الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الجمعة، 27 ديسمبر 2013

وآخرين منهم لما يلحقوا بهم .. البقية التي ستؤمن بالمسيح في نزوله الثاني حسب نبوءة إشعياء النبي وشهادة الرسول بولس

البقية التي ستؤمن بالمسيح في نزوله الثاني حسب نبوءة إشعياء النبي وشهادة الرسول بولس 




يقول الرسول بولس في الرسالة إلى أهل رومية 29:29 ما يلي :

" وَكَمَا سَبَقَ إِشَعْيَاءُ فَقَالَ: «لَوْلاَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ أَبْقَى لَنَا نَسْلاً، لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ». ".

والنص الأصلي من سفر إشعياء 10:20 كالآتي :

" وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ وَالنَّاجِينَ مِنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ لاَ يَعُودُونَ يَتَوَكَّلُونَ أَيْضًا عَلَى ضَارِبِهِمْ، بَلْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ بِالْحَقِّ. ".

و كذلك في 10:22 :

" لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ شَعْبُكَ يَا إِسْرَائِيلُ كَرَمْلِ الْبَحْرِ تَرْجعُ بَقِيَّةٌ مِنْهُ. قَدْ قُضِيَ بِفَنَاءٍ فَائِضٍ بِالْعَدْلِ. ".


ويشرح نيافة القس 'أنطونيوس فكري' في مقدمة تفسير سفر إشعياء من كتابه 'شرح الكتاب المقدس' النقطة (8) معنى هذه النبوءة بأنها تنطبق على السيد المسيح (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) كما يلي :

" هناك تعبير مشهور عن إشعياء تردد كثيرًا وهو "البقية"  "ويكون في ذلك اليوم أن بقية إسرائيل والناجين من بيت يعقوب..." (20:10) + "لأنه وإن كان شعبك يا إسرائيل كرمل البحر ترجع بقية منه" (22:10). ولقد اقتبس بولس هذا التعبير (رو29:9). والمعنى أنه في أيام السيد المسيح لم يؤمن به معظم اليهود لكن هناك قلة آمنت هي البقية. وفي الأيام الأخيرة هناك بقية ستؤمن ويكون هذا علامة على نهاية العالم والمجيء الثاني للمسيح. " انتهى


ومع احترامنا لتفسير نيافته ألا أن الحق هو أن السيد المسيح الناصري (عَلَيهِ السَلام) كان قد هاجر إلى الشرق حيث آمن به أغلب قبائل بني اسرائيل التي لم يُرسَل إلا لها وبذلك تكون مهمته قد نجحت كما أراد الله تعالى ما دام حَيَّا. ألا أن هذا ليس موضوع تأمّلنا في هذه الخاطرة، لذا سنؤجل الآن الحديث في هذا الصدد. ما يهمنا هو ربط نيافة القس لنبوءة إشعياء بالبعثة الثانية للمسيح (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) وتحدثه عن البقية التي ستؤمن بحضرته.

إن المتأمل لكلام الرسول بولس سيفهم بأنه قد أدرك قصد النبي إشعياء وربط كلامه بعودة المسيح (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) في الزمن الأخير لتؤمن به بقية بني اسرائيل وهذا ينطبق أيضاً على بقية المسلمين كونهم أيضاً يؤمنون بالسيد المسيح (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) وكون دعوة المسيح ستكون للناس كافة ولن تكون مقتصرة على بني اسرائيل عاملاً بشريعة النبي محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) تابعاً له لذا فلا يمكن والحال هذه استبعاد المسلمين من هذه النبوءة التي تشملهم كمؤمنين بالمسيح (عليه السلام)، وهذا ما يجرّنا إلى قول الله تعالى في القرآن المجيد عن البقية التي ستتبع المسيح الموعود (عَلَيهِ الصلاة والسَلام) عند نزوله كما في سورة الجمعة (3-4) :

 { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

وقد فسّر النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) هذه الآية بالذات من سورة الجمعة بأنها تتكلم عن المبعوث الإلهي الذي سينزل مصلحا للدين ومسيحاً لأهل الكتاب كما يلي :  

أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ. قَالَ قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ (البخاري، كتاب التفسير).. 

"أي أن النبي صلى الله عليه وسلم سوف يعلِّم الدين جماعةً أخرى لم تلحق بعد بالمسلمين، بل ستظهر في المستقبل. وذلك ليس بمستبعد على الله تعالى، لأنه العزيز الحكيم.. أي أنه لن يدَع أمةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم لتهلك هكذا، بل لا بد أن يبعثه لإصلاحهم بعثةً روحانيّةً". (التفسير الكبير)

فالبعثة الثانية قد فسّرها النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) بأنها لرجل من أمته وليس هو بشخصه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)، ولأن لا مهدي إلا عيسى ابن مريم (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) فيثبت أن المقصود بالنبوءة هو المسيح الآدم الذي وصف في غير موضع بأنه سينزل ليكسر الصليب (عقيدة اللعنة) ويكون إماماً مهديا وحكما عدلا.

وبهذا يكون النزول الثاني للمسيح (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) قد سطرته النبوءات الكتابية كميثاق وتصديق لنبوءة النبي الأكرم محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) بنزول المصلح السماوي ليصحح العقيدة المسيحية فيكون بذلك مسيحاً ويصحح العقائد الإسلامية التي ابتعدت عن جوهر النص وروحه وبذلك يكون إماماً مهدياً و حكماً عدلا.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 



0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي