الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

السبت، 26 أبريل 2014

الإنجيل يتنبأ بالمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام

الإنجيل يتنبأ بالمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام 







ورد في إنجيل متى قول السيد المسيح الناصري (عَلَيهِ السَلام) عن مجيئه الثاني ما يلي :

[ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. ] (متى ٢٤)

لننتبه أيها الأحبة لعبارة (يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ)، فهي دليل واضح أن المسيح الناصري (عَلَيهِ السَلام) كان يشير إلى جهة الشرق من اليهودية أو أرض فلسطين، فما هي الأرض التي تقع إلى الشرق من فلسطين ؟ 

نجد وفق خرائط گووگل بلدان العراق وإيران وأفغانستان والهند هي التي تقع إلى الشرق من أورشليم أو فلسطين بل أن مدينة قاديان في الهند تقع بخط مستقيم إلى الشرق من أورشليم كما في الصورة.

فالمسيح (عَلَيْهِ السلام) كان يشير إلى مجيئه الثاني بأنه سوف يكون من ناحية الشرق، وبالفعل جاء المسيح الموعود حضرة ميرزا غلام أحمد (عَلَيهِ السَلام) من شرق أورشليم تماماً من قرية قاديان !

الغريب أن لا أحد من مفسري الأناجيل المشهورين كـ بنيامين بنكرتن و وليم ماكدونالد و هنري أيرونسايد تطرق إلى نكتة الشرق بل ركزوا على موضوع المجيء بشكل عام وأهملوا عبارة المشارق حيث سيأت المسيح في مجيئه الثاني. لذلك ركزت هنا على أهمية هذه العبارة التي تعطي مفتاح البعثة الثانية التي بشّرنا بها السيد المسيح (عَلَيْهِ السلام).

من سياق كلام المسيح (عَلَيْهِ السلام) نفهم أن موضوع مَجِيء المسيح الثاني سوف يصاحبه أدعياء كثر أو مسحاء كذبة أي الذين يدعون أنهم جاؤوا بإسم المسيح، فلنقرأ ما يلي من إنجيل البشير متى أيضا من الأعداد التي سبقت نص مجيء المسيح الثاني :

"حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا."

ولنعرف ما هي صفة هؤلاء المسحاء والأنبياء الكذبة نقرأ النص التالي من الإصحاح السابع لإنجيل متى أيضا: 

" اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ .. فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ .. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! " (متى ٧: ١٥-٢٢)

أي أن هؤلاء المسحاء والأنبياء الكذبة ما هم إلا أتباع المسيح نفسه الذين يمنون الناس بأنهم هم رسل المسيح ووزرائه والممهدون له والذين يستعرضون أمام الجماهير عبر وسائل الإعلام والتلفزة قدراتهم الخارقة على الشفاء وطرد الشياطين باسم المسيح ! وهذا أمر بات معروفاً في أيامنا هذه. فكأن المسيح (عَلَيْهِ السلام) تكلم قبل النبي محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) بقرون حول ظهور الأنبياء والمهديين الكذبة (حديث الثلاثين دجالاً) ومن ثم أردف بأن المسيح الحقيقي الصادق (مهدينا) سوف يأت أيضا مهما كثر الأدعياء وأنه سوف يكون مؤيداً بظاهرة الخسوف والكسوف التي تحدث عنها الإنجيل و القرآن الكريم والأحاديث الشريفة كما سنرى إنْ شاءَ الله.

لننتبه كذلك إلى عبارة (كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ) الواردة قبل عبارة المشارق، فالبرق معروف بمباغتته وظهوره الخاطف وهو ما ينطبق على مَجِيء حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) حيث ظهر بصفة المسيح من شرق أورشليم بدون أن يتوقع أحد مجيئه من حيث أعلن بأنه هو البعثة الثانية للمسيح التي تنبيء عنها في الإنجيل وغيره وكان أمره مباغتاً منطبقاً على كل النبوءات في هذا الشأن مع أنها واضحة للمتدبرين كالشمس في رابعة النهار.

ننتقل الآن إلى الفقرة التالية من نفس النص الأول ونكمل:

" لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ. «وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. " (متى ٢٤: ٢٨-٣٠)

يقول المفسر المعروف أيرونسايد حول مسألة الجثة والنسور :

".. فإن اليهودية المرتدَّة, والتي ستركز على أورشليم, ستكون جثة متعفنة ستتجمع عليها النسور (أو الجشعين المتوحشين). هذه صورة حيوية عن تجمُّع الجيوش من "كل الأمم ضد أورشليم للمعركة." (هنري أيرونسايد ١٥-٢٨)

ولكن ما فات المفسر هو أن عبارة (حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ) قد جائت مباشرة بعد عبارة (هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ) فلا يصح أن تكون إشارة إلا للجهة التي كان السيد المسيح يتحدث عنها في سياق كلامه وليس عن جثة متعفنة بالطبع لأن سياق الكلام يتحدث عن مجيء ابن الانسان ومكان بعثته، فالمعنى الأجدر هو أن الجثة التي قصدها السيد المسيح (عَلَيْهِ السلام) كانت رمزاً لقبره هو (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) في سرينغار بالهند (المشارق) حيث يرقد اليوم عَلَيْهِ السلام، أما النسور فهي قبائل بني اسرائيل التي تكثر في تلك المنطقة، فحيث يكون القبر يكون بنو اسرائيل وفيه إشارة للمجيء الثاني للمسيح. ثم يتكلم المسيح عن علامة أخرى لمجيئه الثاني وهي (وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ) ويتضح من كلام السيد المسيح (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) أن مجيئه الثاني سوف يصاحبه خسوف للقمر وكسوف للشمس وهي علامة ابن الإنسان في السماء، وهذه في الواقع هي ظاهرة خسوف القمر وكسوف الشمس التي تحدث عنها النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) في قوله أن لمهدينا آيتين وذكر أنهما خسوف القمر في أول ليلة لرمضان وكسوف الشمس في النصف منه وقد تحققت بكل جلاء بعيد إعلان حضرة مرزا غلام أحمد (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) أنه هو المسيح الموعود.

للحديث بقية إنْ شاءَ الله تعالى...



اخترت أجمل التعليقات على الموضوع وهو ما قاله أحد الإخوة الكرام بعد نشر هذا المنشور على الفيسبووك :

"بل إن النبوءات التي وردت في الكتاب المقدس بشأن المجيء الثاني للمسيح عليه السلام، تذكر بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ لا يقبل الجدل والتأويل، أن الذي سيأتي هو مثيل المسيح عليه السلام، ومن تلك النبوءات ما ورد في الإصحاح السابع من سفر النبي دانيال، حيث كان الله قد كشف للنبي دانيال في رؤيا عمّا سيحصل إلى حين المجيء الثاني للمسيح، وعن الممالك الأربع التي ستسيطر على منطقة الشرق الأوسط حتى ذلك المجيء، ثم ذكر في هذا الوحي والرؤيا المدهشة قوله: " كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ الإِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى قَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ " (دانيال 7 : 13،14).

ويبدو واضحًا من تلك الآيات أنه في عهد المملكة الأخيرة الرابعة (وهي المملكة البريطانية التي كانت تسيطر على سدس العالم)، سيأتي مثل ابن الإنسان (أي مثل المسيح)، وأن الله سيعطيه سلطانًا ومجدًا وملكوتًا سماوياً، ليدعو كل الشعوب والأمم والألسنة، ويؤسس ملكوته (أي الخلافة الربانيَّة) الذي لن يزول حتى قيام الساعة.
ومن تلك النبوءات ما قاله المسيح في وصاياه الأخيرة لتلاميذه، حيث أخبرهم عن حقيقة مجيئه الثاني، وكيفية متابعة عمل المسيح في العالم، إذ قال لهم: " الذي سيرسله الآب باسمي، فإنه يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم، فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع " (يوحنا 14 : 26 ،27).

وهنا تتجلى حقيقة المجيء الثاني للمسيح بصورةٍ لا لبس فيها ولا خفاء، إذ أن المجيء الثاني له سيكون متمثلاً في شخصٍ آخر سيرسله الله باسم المسيح عليه السلام، أي سيحمل اسمه وسمته، لأجل أوجه الشبه والمماثلة بينهما.

فهل بعد هذا القول الفصل من قول؟! وما حجة من يصر بعد ذلك على القول بمجيء المسيح عيسى بن مريم النبي المبعوث لبني إسرائيل بنفسه في آخر الزمان؟؟!" انتهى التعليق

0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي