الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الخميس، 24 مايو 2012

شبهة "نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر"




الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه سلم :

( فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، نصرت بالرعب مسيرة شهر، أحلت لي الغنائم، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، أرسلت إلى الخلق كافة، ختم بي النبيون.) رواه مسلم

يثير بعض الأخوة من النصارى شبهة على المسلمين تتمثل بقوله (صلّى الله عليه وسلّم) "نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر" وأن ذلك يبين والعياذ بالله دموية الإسلام وقسوته، والجواب على ذلك هو الإنتباه الى لفظ النبي (صلّى الله عليه وسلّم) حيث لم يقل حضرته "نُصِرتُ بالدماء" بل قال (صلّى الله عليه وسلّم) "نُصِرتُ بالرعب" وكان حضرته يشير الى غزوة تبوك، ونقرأ في الموسوعة الحرّة حول غزوة تبوك ما يلي :

 غزوة تبوك وقعت في رجب التاسع للهجرة، على أعقاب فتح مكة، وهي آخر غزوة خاضها الرسول، بدأت بأن خطط الرومان على إنهاء القوة الإسلامية التي أخذت تهدد الكيان الروماني المسيطر على المنطقة، فخرجت جيوش الروم العرمرية بقوى رومانية وعربية تقدر بأربعين ألف مقاتل قابلها ثلاثين ألف من الجيش الإسلامي، فانتهت المعركة بلا صدام أو قتال لأن الجيش الروماني تشتت وتبدد في البلاد خوفاً من المواجهة، مما رسم تغيرات عسكرية في المنطقة، جعلت حلفاء الروم يتخلون عنها ويحالفون العرب كقوة أولى في المنطقة.

وقال ابن حجر في فتح الباري : ( مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة ولا في أكثر منها، أما ما دونها فلا ).

 و حيث أن المشركين هربوا قبل المواجهة مع جيش المسلمين قبل مسيرة شهر فيكون ذلك بيان فضل الله تعالى على عباده المخلصين و إظهار السلام الحقيقي في الإسلام ووضوح عدم رغبته بالقتال ضد أحد حتى لو كان العدو وهو منسجم مع قول الله تعالى "كُتِبَ عليكم القتال وهو كُرْهٌ لكم" فالقتال مكروه لدى المسلمين المؤمنين، بل إنّ هذه الآية الكريمة بكل جلاء تظهر مدح الله للمؤمنين حيث يصرح الحق تعالى أن القتال هو مكروه وأنه آخر الحلول بالنسبة للمؤمنين فسبحن الله تعالى لهذا الوضوح.

لقد حرض الله المسلمين على القتال ضد المعتدين كوسيلة لإخافتهم لمّا يعلموا الإستعداد الكامل من جانب المسلمين لمواجهتهم ويدركوا أن المسلم لا يخشى الموت لأنه يعتقد اعتقاداً راسخاً أنه ذاهبٌ الى جنة الخلود والبقاء فكان الرعب ألقي في قلوب المحاربين من المشركين المعتدين على المسلمين فهربوا قبل المواجهة؛ يقول المولى عز وجل "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" فالإعداد لقتال المشركين المعتدين القصد منه إذاً دفع الضرر وإرهاب العدو بغية إثناءه عن القتال، ويشدد الله على عدم الإعتداء على الآخرين بقوله "قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين".

ان الإسلام العظيم يحث على صيانة حقوق الآخرين، يقول سبحانه وتعالى "وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا" فبيّن أن القتال يجب أن يكون دفاعاً عن ممتلكات الآخرين ولها الأولوية ثم في الأخير ذكر مساجد المسلمين. ينصح قراءة هذه المقالة.

 ان الإسلام يكره القتال حسب ما وضحناه آنفاً والنبي (صلّى الله عليه وسلّم) إستقبل وفد نجران في مسجده وفرش لهم ثيابه للصلاة وهم كانوا نصارى ووصى بعدم إيذاء أهل الذمة أي أهل العهود وهم أصحاب الديانات الأخرى ووصى بالأقباط وغيرهم ما لا يحصى عدده. إذن هذا الحديث كله رحمة وعظمة للإسلام الحنيف ونحمد الله تعالى على إظهار جمال الإسلام على يد ألد الأعداء وأشدهم كرهاً له نسأل الله تعالى الهداية لنا ولإخواننا الضالين عن الصراط المستقيم "اللهم إغفر لهم فهم لا يعلمون" !


مسلم لله

0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي