الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الأحد، 19 يناير 2014

شبهة قول المسيح الموعود بأن آدم (عَلَيهِم الصَلاة وَالسَلام) هو أول البشر


شبهة قول المسيح الموعود بأن آدم (عَلَيهِم الصَلاة وَالسَلام) هو أول البشر


يحاول الخصوم جهدهم إيهام الناس بأن عقيدة المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) لا تختلف عن عقيدتهم حول كون آدم (عَلَيهِ السَلام) هو أول البشر على الأرض مستدلين باقتباس من الخطبة الإلهامية :

"الحاشية: ألم تر أن آدم - عليه السلام - ما كان له أبوانِ، فكونُ هذا الأمر من عادة الله ثابت من ابتداء الزمان"

وهذا تدليس بيّن حيث أن سياق كلام حضرته كان على سبيل الجدل إذ يحاجج المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) المعتقدين بعظمة المسيح الناصري (عَلَيهِ السَلام) وتفوقه وللقائلين بألوهيته بسبب ولادته العذرية مبيّناً بأن ولادة المسيح ليست ولم تكن أمراً يميزه عن باقي الانبياء إذ أنه حدث ممكن على ندرته وأن آدم حسب اعتقادهم وُلِدَ بلا أب ولا أم فهو بذلك أعجب من المسيح فهو أولى بالتعظيم والتأليه في هذا السياق ولم يتحدث حضرته عن ما يعتقده هو بل ما يعتقده الخصوم أنفسهم وهذا دارج في المحاججات والنقاش ويسمى في أدب الحوار بـ (المحاجة) وليس في سياق ما يعتقد هو لأن عقيدة حضرته (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) واضحة في هذا الشأن كما يلي :

"حوار جرى بين مؤسس الجماعة الأحمدية (وبين مُنجّم أسترالي حول مسألة خلق آدم. وقد زار هذا المنجّم عدة مدن في الهند والتقى معه (في لاهور حيث دار بينهما هذا الحوار:

سؤال المنجّم: ورد في التوراة أن آدم أو الإنسان الأول ظهر في أرض جيحون وسيحون، وقطن هناك، فهل هؤلاء المقيمون في أمريكا وأستراليا وغيرها هم أيضًا من أبنائه؟

جواب المسيح الموعود : "لسنا نقول بذلك، ولا نتبع التوراة في هذه القضية حتى نقول بما تدعيه من أن الدنيا بدأت بخلق آدم منذ ستة آلاف عام أو سبعة، ولم يكن قبل ذلك شيء، وكأن الله (كان من قبل متعطلا! كما لا ندّعي أن بني نوع الإنسان الذين يقطنون اليوم في مختلف أنحاء الأرض هم أولاد آدم هذا الأخير، بل إننا نعتقد بأن بني الإنسان كانوا موجودين قبله .. كما يتبين من كلمات القرآن الحكيم .. (إني جاعل في الأرض خليفة (. فلا يمكن لنا الجزم بأن سكان أستراليا وأمريكا من أولاد آدم هذا، ومن الجائز أن يكون هناك أوادم آخرون".  (الخزائن الدفينة) وكذلك (التفسير الكبير، المجلد الأول، قوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة )

ولنقرأ الان السياق الكامل للجملة المعترض عليها :

"الحاشية: إنْ قيل إنّ المسيح قد خُلق من غير أب من يد القدرة، وهذا أمر فوق العادة، فلا يتم هنالك شأن المماثلة، وقد وجب المضاهاةُ كما لا يخفى على القريحة الوقّادة، قلنا إنّ خَلْق إنسانٍ مِن غير أب داخلٌ في عادة الله القدير الحكيم، ولا نسلِّم أنه خارج من العادة ولا هو حريٌّ بالتسليم (فإن الإنسان قد يتولّد من نطفة الامرأة وحدها ولو على سبيل الندرة، وليس هو بخارج مِن قانون القدرة، بل له نظائر وقصص في كل قوم وقد ذكرها الأطبّاء من أهل التجربة. نعمْ، نقبل أن هذه الواقعة قليلة نسبةً إلى ما خالفها من قانون التوليد، وكذلك كان خَلْقي من الله الوحيد (، وكان كمِثله في الندرة، وكفى هذا القدر للسعيد، فإني وُلِدتُ تَوءَمًا وكانت صبيّةٌ تولّدتْ معي في هذه القرية، فماتت وبقيتُ حيًّا من أمر الله ذي العزة. ولا شك أن هذه الواقعة نادرة نسبة إلى الطريق المتعارف المشهور. ويكفي للمضاهاة الاشتراكُ في الندرة بهذا القدر عند أهل العقل والشعور، فإن المشابهة لا توجب إلا لونًا من المناسبة، ولا تقتضي إلا رائحة من المماثلة .. وإنّا إذا قلنا مثلا إن هذا الرجل أسد بطريق المجاز والاستعارة، فليس علينا من الواجب أن نثبت له كلَّ ما يوجد في الأسد من الذنب والزأر وهيئة الجلد وجميع لوازم السبُعية. ثم اعلم أن تولُّدَ عيسى ابن مريم مِن غير أب من بني إسرائيل بهذا الطريق تنبيهٌ لليهود وعِلمٌ لساعتهم وإشارة إلى أن النبوّة منتزَعٌ منهم بالتحقيق. وأمّا مسيح هذه الأمّة فوُلِد توءَمًا مِن ذَكر وأنثى وفُرّق بينه وبين مادّة النساء، وفي ذلك إشارة إلى أن الله يبثّ به كثيرا في هذه الفئة رجالَ الصدق والصفاء. فالأغراض مختلفة في هذا وفي ذلك، فلذلك اختلف طريق التوليد من حضرة الكبرياء. منه

----------------------
(الحاشية: ألم تر أن آدم - عليه السلام - ما كان له أبوانِ، فكونُ هذا الأمر من عادة الله ثابت من ابتداء الزمان. منه

(الحاشية على الحاشية: ومع ذلك إني أُرسلتُ في المهزودتين وأعيش في المرضَين .. مرض في الشق الأسفل ومرض في الأعلى، فحياتي أعجبُ مِن تولُّد المسيح وإعجاز لمن يرى. منه)
الخطبة الالهامية" إنتهى

فهذا هو الموضوع ببساطة شديدة

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


مسلم لله

0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي