الموقع العربي الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

سورة التوبة و البسملة و البراءة من المشركين

سورة التوبة و البسملة و البراءة من المشركين



الصحيح أنها تابعة لسورة الأنفال، وليس لأنها تبدأ بالبراءة أو بشدّة أو قسوة كما يقول البعض، ذلك أن البسملة واجبة في كل عمل. 

إننا مأمورون بالبسملة عند كل عمل، سواء كان قاسيا أم ليّنا. 

ثم إنّ هناك سورا تبدأ بشدّة، وتتخللها كلمات شديدة، مثل سورة الهمزة: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (2) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (3) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (4) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (5) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (6) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (7) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (8) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (9) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (الهمزة 2-10).. ومع ذلك فقد بدأت هذه السورة بالبسملة. 

ثم إنّ سورة براءة ليس فيها شدّة أو قسوة، بل آيات القتال فيها تتحدث عن قتال ناقضي العهود والمعتدين، ومثل هذه الآيات موجودة في سورة أخرى عديدة، مثل البقرة والنساء. بل في الآيات الأوائل من سورة براءة آية كلها رحمة ومواساة، وهي قوله تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} (التوبة 6)

يقول الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام: 

والأصح أن براءة ليست سورة مستقلة، بل هي جزء من سورة الأنفال، ولأجل ذلك ما بدأت بالبسملة. ودليل ذلك ما رُوي عن ابن عباس قال: قَالَ:مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِفُ خَاتِمَةَ السُّورَةِ حَتَّى يُنَزَّلَ عَلَيْهِ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" .(المعجم الكبير للطبراني). وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. (أبو داود، كتاب الصلاة).. ويشير الحديث إلى أن البسملة تدل على انفصال سورة وابتداء أخرى، ومن ثم فبراءة جزء من الأنفال.

لا بد من توضيح معاني الآيات، لأن سوء فهمها هو السبب وراء هذه الاجتهادات المسيئة للدين، فالآية الأولى: براءة من الله ورسوله.. أي صار واضحا للجميع أنّ الله ورسوله مبرآن مما نُسبا إليهما من التنبؤ بأمور مستحيلة التحقق وكاذبة.. أي الغلبة على المشركين.. وهذه النبوءات سبقت في سورة الأنفال خاصة التي نزلت في بداية الهجرة، كما في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} (الأَنْفال 37).. 

أما قوله تعالى {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} (التوبة 2) فيعني: سيروا في الجزيرة كلها، ومعكم مدة أربعة أشهر لتتمكنوا من رؤية مظاهر انتصار الإسلام والتي تدلّ على صدقه وعلى عبثية مواجهته. وهو دليل على أن ذمة الله ورسوله قد صارت بريئة من تهمة إعطاء الوعود جزافا.

إذن، فسورة براءة جزء من سورة الأنفال، ولأهميته فُصل عنها وحمل اسما خاصا. 


منقول


0 comments :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

عربي باي