الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الخميس، 26 ديسمبر 2013

المَهْدِيُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يُصْلِحُهُ اللهُ في لَيْله

المَهْدِيُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يُصْلِحُهُ اللهُ في لَيْلِه 



" روي عن الصادق عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه : كن لما لا ترجوا أرجى منك لما ترجو، فإن موسى ابن عمران عليه السلام خرج ليقتبس لأهله نارا، فرجع إليهم وهو رسول نبي فأصلح الله تبارك وتعالى أمر عبده ونبيه موسى عليه السلام في ليلة، وهكذا يفعل الله تبارك وتعالى بالقائم الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام، يصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر نبيه موسى عليه السلام ويخرجه من الحيرة والغيبة إلى نور الفرج والظهور. "

( كمال الدين ص152 )

يشبّه الراوي هنا القائم (الإمام المهدي) بموسى عليه السلام فيذكر أن موسى أصلحه الله في ليلة وهكذا يصلح الله تعالى القائم في ليلة وهو مصداق الحديث الصحيح لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في صحيح ابن ماجه :

" المَهْدِيُّ مِنَّا أهلَ البيتِ، يُصْلِحُهُ اللهُ في لَيْلِه "

الراوي: علي بن أبي طالب
المحدث: الألباني
المصدر: السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 2371
خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه


فإذا عدنا إلى القرآن الكريم لعرفنا ماهو هذا الإصلاح الذي يتكلم عنه صاحب هذه الرواية :

{ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي } سورة طه


فكما أصلح الله تعالى لسان موسى (عَلَيهِ السَلام) في ليلة أصلح الله تعالى لسان سيدنا مرزا غلام أحمد المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) في ليلة.


يقول المسيح الموعود عليه السلام:

"ومن آياتي أنه تعالى وهب لي مَلَكة خارقة للعادة في اللسان العربية، ليكون آية عند أهل الفكر والفطنة. والسبب في ذلك أني كنت لا أعلم العربية إلا طفيفا لا تُسمّى العِلميّة، فطفق العلماء يقعُضون ويكسرون عُودَ خبرتي ومخبرتي، ويتزرَّون على علمي ومعرفتي، ليبرّئوا العامة مني ومن سلسلتي. وشهروا مِن عندهم أن هذا الرجل لا يعلم صيغة من هذه اللسان، ولا يملك قُراضة من هذا العقيان. فسألتُ الله أن يكمّلني في هذه اللهجة، ويجعلني واحد الدهر في مناهج البلاغة. وألححتُ عليه بالابتهال والضراعة، وكثُر اطراحي بين يدي حضرة العزّة، وتوالى سؤالي بجهد العزيمة وصدق الهمة وإخلاص المُهْجة. فأُجيب الدعاء وأوتيتُ ما كنت أشاء، وفُتحت لي أبواب نوادر العربية واللطائف الأدبية، حتى أمليت فيها رسائل مبتكَرة وكتبا محبَّرة. ثم عرضتُها على العلماء وقلت يا حزب الفضلاء والأدباء.. إنكم حسبتموني أُمّيًّا ومن الجهلاء، والأمر كان كذلك لولا التأييد من حضرة الكبرياء، فالآن أُيّدتُ من الحضرة، وعلّمني ربي من لدنه بالفضل والرحمة، فأصبحت أديبا ومن المتفرّدين، وألّفت رسائل في حُلل البلاغة والفصاحة، وهذه آية من ربي لأولي الألباب والنصفة، وعليكم حُجّة الله ذي الجلال والعزّة. فإن كنتم من المرتابين في صدقي وكمال لساني، والمتشككين في حسن بياني وتبياني، ولا تؤمنون بآيتي هذه وتحسبونها هذياني، وتزعمون أني في قولي هذا من الكاذبين.. فأْتوا بكتاب من مثلها إن كنتم صادقين. وإن كان الحق عندكم كما أنكم تزعمون، فسيُبدي الله عزّتكم ولا تُغلَبون ولا ترجعون كالخاسرين، فلا يُعاتبكم بعده معاتبٌ، ولا يزدريكم مخاطب، ويستيقن الناس أنكم من الأمناء ومن الصالحين. وإن كنتم لا تقدرون عليه لقلّة العلم والدهاء، فانهضوا وادْعوا مشهورين منكم بالتكلم والإملاء، والمعروفين من الأدباء. وإني عرضت عليكم أمرًا فيه عزّة الصادق وذلّة الكاذب، وسينال الكاذبين خزيٌ ونَصَبٌ من العذاب اللازب، فاتقوا الله إن كنتم مؤمنين. فما كان لهم أن يأتوا بمثل كلامي، أو يتوبوا بعد إفحامي، وظهرت على وجوههم سواد وقحول، وضمر وذبول، وغشِيهم حَينٌ وإحجام، وجهلوا كل ما صَلِفوا ولم يبق لهم كلام. وجاءني حزب منهم تائبين، وكثير حق عليهم ما قال خاتم النبيين عليه الصلاة والتحيات من رب العالمين."

(نجم الهدى، الخزائن الروحانية ج14 ص 107-113)


0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي