلة والدرجة، إذ لم يُقتَل ولم يصلب كما أذيع عَنْهُ وكذا كان حياً والتقى بوالدته وتلاميذه بعد أن أذن الله له، فقد كان مختبئا من أعين اليهود كما تنص الأناجيل. وقد سجلت الأناجيل ظهور المسيح عَلَيهِ السَلام للتلاميذ بعد حادثة الصلب ولم تكتفي بمجرد ظهوره بل أكّدت على كون هذا الظهور بالجسد ودعوة المسيح التلاميذ للمسه ومشاركتهم الأكل للدلالة المهمة على أن الظهور كان ماديا للشخص بجسده نفسه ولم يكن كشفاً من الكشوف. وَعَلَى الرغم من مخالفة الرواية التي أوردها ابن كثير لروايات الإنجيل حول قضية شبيه المسيح حيث تؤكد الأناجيل التاريخية على أن الذي صُلب هو المسيح نفسه بينما تنفي الروايات الإسلامية ذلك وتذهب إلى أن المصلوب هو شخص آخر شبيه بالمسيح وتستنكر ظهوره بالجسد وتلمح كما في الرواية الثانية على ظهوره في الكشف أو التمثل كما دلت عَلَيْهِ الرواية الثانية بأنه كان فعلاً بين يدي اليهود ولم يُرفَع إلا من على الصليب مما ينفي قصة القاء الشبه قبل القبض عَلَيْهِ ! على الرغم من هذا الإختلاف الواضح ألا أن الرواية من المصدرين تؤكد ظهور المسيح عَلَيهِ السَلام حياً بعد حادثة الصلب. فيثبت أن الرفع والتطهير ليس إلا رفع الدرجة والمنقبة كما ثبت الرفع من كتاب الله تعالى للمؤمنين وغير ذلك. 


سردت بعض الروايات عمر المسيح عَلَيهِ السَلام عند الرفع بأنه كان في سن الثالثة والثلاثين ونحوه كما في الرواية التالية:


"قال حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب أنه قال‏:‏ رفع عيسى وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة‏.‏"


(تفسيرابن كثير)


وعند جمع الرواية السابقة مع الرواية التالية :


قال رسول الله ﷺ: "إن عيسى ابن مريم عاش عشرين ومائة، وإني لا أراني إلا ذاهباً على رأس الستين." 


(كنـز العمال للمتقي الهندي رقم الحديث 32262)


- قال صاحب المقاصد الحسنة: "أما حديث: ما بعث الله نبياً إلا عاش نصف ما عاش النبي قبله فهو حديث معروف، ذكره أبو نعيم في الحلية والفسوي في مشيخته عن زيد بن أرقم به مرفوعاً، وسنده حسن لاعتضاده. وعن عائشة كانت تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة إن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه أخبره إنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهباً على رأس الستين فبكت." (المقاصد الحسنة)


عند جمع الروايتين معاً نخرج بنتيجة مذهلة، وهي أن المسيح (عَلَيهِ السَلام) كان قد رُفع (رفع المقام والمنقبة عن لعنة الصلب) في سن الثلاثين ثم عاش بعد ذلك حتى بلغ المائة والعشرين. 


وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 


مسلم لله

الاثنين، 25 أغسطس 2014

شبهة أن الله يجامع المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام والعياذ بالله

شبهة أن الله يجامع المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام والعياذ بالله









تقول الشبهة :

يقول القاضي يار محمد القادياني : إن المسيح الموعود بيّن مرة حالته فقال : إنه رأى نفسه كأنه امرأة ، وأن الله أظهر فيه قوته الرجولية (ضحية الاسلام 'قرباني اسلام' صفحة 34 لـ يار محمد القادياني)

الجواب:

أولاً : المؤلف يار محمد القادياني ليس بأحمدي وإنما أحمدي سابق بل حتى عندما كان أحمدياً كان غير موثوق به ويتصف بالاضطراب العقلي. هذا ما سجّله حضرة المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في (الجزء التاسع من تفسيره الكبير لسورة العلق صفحة 340) مما يدل على حال و شخصية الرجل قبل أن يرتد من جماعة المؤمنين.

ثانياً: إن الرؤى الموثوقة لصحابة المسيح الموعود رضوان الله عليهم قد تم جمعها من قبل الجماعة الإسلامية الأحمدية في كتاب تذكرة وكتب المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فقط وليس في أي مصدر آخر.

ثالثاً : التاريخ كما يظهر من غلاف الكتاب المعتمد عند الأنتي أحمدية هو 1920 وهذا يعني بأن يار محمد لم يكن أحمدياً عندما ألّف الكتاب بسبب أن حضرة المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قد ذكر انفصاله عن الجماعة في عام 1912 أي قبل كتابته لـ 'قرباني اسلام' أو 'ضحية الاسلام' بسبع سنوات، كما ذكر دعوته لتأسيس جماعة خاصة به وأنه هو المبعوث الإلهي مما استدعى ردعه من قبل الخليفة الأول حضرة نور الدين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. يمكن مراجعة ذلك في الصفحة 98 من كتاب 'حقيقة الانفصال' على هذا الرابط.



فما يكتبه المرتدّون ليس بحجة وقد بيّنا حال الرجل ومقاله 

والصلاة وَالسَلام على سيدنا محمد الأمين وَعَلَى خادمه مرزا غلام أحمد المسيح المَوْعود 

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مسلم لله

الأحد، 10 أغسطس 2014

الظلم لا دين له

الظلم لا دين له



أنبياء الله يدافعون عن الإسلام من مراقدهم ومقاماتهم








لقد كان نبأ إخراج الإخوة النصارى والإيزديين من أرضهم في نينوى أمراً محزناً أدمى قلوبنا جميعا حسرة على ما عاناه إخواننا الأبرياء شركاء الوطن والإنسانية ولا زال يحزّ في نفوسنا ونبتهل إلى الله تعالى في كل صلاة ببكاء وألم ممزوجين بالأمل أن يحفظهم ويأمنهم ويعيدهم إلى ديارهم سالمين معزّزين وأن يعوضهم على ما فقدوا خيرا وبركة وسلوان، اللّهُمّ آمين. 

نكاد نشاهد وقد شاهدنا اليوم بالفعل تركيزا من وسائل الإعلام العالمية على مأساة الأحبة النصارى -الذين يستحقون بالفعل كل انتباه وتركيز على ما تعرضوا ويتعرضون له من ظلم- ولكن للأسف مع تعتيم أو لنقل عدم اهتمام لمأساة باقي الشعب العراقي في نينوى من مسلمين شيعة وسنّة وتكفير للطائفة نفسها على يد داعش الآثمة حيث هجّرت مئات الآلاف من العوائل المسلمة شيعة وسنة بأعداد تفوق أعداد المسيحيين والإيزديين مجتمعين وكذلك ما يحدث في غزّة من دمار وَمجازر بشعة في حق الأبرياء العزّل والأطفال، فلا نكاد نسمع إدانة من الإعلام العالمي إلا لحماس (الأرهابية) وكأن اسرائيل اليهودية لا تذبح أحداً ولا تقوم بهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها وقلب عاليها سافلها بشكل متواصل راح ضحيته آلاف الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى والشباب ممن لا يشكلون أي خطر على أمن اسرائيل (الديمقراطية المسالمة). هكذا يحاول الإعلام العالمي اليوم للأسف نقل الصورة للناس حول العالم بدجل واضح ربما لا يفطن إليه إلا العارفون الذين يرون الدجل والكفر (التعمية والتغطية) واضحة وكأنها مكتوبة بين عيني هذا الإعلام الأعور. صحيح أن طرد المسيحيين كان بدافع (ديني) مبني على تفاسير متطرفة منحرفة لآيات القرآن المجيد ولذلك جرى التركيز على المسيحيين بالذات ربما للإيحاء بأن ما جرى إنما هو بسبب تعاليم الإسلام التي تأمر بذلك. عندما يتم عرض قضية ما والحكم غيابياً على شخص ثالث دون الأخذ بحيثيات هذا الشخص الغائب وأقواله كاملة ودراسة موقفه الصحيح من القضية فإن الحكم الذي صدر ويصدر بحقه غيابيا يعد ظلما عظيما نظراً لغيابه أولاً وتغييبه وتحريف موقفه ثانيا.  إن تعاليم الإسلام  تأمر بكل وضوح بصون حرية الآخرين حيث وردت آيات عديدة بل لا حصر لها للحث على الحرية الدينية منها على سبيل المثال لا الحصر :


لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ

 [الجزء: ٣ | البقرة (٢) | الآية: ٢٥٦]

::::::


وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ

 [الجزء: ١٥ | الكهف (١٨) | الآية: ٢٩]

::::::


إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ

 [الجزء: ٢٤ | الزمر (٣٩) | الآية: ٤١]

...

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ

 [الجزء: ٧ | الأنعام (٦) | الآية: ١٠٧]

-فأنت لست بوكيل عَنْهُم ولا حفيظ بل "إن عليك إلا البلاغ" و "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر" و "إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب". فالحساب عند الله تعالى وحده ودورنا هو التبليغ، فلسنا بأفضل من النبي المصطفى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) الذي لم يكن وكيلا ولا حفيظا ولا مصيطرا على العالمين.

:::::::


لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ

 [الجزء: ٣٠ | الكافرون (١٠٩) | الآية: ٦] 

- ويتضح من قوله تعالى "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" أن الخطاب موجّه للكافرين بالنبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) حيث يقول لهم بأنني لن أعبد ما تعبدون ولا أنتم ما أعبد ولذلك كل منا له دينه مع التأكيد أن الدين عند الله الإسلام أي أن الإسلام هو الدين الحق ولذلك لم يقل ولي ديني بل دين أي دين الحق، والله أعلم. المفيد في سياق الحديث أن الكافر لايُجبَر على دين الإسلام بل يخيّر وتترك له الحرية في تحديد معتقده. هذا ما ينسف أيضا حد الردّة المزعوم الذي تطبّقه داعش اليوم ظلماً بالعباد.

:::؛؛؛:::؛؛؛::؛؛؛::::؛؛؛::::


أما عن تعاليم الإسلام حول النصارى وأصحاب الديانات الأخرى فالآيات التالية تبيّنها بكل وضوح:


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

 [الجزء: ١ | البقرة (٢) | الآية: ٦٢]

- فهؤلاء لا خوف عليهم أي لا يجب أن يخافوا من شيء ما داموا صالحين مسالمين غير معتدين ولا هم يحزنون أي لا يجب التسبب في جرح مشاعرهم ولا بأي مما يثير شجنهم، وهذا ما يخالفه الداعشيون بتهجيرهم المسيحيين وقتلهم ونهب أموالهم وطردهم من ديارهم بغير حق وهم المسالمون الآمنون، فهل يسبب لهم ذلك غير الخوف والحزن الشديدين !  

::::::


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

 [الجزء: ٦ | المائدة (٥) | الآية: ٦٩]

::::::


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

 [الجزء: ١٧ | الحج (٢٢) | الآية: ١٧]

- فلننتبه إلى قوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" أي أن الفصل بين أصحاب الأديان بيد الله تعالى وحده لا بيد أحد غيره كما أنه يتم يوم القيامة، ولا تحسبوا أن الله تعالى غافلاً عن ذلك لتقوموا أنتم بالفصل بين الناس بدلاً عنه، بل "اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".

::::::::


الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ

 [الجزء: ١٧ | الحج (٢٢) | الآية: ٤٠]

- فالآية تنص بوضوح على لزوم منح الآخرين حرية الدين والمعتقد بل والدفاع عنها لينعم المسلمون وغير المسلمين بالحرية الدينية فيدافع المسلم المسؤول عن رعيته وجيرانه غير المسلمين عن معابدهم وكنائسهم حتى يموت في سبيل ذلك تحقيقا لحرية الدين والمعتقد التي أقرّها الله تعالى لهم ثم جاء ذكر المساجد في آخر السلسلة للدلالة على عدم تفضيل المسلمين لها على حساب معابد الآخرين. لنقرأ معا من تفسير ابن كثير للآية أعلاه :

".. قال تعالى: {ولولا دفع اللّه الناس بعضهم ببعض} أي لولا أنه يدفع بقوم عن قوم، ويكف شرور أناس عن غيرهم، بما يخلقه ويقدره من الأسباب لفسدت الأرض، ولأهلك القوي الضعيف، {لهدمت صوامع} وهي المعابد للرهبان (قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وغيرهم)، وقال قتادة: هي معابد الصابئين، وفي رواية عنه: صوامع المجوس، {وبيع} وهي أوسع منها وهي للنصارى أيضاً، وحكى ابن جبير عن مجاهد وغيره: أنها كنائس اليهود، وعن ابن عباس: أنها كنائس اليهود، وقوله: {وصلوات} قال ابن عباس: الصلوات الكنائس، وكذا قال عكرمة والضحاك وقتادة: إنها كنائس اليهود وهم يسمونها صلوات، وحكى السدي عن ابن عباس: أنها كنائس النصارى، وقال أبو العالية وغيره: الصلوات معابد الصابئين. وقال مجاهد: الصلوات مساجد لأهل الكتاب، ولأهل الإسلام بالطرق، وأما المساجد فهي للمسلمين. وقوله: {يذكر فيها اسم اللّه كثيرا}، فقد قيل: الضمير في قوله: {يذكر فيها} عائد إلى المساجد لأنها أقرب المذكورات، وقال الضحاك: الجميع يذكر فيها اللّه كثيراً..". أ.هـ .

إن الخطاب القرآني كله يبيّن أن اليهود والنصارى وغيرهم كانوا في حمى الإسلام لا في ديار أخرى وإلا ما جاء الحديث بشكل المحاججة والنقاش بين القرآن الكريم وبين الطرف الآخر بهذا الشكل المباشر مما يدل على وجود أصحاب الأديان الأخرى بين ظهراني المسلمين بسلام ومحبة وحوار محترم لا إكراه فيه بل هو من باب البلاغ وإمكانية الحوار الودي إذا رغب الآخر في ذلك وبخلافه فـ "لكم دينكم ولي دين".  

::::؛؛؛؛؛::::::؛؛؛؛؛::::::؛؛؛؛؛::::


هذه هي تعاليم الإسلام بشكل موجز للغاية حول أهل الديانات الأخرى وسبل العيش المشترك بمحبة وأمان. فالدين الإسلامي واضح في صونه لحرية الناس من شتى الخلفيات والمشارب مهما حاول الدجال (الإعلام الأعور) تعمية الجماهير عن الحقيقة.

لم يشأ الله تعالى أن يُساء للدين الإسلامي ليبدو بالصورة الوحشية التي يجتهد الداعشيون في رسمها ونشرها بين الناس نكاية بدين الإسلام الحقيقي الحنيف إضافة لتمسك الأمة للأسف بهذه التفاسير المدمّرة كالناسخ والمنسوخ الذي يهدم الآيات الحاثة على الحرية الدينية وعدم الإكراه، فكانت مشيئة الله تعالى أن يسمح لداعش بهدم وتفجير قبور الأنبياء والصالحين ومساجدهم وحرق المصاحف والكتب لتصل الرسالة واضحة للعالم بأن هؤلاء التكفيريين القتلة المخالفين للتعاليم القرآنية لا يمثلون الإسلام فهم يهدمون مساجد المسلمين كما يهدمون كنائس المسيحيين بل ويفجرون المساجد ويحرقون المصاحف تحت أقدامهم، وبذلك لا يكون الإسلام وتعاليمه هي السبب بل هؤلاء العصابات التي توزع ظلمها على الجميع بلا رحمة بل وأنها لتضرب الإسلام قبل غيره بالتشويه والتدمير المتعمد لمبادئه.

لقد انتفض الأنبياء سيدنا يونس، شيت وجرجيس وغيرهم (عَلَيهِم السَلام) من قبورهم ليدافعوا عن الإسلام ويقدموا أنفسهم مرة أخرى ضحية التكفير والظلم والعدوان حتى لا تنقلب المفاهيم ويظهر الإسلام بهذه الصورة السيئة للعالم فيما أراده الله تعالى رحمة لهم وأمنا.

لقد كان الأنبياء عليهم السلام ثانية أبطال الدين والمدافعين عنه رغم مرور عشرات القرون أو أكثر على وفاتهم، فحملوا من جديد أذى المجرمين بجثمانهم الزكي أو مقاماتهم ليكون الدين كله لله دفاعاً عن حياض الإسلام الذي اختطفته يد الغدر والقهر ؛ يد الدجال العالمي وجنوده الداعشيين وأمثالهم. فيا أيها الإخوة المسيحيون ليس ذلك من الإسلام في شيء والدليل تخريب من اضطهدوكم للمساجد بقدر تخريبهم وأكثر للكنائس والمعابد والظلم ملة واحدة.

صلوات الله وسلامه عَلَيْكُم يا أنبياء الله ﷻ .. طبتم أحياء وميتين. 

مسلم لله

مثيل المسيح .. مثيل ابن الإنسان وليس شخصه

مثيل المسيح .. مثيل ابن الإنسان وليس شخصه



النبي دانيال يرى مثيل المسيح عليهم السلام





لنقرأ النبوءة التالية من سفر دانيال:


"كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن الإنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام، فقربه قدامه". ( دانيال 13)


لاحظ؛ (مثل ابن الإنسان) أي مثيله وليس هو بنفسه، وابن الإنسان لقب للمسيح الناصري (عَلَيهِ السَلام) كما في النص التالي:


"فقالوا له من أنت ؟ فقال يسوع: أخبرتكم من البدء. عندي أشياء كثيرة أقولها فيكم، وأشياء كثيرة أحكم بها عليكم. لكن الذي أرسلني صادق، وما سمعته أقوله للعالم. فما فهموا أنه يحدثهم عن الأب، فقال لهم: متى عرفتم ابن الإنسان عرفتم إني أنا هو" ( يوحنا 8)


"فَقَالَ يَسُوعُ أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْن الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ". (مرقس 14 :62)


فابن الإنسان إذاً هو المسيح عيسى ابن مريم عَلَيهِ السَلام بينما مثيله هو الذي سيأتي في آخر الزمان، ولذلك جاء وصفه مختلفاً حسب الحديث الصحيح المعروف بأنه سوف يكون 'آدم سبط الشعر' حسب حديث ابن عمر في حين أن الوصف الذي ورد عن مسيح بني اسرائيل كان 'أحمر جعد' كما في حديث أبي هريرة وقول ابن عباس بأنه أحمر أو إلى الحمرة والبياض  وذلك يعني بانه ليس نفس الشخص بل مثيله.


أما القديم الأيام أو قديم الأيام الذي جاء إليه مثيل المسيح ليقدم له الإحترام فهو النبي العدنان سيد الأكوان محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)، ولمزيد من الضوء دعونا نتأمل النبوءة التالية من نفس رؤى دانيال عَلَيهِ السَلام:


"وبينما كنت أرى، نصبت عروش، فجلس شيخ طاعن في السن وكان لباسه أبيض كالثلج، وشعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار، وتخدمه ألوف ألوف، وتقف بين يديه ربوات ربوات فجلس أهل القضاء وفتحت الأسفار -إلى إن قال- ورأيت في منامي ذلك الليل فإذا بمثل ابن إنسان آتياً على سحاب السماء، فأسرع إلى الشيخ الطاعن في السن فقرب إلى أمامه وأعطي سلطاناً ومجداً وملكاً حتى تعبده الشعوب من كل أمة ولسان ويكون سلطانه سلطاناً أبدياً لا يزول وملكه لا يتعداه الزمن". ( رؤيا دانيال (6-7)


فالشيخ الطاعن بالسن ذو اللباس الأبيض (لباس التقوى والحج) صاحب العرش المتأجج باللهب (وعن يمينه نار شريعة لهم. سفر التثنية 33: 1، 2) والذي له ألوف وألوف من الخدم ويُبسَط له سلطاناً على ربوات وربوات (أراضٍ شاسعة) هو النبي الأكرم محمد المصطفى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) ولقّب بالشيخ الطاعن في السن لأنه النبي الخاتم الذي لم تنته ولن تنته شريعته بل سوف تظل متّقدة إلى الأبد تضئ بنورها العالم وتحرق بـلهيبها من علا وظلم وهو النبي الوحيد الحي بتعاليمه فيما اندرست شرائع الآخرين وماتوا معها. تتكلم الرؤيا عن مثل ابن الانسان (الإمام المهدي والمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام) ينزل (على سحاب السماء) أي بأمر الله تعالى لا من عند نفسه كما يظن المشايخ، فيجدّ مثيل ابن مريم الخطى إلى سيده ومولاه المصطفى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) أي لخدمة شرعه وتعاليمه ويقدم لحضرته من الاحترام والسلطان والمجد ما ينبغي لمقام خاتم النبيين (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) وذلك بالتأكيد على عظمة وتفوق شريعته الإسلام ليظهره على الدين كله وليثبت أن الإسلام هو الدين الوحيد الصالح إلى الأبد وملجأ الإنسان.


للاستزادة حول هذا النبأ الخاص بـ مثيل وشبيه ابن مريم نقرأ النص التالي الذي أورده الحر العاملي في الجزء الثالث من كتابه إثبات الهداة:


"إن القائم المهدي من ولد علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خَلقاً وخُلقاً وسُمتاً وهيبة." ( غيبة النعماني ص149)


يقول الشيخ الأكبر بن عربي عن بعثة المسيح عَلَيهِ السَلام بشخص آخر ما يلي:


"ولما كان مرجعه إلى مقره الأصلي ولم يصل إلى الكمال الحقيقي وجب نزوله في آخر الزمان ببدن أخر". ( تفسير ابن عربي ج1 ص184)



 وتنسب الرواية التالية للنبي ﷺ أنه قال:


"سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم من بعده القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه". ( الملاحم والفتن لابن طاووس ص77)



ويعزّزه الحديث التالي:


"القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه". ( الفتن لأبن حماد ص245)


فكما يتضح من هذين الحديثين إن القحطاني هو من يلي المهدي ويخلفه، وقد خلف حضرة نور الدين القرشي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) المسيح الموعود كأول خليفة لحضرته (عَلَيهِ السَلام) وكان ينتمي لسلالة النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) من ناحية سيدنا عمر بن الخطاب (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) من قبيلة قريش وفيه خصال من الخليفة الفاروق (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) (حياة نور، الفصل ١، ص٥).



وردت كذلك نبوءة بشأن خليفة مثيل المسيح في سفر أشعياء:


"ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب" (سفر اشعياء إصحاح 10 / 11)


فهذه مما يتصف به القحطاني وهي من فضل الله ونعمته عليه أن من أراد الله أن يجعله ملكا (خليفة) فلا بد أن يهيئ له الأسباب ويمتن عليه بالصفات التي تؤهله للملك، والمقصود بروح الرب هنا هو الإلهام والله اعلم حيث ورد في صحيح البخاري عن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) أنه قال:


"قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس محدثون فان يك في أمتي احد منهم فهو عمر بن الخطاب".


فالمراد بروح الرب هو التحديث والإلهام كما كان عمر بن الخطاب (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) ويدخل فيه أيضا صدق الرؤيا والله اعلم ففي صحيح مسلم:


"إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ".


وكذلك:


"رؤيا المؤمن جزء من ست وأربعين جزءا من النبوة".


وقد نص على ذلك نبوءة أشعياء حيث قال:


"فيرشده بالحق يعلمه إلهه". (اشعياء إصحاح 10/11)


 "هذا أيضا خرج من قبل رب الجنود عجيب الرأي عظيم الفهم". (نفس المصدر)


فالقحطاني (خليفة المهدي) شخص ملهم من قبل الله تعالى وهو الذي يختاره بعد النبي.


فحضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) وخليفته (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) ورد وصفهم وذكرهم في أقدم النبوءات والحمد لله من قبل ومن بعد.


مسلم لله

عربي باي