الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الخميس، 5 أبريل 2018

الإحياء في القُرآن والحديث وفهم الصحابة والسلف


اللوحة للفنان الإنجليزي المعروف جون كونستبل John Constable رسمها بتاريخ 1816 وهي بعنوان Wivenhoe Park, Essex آي حديقة ويڤنهو في إيسيكس بإنجلترا. والفنان كونستبل مشهور حول العالم بفنه الرومانتيكي وقد اشتهرت لوحاته في فرنسا في القرنين الثامن والتاسع عشر.
اللوحة للفنان الإنجليزي المعروف جون كونستبل John Constable رسمها بتاريخ 1816 وهي بعنوان Wivenhoe Park, Essex آي حديقة ويڤنهو في إيسيكس بإنجلترا. والفنان كونستبل ذائع الصيت حول العالم بفنه الرومانتيكي وقد اشتهرت لوحاته في فرنسا في القرنين الثامن والتاسع عشر.


يقول الله تعالى:

{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} - المائدة: 33


ورد في تفسير ابن كثير للإحياء في الآية: "وقال مجاهد في رواية {ومن أحياها} أي أنجاها من غرق أو حرق أو هلكة." أهـ

أي أن الإحياء المناط بالأنبياء والبشر فيما بينهم هو الإحياء الروحاني والمعنوي ودفع الخطر لا الإحياء المادي الذي يختص به الله تعالى وحده.

كما أن الآية لا تنحصر في بني اسرائيل كما يظن البعض بل تنطبق على المسلمين من باب أولى، نقرأ في تفسير ابن كثير: "وقال الحسن وقتادة في قوله: أنه {من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً} هذا تعظيم لتعاطي القتل. قال قتادة عظيم واللّه وزرها، وعظيم واللّه أجرها. وقال ابن المبارك عن سليمان الربعي قال، قلت للحسن: هذه الآية لنا يا أبا سعيد كما كانت لبني إسرائيل؟ فقال: أي والذي لا إله غيره كما كانت لبني إسرائيل، وما جعل دماء بني إسرائيل أكرم على اللّه من دمائنا." أهـ

فيتبين مما سلف أن الآية شاملة وكان فهم الصحابة لها أن المعنى هو منع الهلكة عن العباد وهو أمر معنوي وليس الإحياء من الموت المادي. مما يدعم ذلك المعنى تفسير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نفسه للإحياء بأنه إحياء الذات:  

"وقال ألإمام أحمد: جاء حمزة بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: يا رسول اللّه اجعلني على شيء أعيش به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا حمزة نفس تُحييها أحب إليك أم نفس تميتها" قال: بل نفس أُحييها، قال: "عليك بنفسك"." (من تفسير ابن كثير)

و يقول تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} - الأنفال:25

ولنفهم الإحياء هنا أيضا نقرأ من نفس التفسير ما يلي:

"قال البخاري: {استجيبوا} أجيبوا {لما يحييكم} لما يصلحكم" (ابن كثير للآية من الأنفال) 

ويدعم المفسر ما ذهب إليه بحديث للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كما يأتي:

"عن أبي سعيد بن المعلى رضي اللّه عنه قال: كنت أصلي فمر بي النبي صلى اللّه عليه وسلم فدعاني، فلم آته حتى صليت، ثم أتيته فقال: "ما منعك أن تأتيني؟ ألم يقل اللّه: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}، ثم قال: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج"، فذهب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليخرج فذكرت له. فقال: {الحمد لله رب العالمين} هي السبع المثاني." أهـ

أي أن الإحياء من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم هنا هو الإحياء الروحاني كما فسره بنفسه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام. 

ويسوق صاحب التفسير أقوال الصحابة كذلك حول فهم الإحياء الذي يأتي به الرسل للناس :

"وقال مجاهد {لما يحييكم} قال: للحق، وقال قتادة {لما يحييكم} هذا هو القرآن فيه النجاة والبقاء والحياة؛ وقال السدي: {لما يحييكم} ففي الإسلام إحياؤهم بعد موتهم بالكفر، وقوله تعالى: {واعلموا أن اللّه يحول بين المرء وقلبه}، قال ابن عباس: يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان (وهو قول مجاهد وعكرمة والضحاك وعطية ومقاتل وفي رواية عن مجاهد (يحول بين المرء وقلبه) أي حتى يتركه لا يعقل)" (نفس المصدر)

يقول تعالى:

{أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} -الأنعام: 123)

وهذا هو الإحياء الروحاني أي أنه مثل ضربه الله تعالى لمن يحييه بعد موته في الضلال. لنقرأ من تفسير ابن كثير أيضا:

"هذا مثل ضربه اللّه تعالى للمؤمن الذي كان ميتاً أي في الضلالة هالكاً حائراً، فأحياه اللّه، أي أحيا قلبه بالإيمان وهداه ووفقه لاتباع رسله، {وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس} أي يهتدي كيف يسلك وكيف يتصرف به، والنور هو القرآن، كما روي عن ابن عباس، وقال السدي: الإسلام، والكل صحيح، {كمن مثله في الظلمات} أي الجهالات والأهواء والضلالات المتفرقة {ليس بخارج منها} أي لا يهتدي إلى منفذ ولا مخلص مما هو فيه.

وفي الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "إن اللّه خلق خلقة في ظلمة، ثم رش عليهم من نوره، فمن أصابه ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل" (رواه أحمد في المسند)، كما قال تعالى: {اللّه ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}، وقال تعالى: {أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أم يمشي سوياً على صراط مستقيم}؟ وقال تعالى: {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسميع هل يستويان مثلاً أفلا تذكرون}، وقال تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور * إن أنت إلا نذير}، والآيات في هذه كثيرة، ووجه المناسبة في ضرب المثلين ههنا بالنور والظلمات ما تقدم في أول السورة {وجعل الظلمات والنور}، وزعم بعضهم: أن المراد بهذا المثل رجلان معينان، فقيل عمر بن الخطاب هو الذي كان ميتاً فأحياه اللّه وجعل له نوراً يمشي به في الناس، وقيل: عمار بن ياسر، وأما الذي في الظلمات ليس بخارج منها أبو جهل (عمرو بن هشام) لعنه اللّه. والصحيح أن الآية عامة يدخل فيها كل مؤمن وكافر، وقوله تعالى: {كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون} أي حسنَّا لهم ما كانوا فيه من الجهالة والضلالة قدراً من اللّه وحكمة بالغة، لا إله إلا هو وحده لا شريك له." أهـ

كذلك ورد في أناجيل النصارى عبارة على لسان المسيح عَلَيهِ السَلام تبيّن أن الاحياء الذي كان يقوم به المسيح إنما هو الإحياء الروحاني:

"اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ." (يوحنا 5: 25)

أي أن الإحياء هو للموتى الروحانيين الذين يحيون بسماع كلام النبي فحسب.

يتضح مما تقدم أنَّ الإحياء المقصود بين البشر إنما هو الإحياء الروحاني وليس المادي الذي هو من صفات الله تعالى وحده. وهذا هو دور الرسل جميعا عليهم السلام وعلى رأسهم خاتمهم محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) الذي فسر بنفسه معنى الإحياء بين البشر، فلماذا يصر الحَرفيون على أن خلق وإحياء عيسى عَلَيْهِ السلام للناس والطيور كان خارج هذا الإحياء والخلق الروحاني؟

يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول مسألة الخلق والإحياء النبوي في القرآن الكريم: 

"وقالوا إن المسيح منفرد ببعض صفاته، وما وُجد فيه من كمال وجلال وعظمة فهو لا يوجد في غيره. إنه كان على أعلى مراتب العصمة، ما مسَّه الشيطان عند تولُّده، ومسَّ غيرَه من الأنبياء كلّهم، ولا شريك له في هذه الصفة حتى خاتم النبيين. وقالوا إنه كان خالق الطيور كخلق الله تعالى، وجعله الله شريكه بإذنه، والطيور التي توجد في هذا العالم تنحصر في القسمين: خَلْق الله وخَلْق المسيح. فانظر كيف جعلوا ابن مريم من الخالقين. ويُشيعون في الناس هذه العقائد ولا يدرون ما فيها من البلايا والمنايا، ويؤيدون المتنصرين. وهلك بها إلى الآن ألوف من الناس ودخلوا في الملّة النصرانية بعدما كانوا مسلمين. وما كان في القرآن ذكرُ خَلْقه على الوجه الحقيقي، وما قال الله تعالى عند ذكر هذه القصة: فيصير حيًّا بإذن الله، بل قال: {فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ}، فانظروا لفظ {فيَكُونُ} ولفظ {طَيْرًا}، لِمَ اختارهما العليم الحكيم وترك لفظ "يصير" و "حيًّا"؟ فثبت من ههنا أن الله ما أراد ههنا خلقًا حقيقيا كخلقه -عز وجل-. ويؤيده ما جاء في كتب التفسير من بعض الصحابة أن طير عيسى ما كان يطير إلا أمام أعين الناس، فإذا غاب سقط على الأرض ورجع إلى أصله كعصا موسى، وكذلك كان إحياء عيسى، فأين الحياة الحقيقي؟ فلأجل ذلك اختار الله تعالى في هذا المقام ألفاظًا تناسب الاستعارات ليشير إلى الإعجاز الذي بلغ إلى حدّ المجاز، وذكر مجازًا ليُبيّن إعجازًا، فحمله الجاهلون المستعجلون على الحقيقة، وسلكوه مسلكَ خَلْق الله مِن غير تفاوت، مع أنه كان مِن نفخ المسيح وتأثير روحه مِن غير مقارنته دعاء، فهلكوا وأهلكوا كثيرا من الجاهلين. ... والعجب منهم ومن عقلهم أنهم يرون بأعينهم أن كلماتهم الباطلة المضلّة قد أضرّت الإسلام إضرارًا عظيما، والناس باستماعها يخرجون من دين الله أفواجا ويلتحقون بالنصارى بما سمعوا من صفات المسيح وعصمته الخاصة وخلوده إلى هذا الوقت، وقدرته الكاملة في الخَلق والإحياء على قدرٍ ما وُجِدَ مثله في أحد من النبيين. ويشاهدون -هذه العلماء- هذه المفاسد كلها ثم لا يتنبهون، ولا يرتجف فؤادهم، ولا تذوب أكبادهم، ولا يأخذهم رحم ورقّة على أمّة النبي. ونبكي عليهم ونصرخ صرخة متموّجة، فلا يسمع أحد بكاءنا ولا صراخنا، بل يُكفّروننا مغتاظين. وإنما مثلنا في هذه الأيام .. أيامِ غربة الإسلام .. كمثل خابط في واد في الليلة المظلمة، أو صارخ في اللظى المضرمة، فلا نجد مُغيثًا من قومنا إلا الواحد الذي هو رب العالمين. وإنا يئسنا منهم غاية اليأس كأنّا وضعناهم في قبورهم. قلنا مرارًا فما سمعوا، وأيقظنا إنذارًا فما استيقظوا، وخضعنا أطوارًا فما خضعوا، فقلنا اخسأوا خسئًا .. إن الله غني عنكم ولا يعبأ بكم، وسيأتي بقوم ينصرون دينه ويحبّون الصادقين." (نور الحق)

ويقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:

"ومن اعتراضاتهم أنهم قالوا إن هذا الرجل لا يؤمن بأن المسيح كان خالق الطيور وكان محيي الأموات وكان في العصمة مخصوصا متفردا محفوظا من مسّ الشيطان لا يُشابهه في هذه الصفة أحد من النبيين. أما الجواب فاعلم أنّا نؤمن بإحياء إعجازي وخلق إعجازي، ولا نؤمن بإحياء حقيقي وخلق حقيقي كإحياء الله وخلق الله، ولو كان كذلك لتشابهَ الخلق والإحياء، وقال الله سبحانه: {فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ} وما قال فيكون حيًا بإذن الله، وما قال فيصير طيرا بإذن الله. وإنّ مثل طير عيسى كمثل عصا موسى، ظهرت كحية تسعى ولكن ما تركتْ للدوام سيرتها الأولى. وكذلك قال المحققون إنَّ طير عيسى كان يطير أمام أعين الناس وإذا غاب فكان يسقط ويرجع إلى سيرته الأولى. فأين حصل له الحياة الحقيقية؟ وكذلك كان حقيقةُ الإحياء.. أعني أنه ما ردّ إلى ميّت قط لوازمَ الحياة كلها، بل كان يُري جلوةً من حياة الميّت بتأثير روحه الطيب، وكان الميّت حيًّا ما دام عيسى قائما عليه أو قاعدا، فإذا ذهب فعاد الميّت إلى حاله الأول ومات. فكان هذا إحياءً إعجازيًّا لا حقيقيًّا، والله يعلم أنَّ هذا هو الحقيقة" (حمامة البشرى صفحة 188)

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مُسْلِم لله

#الإسلام

#الجماعةالإسلاميةالأحمدية
الاثنين، 2 أبريل 2018

دليل الموهومين


دليل الموهومين


لوحة للفنان الفنلندي الشهير Berndt Lindholm رسمها سنة 1870 وهي لساحل تضربه الأمواج.
 لوحة للفنان الفنلندي الشهير Berndt Lindholm رسمها سنة 1870 وهي لساحل تضربه الأمواج.




فرح بعض الموهومين هداهم الله كل الفرح بالحديث التالي، وأخذوا ينشروه ليُضلوا البسطاء من المسلمين الاحمديين:

"خبر عجيب ونبأ غريب

قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن: حدثنا أبو عمرو، عن عبد الله بن لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحارث، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بين أذني الدجال أربعون ذراعاً، وخطوة حماره مسيرة ثلاثة أيام، يخوض البحر كما يخوض أحدكم الساقية، ويقول: أنا رب العالمين وهذه الشمس تجري بإذني أفتريدون أن أحبسها؟ فيقولون: نعم فيحبسها حتى يجعل اليوم كالشهر واليوم كالجمعة ويقول: أتريدون أن أسيرها؟ فيقولون: نعم، فيجعل اليوم كالساعة؟ وتأتيه المرأة فتقول: يا رب أخي وابني وأخي وزوجي، حتى إنها تعانق شيطاناً وبيوتهم مملوءة شياطين ويأتيه الأعراب فيقولون: يا رب إحي لنا إبلنا وغنمنا؟ فيعطيهم شياطين أمثال إبلهم وغنمهم سواء بالسن فيقولن: لو لم يكن هذا ربنا لم يحي لنا موتانا ومعه جبل من برق وعراق وجبل من لحم حار ولا يبرد ونهر جار، وجبل من جنان وخضرة وجبل من نار ودخان يقول: هذه جنتي وهذه ناري وهذا طعامي وهذا شرابي، واليسع عليه السلام معه، ينذر الناس فيقول: هذا المسيح الكذاب فاحذوره لعنه الله ويعطيه الله من السرعة والخفة ما لا يلحقه الدجال فإذا قال: أنا رب العالمين قال له الناس كذبت، ويقول اليسع: صدق الناس فيمر بمكة فإذا هو بخلق عظيم فيقول من أنت؟ فيقول: أنا جبريل. وبعثني الله لأمنعك من حرم رسوله فيمر الدجال بمكة فإذا رأى ميكائيل ولّى هارباً ويصبح فيخرج إليه من مكة منافقوها ومن المدينة كذلك ويأتي النذير إلى الذين فتحوا قسطنطينية ومن تآلف من المسلمين ببيت المقدس قال: فيتناول ..."

انتهى

________


الرد:

وجدتُ لفظاً اخر عند تخريجي للحديث من نفس طريق ابن مسعود وفي الفتن لنعيم بن حماد أيضا وبرقم 1639/ 1651، فلم يكن في الحديث أي ذكر لليسع بل المسيح:

"حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا قَتَلَ عِيسَى الدَّجَّالَ وَمَنْ مَعَهُ مَكَثَ النَّاسُ حَتَّى يُكْسَرُ سَدُّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، فَيَمُوجُونَ فِي الأَرْضِ وَيُفْسِدُونَ ، لا يَمُرُّونَ بِشَيْءٍ إِلا أَفْسَدُوهُ وَأَهْلَكُوهُ ، وَلا يَمُرُّونَ بِمَاءٍ وَلا عَيْنٍ وَلا نَهَرٍ إِلا نَزَفُوهُ ، وَيَمُرُّونَ بِالدِّجْلَةِ وَالْفُرَاتِ ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ أَسْفَلَ الدِّجْلَةِ أَوْ أَسْفَلَ الْفُرَاتِ قَالَ : قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَرَّةً مَاءٌ ، فَمَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْحَدِيثُ فَلا يَهْدِمَنَّ حِصْنًا ، وَلا مَدِينَةً بِالشَّامِ ، وَلا بِالْجَزِيرَةِ ، فَإِنَّ حِصْنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ طُورُ سَيْنَاءَ ، فَيَسْتَغِيثُ النَّاسُ بِرَبِّهِمْ بِهَلاكِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ، وَأَهْلُ طُورِ سَيْنَاءَ وَهُمُ الَّذِينَ فَتَحَ اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيَدْعُونَ رَبَّهُمْ فَيَبْعَثُ اللَّهُ لَهُمْ دَابَّةً ذَاتَ قَوَائِمَ أَرْبَعِينَ ، فَتَدْخُلُ فِي آذَانِهِمْ ، فَيُصْبِحُوا مَوْتَى أَجْمَعِينَ ، فَتَنْتُنُ الأَرْضُ مِنْهُمْ ، فَيُؤْذِي النَّاسَ نَتْنُهُمْ أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنْهُ إِذْ كَانُوا أَحْيَاءً ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِاللَّهِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا يَمَانِيَةً غَبْرَاءَ ، فَتَصِيرُ عَلَى النَّاسِ عَمَاءً وَدُخَانًا شَدِيدًا ، وَتَقَعُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الزَّكْمَةُ فَيَسْتَغِيثُونَ بِرَبِّهِمْ ، وَيَدْعُو أَهْلُ طُورِ سَيْنَاءَ فَيَكْشِفُ اللَّهُ مَا بِهِمْ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ، وَقَدْ قَذَفَتْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي الْبَحْرِ." الحديث

ولم يرد الإسم إلا في الحديث رقم 1511 من الفتن !

كما لم يرد اسم اليسع في شواهد الحديث الكثيرة من البخاري ومسلم وابن شيبة وغيرها من المصنفات المشهود لها بالقبول.

أما أحوال الرواة فهي كما يلي:


أَبُو عُمَرَ: ثقة.

ابْنِ لَهِيعَةَ: ضعيف الحديث.

عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حُسَيْنٍ: مجهول.

مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ: ضعيف الحديث.

أَبِيهِ (ثابت البناني): ثقة.

الْحَارِثِ: متهم بالكذب.

إذن الخلاصة هي أن الحديث شديد الضعف فيه ضعفاء ومجهول وكذاب.

وهكذا لا تبنى العقائد على حديث يتيم ساقط السند. 

أما من ناحية المتن فهو يتعارض مع المتواتر من الأحاديث الثابتة حول خروج الدجال وقتله على يد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام والتحريز الى الطور من ياجوج ومأجوج الذين لا يدان لاحد بقتالهم وأن كل أولئك إنما يتم على يد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لا اليسع كما في الرواية الشاذة.

أما من ناحية تطابق الحديث مع زعيم زمرة الموهومين فلا يسع عاقل إلا أن يلحظ التعلق الطفيف باسم ورد في حديث بالغ الضعف واستغلاله في دعوى ظهور نبي لم يأت ذكره إلا في رواية يتيمة ساقطة السند مضطربة المتن ومخالفتها من جهة أخرى لمعايير بعثة الانبياء، وخلو صاحب الدعوى فوق ذلك من أي رسالة داعية لظهوره في جماعة المؤمنين ودعوتهم ترك بيعة خليفة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وبيعته هو وغير ذلك من مخالفات واضحة.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مُسْلِم للّه  

#الإسلام   

#الجماعةالإسلاميةالأحمدية
عربي باي