الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

السبت، 28 ديسمبر 2013

لم يَكُن نبيٌّ إلَّا عاشَ نِصفَ عمرِ الَّذي كانَ قبلَهُ

لم يَكُن نبيٌّ إلَّا عاشَ نِصفَ عمرِ الَّذي كانَ قبلَهُ


السؤال :

يقول النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)  " إنَّ جبريلَ كانَ يعارضُهُ بالقرآنِ في كلِّ عامٍ مرَّةً ، وإنه عارَضني بالقُرآنِ العامَ مرَّتينِ وأخبرَني أنَّهُ أخبرَهُ أنَّهُ لم يَكُن نبيٌّ إلَّا عاشَ نِصفَ عمرِ الَّذي كانَ قبلَهُ وَ أخبرَني أنَّ عيسى بنَ مريمَ عاشَ عِشرينَ ومائةَ سنَةٍ ولا أُراني إلَّا ذاهبًا على رَأسِ الستِّينَ ، فبكَت ) فما الدليل على صحته وما معنى أن يعيش كل نبي نصف الذي قبله بارك الله فيكم ونفعنا بكم ؟
 

الرد :

قال صاحب المقاصد الحسنة: أما حديث: ما بعث الله نبياً إلا عاش نصف ما عاش النبي قبله فهو حديث معروف، ذكره أبو نعيم في الحلية والفسوي في مشيخته عن زيد بن أرقم به مرفوعاً، وسنده حسن لاعتضاده. وعن عائشة كانت تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة إن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه أخبره إنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهباً على رأس الستين فبكت (المقاصد الحسنة)

وفي كنز العمال - (ج 1 / ص 189): 959- يا ايها الناس إنه لم يبعث نبى قط الا عاش نصف ما عاش الذى قبله وانى اوشك أن أدعى فاجيب وانى تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله { الطبراني عن زيد بن أرقم }

وفي كنز العمال - (ج 11 / ص 476): 32242 ما بعث الله نبيا إلا عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله. (الحلية - عن زيد بن أرقم).

والمعنى أن أيَّ نبي لا بد أن يظلّ حيا لِيَصِل إلى نصف عمر النبي السابق له. وهذا لا يعني أنه يموت بعدها، بل لا يمكن أن يموت قبلها، أما بعدها فقد يعيش عشرات السنين. فمثلا هناك نبي عاش 100 عام فالنبي الذي يليه لن يموت قبل الخمسين، بل لا بد أن يصل الخمسين، وقد يعيش ستين وقد يعيش مائة أو أكثر. المهم أن يصل الخمسين. 

وحيث إن عيسى عليه السلام عاش 120 سنة فلا بد أن يصل الرسول صلى الله عليه وسلم 60 عاما.. لذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث أنه لن يعيش طويلا، بل سيتوفى على رأس الستين، وهو الحدّ الأدنى لحياته.. وهذا الذي يُفهم من الحديث، فكأنه صلى الله عليه وسلم يقول: إنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، ولما كان عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة فقد أوشكت أن أصل الستين، ولن أزيد عنها كثيرا.. أي أنّ عمري قد اقترب على النهاية فلا تحزني يا فاطمة وكوني مستعدة.. فالحديث في سياق التخفيف عن فاطمة والتدرج في إخبارها بهذه الفاجعة، وهي وفاة والدها الوشيكة.

ولو كان المقصود النصف بالضبط لعلم كل نبي نهاية عمره بالضبط، فهل كان رواة الحديث يجهلون حقيقة أنَّ علم ذلك عند الله وحده؟ 

وهل كان رواة الحديث يجهلون أنه لو كان المقصود هو نصف العمر بالضبط لكان عمر آدم مئات الملايين ملايين السنين؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عاش 60، والمسيح 120، ويحيى 240، وزكريا 480، والذي قبله 960، والذي قبله ألفين تقريبا، والذي قبله 4 آلاف، والذي قبله 8 آلاف، والذي قبله 16 ألف، والذي قبله 32 ألف، والذي قبله 64 ألف، والذي قبله 128 ألف، والذي قبله ربع مليون سنة، والذي قبله نصف مليون، والذي قبله مليون سنة تقريبا.. أي أن النبي الخامس عشر قبل الرسول صلى الله عليه وسلم كان عمره مليون سنة.. وهذا لا يخطر ببال عاقل، فكيف نتهم رواة هذا الحديث بمثل هذه السذاجة. إذن، ليس الحلّ بتضعيف هذا الحديث، خصوصا أن له عددا من الطرق. 


منقول
 
 

0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي