الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) الموقف الصحيح من حضرته في فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية

سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) الموقف الصحيح من حضرته في فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية 






إن موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية هو إحسان الظن بالصحابة جميعا وبالناس كافة والأصل هو التوبة، وقد خرج سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) على خليفة الوقت علي (رضوان الله عليهم أجمعين) وكان ذلك جريمة كبيرة ولكنه رَضِيَ الله عَنْهُ حمى المسلمين بعد ذلك ونحسبه تاب وعاد للحق بعدما تبين له. وما دام أن الحكم العدل والمسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) قد ترضى عَلَيْهِ وخلفاؤه الكرام (رضوان الله عليهم أجمعين) فنقول سمعنا وأطعنا.

.
.
.
من مواقف معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) 

معاوية و ملك الروم

"فلم يزل معاوية نائبا على الشام في الدولة العمرية والعثمانية مدة خلافة عثمان، وافتتح في سنة سبع وعشرين جزيرة قبرص وسكنها المسلمون قريبا من ستين سنة في أيامه ومن بعده، ولم تزل الفتوحات والجهاد قائما على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج وغيرها، فلما كان من أمره وأمر أمير المؤمنين علي ما كان، لم يقع في تلك الأيام فتح بالكلية، لا على يديه ولا على يدي علي، وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت. فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة. ثم كان من أمر التحكيم ما كان، وكذلك ما بعده إلى وقت اصطلاحه مع الحسن بن علي كما تقدم، فانعقدت الكلمة على معاوية، وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين كما قدمنا، فلم يزل مستقلا بالامر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية.

والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو."

وقد ثبت في صحيح مسلم: من طريق عكرمة بن عمار، عن أبي زميل: سماك بن الوليد، عن ابن عباس. قال قال أبو سفيان: يا رسول الله ثلاثا أعطنيهن، قال: نعم، قال:

"تؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين، قال: نعم! قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك، قال: نعم: وذكر الثالثة وهو أنه أراد أن يزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته الأخرى عزة بنت أبي سفيان، واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة، فقال: " إن ذلك لا يحل لي " وقد تكلمنا على ذلك في جزء مفرد، وذكرنا أقوال الأئمة واعتذارهم عنه ولله الحمد. والمقصود منه أن معاوية كان من جملة الكتاب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يكتبون الوحي.".


(أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (40) باب. ح‍ 168 وعند مسلم: قال عندي أحسن العرب وأجمله: أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها.)

(وكذلك نقله التفسير الكبير في جزئه السادس لسورة النور)

(البداية والنهاية المجلد التاسع ص 119: وهذه ترجمة معاوية وذكر شيء من أيامه)

.
.
.
.

من فضائل معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار:


1 - عن عبد الرحمن بن أبي عُمَيرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه دعى لمعاوية :

" اللهم اجعله هادياً مهديًّا، واهدِ به "

رواه البخاري في التاريخ و الترمذي في سننه ( 3842 )، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1969 )


2 - عن العِرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول :

"اللهم علّم معاوية الكتاب والحساب ، وقِهِ العذاب "

رواه أحمد ( 17202 )، وصححه بشواهده الألباني في السلسلة الصحيحة ( 3227 )


3 - عن أم حرام الأنصارية رضي الله عنها، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يقول :

" أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا "

رواه البخاري ( 2924 )

قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 127 ) : قال المهلّب : في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر . اهـ .

وقال أبو جعفر الطبري في " تاريخ الأمم والملوك " ( أحداث سنة ثمان وعشرين ) : عن خالد بن معدان قال : أول من غزا البحر معاوية؛ في زمن عثمان، وكان استأذن عمر فلم يأذن له، فلم يزل بعثمان حتى أذن له، وقال : لا تنتخب أحداً، بل من اختار الغزو فيه طائعاً فأعِنه، ففعل . اهـ .


4 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلّم : 

" اذهب ادعُ لي معاوية "، وكان كاتبه 

رواه أحمد ( 2651 / شاكر )، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1 / 164 )


فقد ثبت بالتواتر أن معاوية قد أمّره النبي صلى الله عليه وسلّم كما أمّر غيره، وجاهد معه، وكان أميناً عنده يكتب له الوحي، وما اتّهمه النبي صلى الله عليه وسلّم في كتابة الوحي، وولاّه عمر بن الخطاب الذي كان أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتّهمه في ولايته .

أما الروايات التي يظن الإخوة أنها تنال من سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) فيمكن فهمها بمحمل ووجه مقبول مع الاحاديث الأخرى بما لا يتناقض ألبتة، فحديث لا أشبع الله بطنه يفهم بأنه دعاء لكي يزيده الله تعالى خيراً أو من التأنيب ما يشبه قول النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) لبعض الصحابة ثكلتك أمك ولم يقصد بها الإساءة بل التأنيب لا أكثر كما أن الرواية حسب ما ثبت تفيد أن حضرته (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) كان كاتبا للوحي !

هذه الرواية تتحدث عن تأنيب النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) لعلي وفاطمة (رَضِيَ اللهُ عَنْهُما) :

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ لَيْلَةً فَقَالَ " أَلاَ تُصَلِّيَانِ ". فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَىَّ شَيْئًا. ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهْوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهْوَ يَقُولُ "وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىْءٍ جَدَلاً}".


وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ فَقَالَ " أَلاَ تُصَلُّونَ " . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا . فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ " وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىْءٍ جَدَلاً " .

(البخاري، كتاب التهجد)

فهل يصح ما قيل عن معاوية بحق علي وفاطمة (رضوان الله عليهم أجمعين) ؟


أما الأمر المزعوم بسب علي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) فليس الواضح من ذلك الحديث كما فهم البعض بل كان للاستفسار والسؤال بلا أي قرار في اتجاه سب علي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) وقد نال منه أن يُسَب علي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) كما في نفس الحديث.  

ثم إن علياً (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) ومن كتب الإخوة الشيعة أنفسهم كان يمتدح من بايع معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) بل واعتبر الواحد منهم بعشرة ممن وقفوا مع علي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) عملاً بقول القرآن الكريم حول المنافقين:

"استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا -الى قوله- لوددت والله أن معاوية صارفي بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم"

(نهج البلاغة ص (224))


فلماذا نرفض كل هذه المرويات في حق معاوية رضوان الله عَلَيْهِ ونقبل بغيرها ؟

أليس اتباعا مجرداً للهوى ؟

تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون.

لقد سمّى الحكم العدل والمسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) الطائفتين بالمؤمنين بل وترضى على سيدنا معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) وثبتت سنة خلفاء المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) (رضوان الله عليهم أجمعين) بالترضي على سيدنا معاوية ولم يسيء له أحد منهم. فأما تكونوا أيها الأحبة في صف الجماعة الإسلامية الأحمدية التابعة للخلافة أو تتبعوا الهوى فيضلكم عن سبيل الله.

هدانا الله وإياكم اللّهُمّ آمين


وهذا نص صريح على أن المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) كان يترضى على حضرة معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه).

ترجمتي المتواضعة:


"حتى مع مقام حضرة ابن عباس (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) المجمع عَلَيْهِ بالقبول من قبل العلماء كان مختلفاً في ٥٠ مسألة مع الصحابة الآخرين .. وأعلاها كان اعتباره بعضا من المسائل حلالاً فيما كانت حراماً وفسوقاً صريحاً عند الصحابة الآخرين، فحضرة عائشة (رَضِيَ اللهُ عَنْهُا) وحضرة معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُما) وقوم من مجموعتهم كانوا مختلفين تماماً حول المعراج ورؤية الله تعالى ولكن لا أحد دعاهم كفارا..".

(الخزائن الروحانية، المجلد الخامس، مرآة كمالات الإسلام، الصفحة ٢٥٩)

وكذلك قال المسيح الموعود (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) أن معاوية اخطأ وأصر على خطأه ومع ذلك ترضى عَلَيْهِ أيضا وعدّه صحابي (انظر ازالة أوهام صفحة 450) .


وهذا دليل صريح من كلام المُصْلِحُ المَوْعود (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) حول الترضي على معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) من كتاب 'الخلافة الراشدة' باللغة الانكليزية ويمكن القراءة من الصفحة ٦٨ .


الخلاصة أن المسيح الموعود (عَلَيهِ الصَلاة والسَلام) و حضرة المُصْلِحُ المَوْعود والخليفة الثاني (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) كانوا يترضون بشكل واضح وصريح على حضرة معاوية (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه).


فهل أنتم منتهون ؟

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

مسلم لله

0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي